لعبة “الجولة” التي انتشرت بين الأطفال والمراهقين في الفترة الأخيرة تشكل خطراً كبيراً على سلامة أبنائنا، حيث يعتمد هذا التحدي على ضرب متبادل بين اثنين أو أكثر حتى يسقط أحدهم أرضًا ويقر بالهزيمة، وهذا السلوك الذي قد يظنه البعض مجرد لعبة بسيط، يحمل في طياته مخاطر حقيقية يمكن أن تؤدي إلى إصابات بالغة يصعب علاجها أو نتائج لا تُحمد عقباها
لماذا تمثل لعبة “الجولة” تهديدًا كبيرًا لأمن وسلامة أبنائنا؟
لعبة “الجولة” ليست مجرد تحدٍ بريء أو تسلية عابرة، بل تمارس في أحيان كثيرة بين الأطفال في الشوارع أو الأندية أو داخل المدارس، وتشكل طفرة خطيرة من الممارسات العنيفة التي قد تتحول إلى حوادث كارثية في أي لحظة، وهذا ما حذر منه اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، مشيرًا إلى أهمية الوعي المبكر والتدخل الحاسم لمنع تفاقم هذه الظاهرة، فالتعامل مع الأزمة بعد وقوعها قد لا يجدي نفعًا في كثير من الأحيان، لذا فإن الوعي والمتابعة المستمرة هما السبيل للتحكم والسيطرة على هذه السلوكيات الخطرة.
دور أولياء الأمور في مواجهة لعبة “الجولة” وحماية الأبناء من السلوكيات الخطرة
يشدد اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم على ضرورة أن يتجاوز دور أولياء الأمور حدود توفير حياة كريمة وتعليم مناسب لأولادهم، ليشمل الحوار المستمر والمتابعة الدقيقة لكل تفاصيل حياة الأبناء، لا سيما في المراحل العمرية الحرجة، حيث يجب الاستماع لهم وفهم دوافعهم وتوعيتهم بخطورة بعض التحديات والخطوات التي قد يدفعهم الفضول أو ضغط الأصدقاء للمشاركة فيها، فالتوجيه الذكي والمتابعة اليومية تساهم بشكل كبير في تحصين الأبناء من الانجراف خلف عادات وسلوكيات قد تؤول إلى أضرار ومشكلات لا تحمد عواقبها.
مبادرات مهمة من المدارس والمجتمع للحد من مخاطر انتشار لعبة “الجولة”
دعت مؤسسة أمهات مصر وكافة الجهات المعنية كالمدارس والأندية ومؤسسات الدولة إلى وضع آليات صارمة ورقابة مستمرة لمتابعة هذه السلوكيات داخل بيئات الأطفال، مع منع انتشارها ووضع ضوابط واضحة للسيطرة عليها، إضافة إلى تكثيف حملات التوعية المستمرة التي تهدف لحماية الطلاب من المخاطر المحتملة التي تهدد حياتهم وسلوكهم، ويشيّد هذا التكامل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع طرقًا فعالة لضمان أمان أبنائنا، لما لهم من مسؤولية جماعية في حفظ سلامتهم والحفاظ على أمانتهم التي يحملونها في أعناقهم.
- المراقبة المستمرة لسلوكيات الأبناء في أماكن مختلفة
- تشجيع الحوار المفتوح بين الأهل والأبناء
- تنظيم حملات توعية مشتركة بين المدرسة والأسرة
- وضع قواعد واضحة للانضباط في المدارس والأندية
الحفاظ على سلامة أبنائنا يتطلب وعيًا عميقًا ومسؤولية مجتمعية مشتركة بين الأسرة والمدرسة وكل الجهات المختصة، إذ أن الوقاية والتوجيه المستمر يعد الخط الدفاعي الأول أمام هذه السلوكيات الخطرة التي تهدد مستقبل أجيال الغد؛ فالتكاتف والعمل المشترك هو السبيل الوحيد للحفاظ على أمانتهم وصحتهم، مع ضرورة تحفيز ثقافة السلامة والوعي منذ الصغر، تفاديًا لما قد ينجم عن هذه الأفعال العابرة من خسائر يصعب تعويضها في مراحل عمرهم المختلفة.
