الطفل زين في غزة يعاني من سوء تغذية حاد يهدد حياته ويلقي الضوء على الأزمة الصحية المتفاقمة

سوء تغذية الأطفال في غزة يمثل كارثة إنسانية حقيقية، ويتجسد ذلك بوضوح في مأساة الطفل زين الهندي، البالغ من العمر أربع سنوات، والذي يعاني من سوء تغذية حاد أدى إلى تدهور صحته بشكل خطير. يعاني زين من جفاف وهزال حادّين بسبب سوء الامتصاص، مما تسبب في تأخر كبير في نموه الجسدي والحركي والعصبي، وهو ما يضع حياته على المحك وسط نقص الدعم الطبي والإنساني بالغزة.

تدهور الحالة الصحية للطفل زين الهندي بسبب سوء تغذية الأطفال في غزة

تعاني حالة الطفل زين من تدهور مستمر نتيجة القيء المتواصل الذي لم يتوقف منذ فترة، ما أدى إلى ضعف تغذيته وانخفاض وزنه إلى أربعة كيلوغرامات فقط، وهو رقم يعكس حجم المعاناة التي يعيشها هذا الجسد الصغير. الفريق الطبي المكلف بعلاج زين أوصى عاجلاً بنقله لتلقي العلاج خارج غزة، حيث أن استمرار بقائه في القطاع بهذه الظروف يمثل خطراً مباشراً على حياته، خصوصًا مع غياب الإمكانيات الطبية الكافية في ظل الحصار والظروف القاسية التي يشهدها القطاع.

واقع سوء تغذية أطفال غزة وتأثيره على صحتهم ونموهم

صرح خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في 30 نوفمبر، بأن الأوضاع الصحية والإنسانية في غزة لم تتحسن بشكل ملموس بعد وقف إطلاق النار، ويعود ذلك إلى عدم التزام الاحتلال بالسماح بدخول المواد الغذائية والأدوية الأساسية إلى القطاع؛ مما يسهم في تفاقم مشكلة سوء تغذية الأطفال، التي تؤثر بشكل مباشر على قدراتهم الإدراكية وفهمهم ونموهم البدني، فيما تزداد الأوضاع سوءًا مع غرق الخيام التي يستقر فيها النازحون بسبب مياه الأمطار وسيطرة عمليات الصرف الصحي السيئة، مما يخلق بيئة ملائمة لانتشار الأمراض بين الأطفال وفقًا لتصريحات الدقران.

في بيان أصدرته منظمة اليونيسف قبل يوم فقط من ذلك، تم التأكيد على أن سوء تغذية الأطفال، إلى جانب دخول فصل الشتاء، يشكل تهديدًا جسيمًا لحياتهم وصحتهم في غزة، حيث يرتفع انتشار الأمراض بشكل كبير ويزداد خطر الوفاة لدى الأطفال الفئة الأكثر ضعفًا، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية. كشفت الإحصائيات حسب اليونيسف أن حوالي 9300 طفل تحت سن الخامسة مصابون بسوء تغذية حاد خلال شهر أكتوبر، الأمر الذي يستدعي فتح المعابر لتمكين وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى القطاع.

معاناة انتظار السفر لعلاج الطفل زين الهندي من سوء تغذية الأطفال في غزة

تروي والدة الطفل زين حالة ابْنها بشعور مختلط بين الخوف والألم، مؤكدة أن سوء التغذية الحاد الذي يعانيه يزداد سوءً يومًا بعد يوم، رغم إجراء تحويلة علاجية منذ عدة أسابيع. وهي وعائلتها ما زالوا في انتظار السفر للعلاج خارج غزة، غير مدركين إلى متى سيظل طفلهم محتجزًا بين الحياة والموت، وسط الأمل في أن تتاح له فرصة العلاج الضرورية قبل فوات الأوان.

توضح الأم أن زين يعاني من تأخر ملحوظ في نموه الجسدي والحركي، ويتعرض للتقيؤ المستمر، وهي أوضاع طبية لا يمكن التعامل معها داخل القطاع بسبب قلة الإمكانيات الطبية وغياب العلاج المناسب. وتقول بصوت مأساوي: “كل ما أتمناه هو أن أرى ابني يتلقى العلاج قبل أن نفقده، فحياته الآن تعتمد على السرعة في التدخل الطبي”.

• الطفل زين الهندي يعاني سوء تغذية حاد مع تأخر نمو جسدي وحركي خطير
• النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية بغزة يزيد من تفاقم الحالة الصحية للأطفال
• المنظمات الدولية تحذر من تفاقم الأزمة خاصة مع دخول فصل الشتاء وانتشار الأمراض
• العائلة تنتظر السماح بالسفر لإنقاذ حياة الطفل الذي تتدهور صحته يوميًا