تمويلات المليارديرات ومال السياسة تعززان نفوذ ترامب في قرارات الإدارة الأميركية

تمويلات المليارديرات ومال السياسة تعززان نفوذ ترامب في قرارات الإدارة الأميركية
تمويلات المليارديرات ومال السياسة تعززان نفوذ ترامب في قرارات الإدارة الأميركية

تمويلات المليارديرات ذراع ترامب الطولى لتنفيذ سياساته باتت ظاهرة واضحة في إدارة البيت الأبيض، حيث تعتمد الإدارة بشكل غير مسبوق على دعم القطاع الخاص للسيطرة على بعض قراراتها وتنفيذ برامجها. المال السياسي ظهر بقوة في تمويل حفل التنصيب ورواتب الجيش، ما يعكس تحولا قد يزيد من توغل القطاع الخاص في السياسات الحكومية بطرق مختلفة أثارت جدلاً واسعاً.

تمويلات المليارديرات ودورها في حفل التنصيب والسياسات التنفيذية

كشف تقرير موقع إكسيوس الأمريكي أن دونالد ترامب استخدم ثروات المليارديرات كذراع تنفيذية جديدة لم تتوفر لأي رئيس سابق، حيث تم توظيف هذه الأموال في تمويل مشاريع خاصة بها بمستوى غير مسبوق. هذه التمويلات تتجاوز مجرد التبرعات الخيرية، إذ ترتبط بدوافع ضريبية وحوافز خاصة بالعمل ضمن أغنى إدارة في تاريخ الولايات المتحدة. تبرع ديل، على سبيل المثال، بمبلغ 25 مليون دولار لفتح حسابات استثمارية للأطفال، وهو مبلغ صغير مقارنة بميزانية الدولة الفيدرالية التي تصل إلى 7 تريليونات دولار، ولكنه يخلق فرصة لتجاوز حواجز الكونجرس لتوسيع الدعم المالي للمواليد الجدد. وفي الإعلان عن هذه التبرعات، أكد ترامب أن هذه الهدية تحققت بفضل “أكبر تخفيضات ضريبية بتاريخ أمريكا” التي أقرتها الأغلبية الجمهورية.

تأثير تمويلات المليارديرات على الرواتب والعروض العسكرية

تظهر تمويلات المليارديرات أيضًا في دعم رواتب القوات الأمريكية خلال فترات الإغلاق الحكومي، حيث قدم تيموثي ميلون، المتبرع الكبير للحزب الجمهوري، 130 مليون دولار لدعم رواتب الجنود بمبلغ يقارب 100 دولار لكل فرد. هذا النوع من التمويل يعكس اعتمادية الإدارة على مصادر خاصة بعيداً عن الميزانية الفيدرالية، لتقديم الدعم العسكري في مواسم حرجة. بالإضافة إلى ذلك، ضم العرض العسكري الخاص بالذكرى الـ250 للرئيس ترامب شركات عميقة الصلة به اقتصادياً وسياسياً مثل بالانتير وأوراكل، مما أثار مخاوف من تأثير الرعاة على السياسات الحكومية ومنحهم وصولاً خاصاً إلى القطاعات الحيوية.

تمويلات القطاع الخاص لبناء قاعة رقص البيت الأبيض وتأثيرها على سياسات ترامب

واصل ترامب مشروع بناء قاعة رقص تبلغ مساحتها 90 ألف قدم مربع لتحل محل جزء من الجناح الشرقي في البيت الأبيض، مؤكداً تمويل المشروع بالكامل من ماله الخاص ومساهمات خاصة. حتى الآن، كشفت قائمة البيت الأبيض عن 37 مساهمًا من شركات تقنية بارزة، ومقاولي دفاع، وشركات للعملات المشفرة، إضافة إلى حلفاء ترامب القدامى، مع ارتفاع التكلفة إلى نحو 300 مليون دولار. هذا الأمر يثير تساؤلات حول ما يريده المانحون مقابل تمويلهم لهذا المشروع الكبير، الذي يعتبره البعض تاج إرث ترامب في البيت الأبيض. ويرى قسم من المحافظين أن هذا الخيار يمثل وسيلة للحد من الإنفاق الحكومي والاستفادة من الخبرات الخارجية، مشيرين إلى تجارب مثل إدارة كفاءة الحكومة الخاصة بإيلون ماسك والدور المتصاعد لصهر ترامب جاريد كوشنر في مهام دبلوماسية حساسة.

  • تبرعات المليارديرات تسهم في دعم مشاريع معزولة عن الميزانية الفيدرالية
  • حفل التنصيب لعام 2025 جمع 245 مليون دولار، وهو رقم قياسي يفوق ما جمعه ترامب في 2017 وأربع أضعاف ميزانية حفل بايدن في 2021
  • الرعاة العسكريون يرتبطون بعلاقات مالية عميقة مع ترامب، مما يثير مخاوف أخلاقية
  • قائمة المساهمين في مشروع قاعة الرقص تضم شركات تقنية، دفاعية وعملة مشفرة
المشروع المبلغ الممول الجهات المانحة
حفل التنصيب 2025 245 مليون دولار مليارديرات وأعضاء الحكومة المستقبليين
دعم رواتب القوات 130 مليون دولار تيموثي ميلون والمتبرعون الجمهوريون
مشروع قاعة رقص البيت الأبيض 300 مليون دولار شركات تقنية، دفاع وعملة مشفرة وحلفاء

هذا التداخل بين المال السياسي وقرارات الإدارة يسلط الضوء على وجود ديناميكية جديدة في إدارة ترامب تعتمد بشكل كبير على تمويلات المليارديرات، التي لم تعد تقتصر على دعم الحملات الانتخابية فقط، بل تشمل أيضاً تمويل برامج تنموية وعسكرية وحتى مشاريع تراثية في البيت الأبيض، ما يعكس تحولا قوياً في طريقة صنع القرار السياسي تؤثر على المشهد الأمريكي على المستويين الداخلي والخارجي.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.