مع تزايد الحاجة إلى التدفئة في الشتاء، يتسائل كثير من الناس عن تأثير غلق النوافذ في فصل الشتاء على جودة الهواء داخل المنزل، خصوصًا أن هذا التصرف منتشر بين الأسر التي تسعى للحفاظ على دفء منازلها طوال الموسم البارد، إلا أن إغلاق النوافذ بشكل مستمر قد يؤدي إلى تراكم الملوثات داخل البيت، مما يؤثر سلبًا على صحة الأفراد ونقاء الهواء.
تأثير غلق النوافذ في فصل الشتاء على نقاء الهواء بالبيت
توصلت دراسات بيئية حديثة إلى أن الهواء داخل المنازل المغلقة في الشتاء قد يكون أكثر تلوثًا مقارنة بالهواء الخارجي، حيث تتراكم الروائح الناجمة عن الطهي، مع غبار المساكن، وارتفاع معدلات الرطوبة، بالإضافة إلى انبعاثات المنشأ من الأثاث والمنظفات، ما يرفع تركيز الملوثات بشكل ملحوظ عند غلق النوافذ، ويخلق بيئة داخلية خانقة تزيد من احتمالات الإصابة بالحساسية والالتهابات الصدرية، بحسب ما ذكر موقع «مايو كلينك».
الاعتماد المطول على التدفئة في المنزل طوال اليوم يرفع مستوى الرطوبة الناتجة من التنفس والاستحمام والطهي، مما يؤدي إلى تكوّن طبقات من التكثف على الجدران والأسقف، وهذه البيئة تساعد على نمو العفن الذي لا يقتصر ضرره على الرائحة الكريهة أو البقع السوداء، بل ينبعث منه سموم فطرية قد تهيج الجهاز التنفسي وتؤدي إلى نوبات ربو حادة.
ومع ذلك، لا يتطلب الحفاظ على نقاء الهواء في الشتاء إبقاء النوافذ مفتوحة طوال الوقت، بل يكفي توفير تهوية اندفاعية تسمح بمرور تيار هوائي سريع لبضع دقائق مرتين يوميًا، ما يساهم في خفض تراكم الملوثات واستعادة توازن الرطوبة داخل المنزل، ويظل هذا الأسلوب فعالًا حتى في أصعب أيام البرد القارس.
خطوات مهمة للوقاية من التقلبات الجوية وتأثيرها على الهواء داخل المنزل
للحفاظ على صحة الأفراد وتقليل الآثار السلبية للطقس البارد، قدمت وزارة الصحة والسكان مجموعة من الإرشادات التي تساعد على مواجهة التقلبات الجوية في فصل الشتاء، وتشمل هذه النصائح:
- اختيار الملابس الملائمة التي تحمي من البرد والرطوبة.
- تجنب الخروج أثناء الرياح الشديدة والبرد القارس، فضلًا عن عدم البقاء طويلاً تحت الأمطار.
- الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية في الخريف لتقليل خطر الإصابة.
- ارتداء الكمامات للوقاية من نزلات البرد والأمراض التنفسية.
- الاهتمام بغسل اليدين وتعقيمهما بشكل مستمر للحد من العدوى.
- تناول وجبات صحية وشرب كميات كافية من السوائل قبل الخروج في الطقس البارد.
أهمية الحفاظ على توازن الرطوبة والهواء النظيف في فصل الشتاء
توازن الرطوبة في المنزل يلعب دورًا حاسمًا في جودة الهواء ونظافة البيئة الداخلية، ويعتبر غلق النوافذ في فصل الشتاء أحد العوامل التي تؤثر على هذا التوازن، حيث يؤدي ارتفاع نسبة الرطوبة الناتجة عن النشاطات المنزلية إلى احتباس البكتيريا والعفن معاً، مما يهدد صحة السكان.
الحفاظ على درجة مناسبة من التهوية يساهم بشكل كبير في خفض المخاطر الصحية ويمنع تكاثر الكائنات الفطرية الضارة، لذا لا ينصح بإغلاق النوافذ بشكل مستمر أو كامل، وإنما بفتحها لفترات قصيرة مرتين يوميًا على الأقل.
اتباع هذه الطريقة في التهوية، المعروفة باسم التهوية الاندفاعية، يعزز من نقاء الهواء ويضمن تحسين المناخ الداخلي للمنزل، ما يوازن بين الحاجة للدفء والحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وسط تقلبات الشتاء.
