تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر داخل تجمع الكوميسا شهدت ارتفاعًا كبيرًا، بما يعكس ثقة متزايدة في بيئة الأعمال الإقليمية وقدرة التجمع على جذب استثمارات عالمية متنامية؛ حيث تسعى دول الكوميسا لتعزيز فهم هذه التطورات من خلال التقرير السنوي COMESA Investment Report 2025 الذي يركز على تحليل شامل لتغيرات الاستثمار الأجنبي المباشر وتأثيره على المنطقة، مع تقديم توصيات استراتيجية تتوافق وخطة التنمية متوسطة المدى للفترة 2026-2030.
تطورات تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر داخل الكوميسا وأثرها على النمو الاقتصادي
أظهر تقرير الكوميسا لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نموًا مرتفعًا بنسبة 154%، وهذه القفزة تعني تحسّنًا ملموسًا في ثقة المستثمرين تجاه بيئة الأعمال داخل تجمع السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي، كما أن تجاهل مشروع رأس الحكمة يبرز نموًا بنسبة 16% ما يؤكد استمرار الزخم التنموي الإقليمي. كما ارتفعت حصة الكوميسا من الاستثمار العالمي من 2% إلى 4%، ومن تدفقات الدول النامية من 3% إلى 7%، متجاوزة 67% من إجمالي التدفقات الاستثمارية في أفريقيا، مع بقاء الاستثمارات الأوروبية والأمريكية، وخصوصًا من هولندا والولايات المتحدة، في الصدارة. وبلغ تمويل المشروعات الدولية نحو 79 مليار دولار بنمو 93%، مدعومًا بمشروعات ضخمة في الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء والبنية التحتية في دول مثل مصر وتونس ورواندا ومالاوي.
التركيز القطاعي والجغرافي لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الكوميسا
يشير التقرير إلى استمرار التركيز الشديد للاستثمارات في خمس دول رئيسية هي مصر وإثيوبيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وكينيا، التي استحوذت على 90% من التدفقات الواردة، بينما لا تتجاوز الاستثمارات البينية بين دول الكوميسا 3% من مشروعات Greenfield و6% من قيمتها، مما يشير إلى تحديات في تحقيق توزيع متوازن للنمو التنموي. وفي القطاعي، برز قطاع البناء بنمو هائل خمس أضعاف، مدفوعًا بمشروعات توسع كبيرة في مصر، كما شهدت المعادن الأساسية زيادة بنسبة 71%، في حين استمر قطاع الطاقة والغاز كأكبر قطاع مستثمر بزيادة 22%. على العكس، تراجعت مجالات الاستخراج والتكنولوجيا والاتصالات بشكل ملحوظ بدلالة انخفاض 61% و55% على التوالي، بعد أداء قوي في السنوات السابقة.
الفرص والتحديات في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر داخل الكوميسا والسياسات المستقبلية
ركز التقرير على أهمية الاستثمار في القطاعات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة، حيث حققت الطاقة المتجددة نموًا بنسبة 67%، وزادت الاستثمارات في الصحة والتعليم بنسبة 130% رغم قلة القاعدة، في حين شهدت أنظمة الغذاء انخفاضًا بنسبة 34% بسبب الصعوبات الدولية، وقلّت استثمارات المياه والصرف الصحي بنسبة 76%، كما انخفضت مشاريع البنية التحتية بنسبة 54% رغم التمويل الدولي المتزايد للنقل. وحدد التقرير خمس أولويات رئيسية لضمان استدامة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر داخل الكوميسا وهي:
- توسيع قاعدة الدول المستفيدة من الاستثمار.
- تعزيز التصنيع وزيادة القيمة المضافة بالمنتجات.
- تطوير البنية الرقمية لمعالجة فجوات الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
- تنمية رأس المال البشري عبر أدوات تمويل مبتكرة.
- تحسين جودة البيانات لدعم اتخاذ القرارات بدقة متناهية.
هذا النمو القياسي يعكس ثقة متزايدة وفقًا للأمين العام المساعد للبرامج في الكوميسا الدكتور محمد قدح، ويبرزه مدير أبحاث الاستثمار في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ريتشارد بولوين كفرصة استراتيجية لتعزيز مرونة اقتصاديات الكوميسا من خلال تنويع المستثمرين وتعميق التكامل الإقليمي. في حين تؤكد وكالة الاستثمار الإقليمية COMESA RIA بقيادة هبة سلامة، أن التقرير يعد أداة أساسية لتعزيز تنافسية الدول الأعضاء والوصول باستثمارات ذات جودة عالية ومستدامة، وتحويل التوصيات إلى سياسات قابلة للتنفيذ.
| العنصر | النمو/النسبة |
|---|---|
| ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر | 154% |
| نمو تمويل المشروعات الدولية (IPF) | 93% (79 مليار دولار) |
| نمو مشروعات Greenfield | 77 مليار دولار في 2024 |
| نمو قطاع البناء | خمسة أضعاف |
| زيادة استثمارات المعادن الأساسية | 71% |
| ارتفاع استثمارات الطاقة والغاز | 22% |
| تراجع قطاع الاستخراج | 61% |
| انخفاض استثمارات التكنولوجيا والاتصالات | 55% |
| نمو الطاقة المتجددة | 67% |
| زيادة استثمارات الصحة والتعليم | 130% |
| تراجع استثمارات نظم الأغذية | 34% |
| انخفاض استثمارات المياه والصرف الصحي | 76% |
| تراجع مشاريع البنية الأساسية | 54% |
