نصف مليون هاتف مسروق من فرنسا يغرق أسواق المغرب والجزائر سنوياً

نصف مليون هاتف مسروق من فرنسا يغرق أسواق المغرب والجزائر سنوياً

يمثل تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب ظاهرة إجرامية منظمة تتجاوز حدود البلدين؛ حيث كشفت تقارير إعلامية فرنسية وبيانات رسمية عن أرقام صادمة لعمليات السرقة التي تستهدف الهواتف المحمولة في فرنسا؛ والتي لا تنتهي عند مجرد فقدان الجهاز بل تمتد لتغذي شبكات معقدة تدير سوقًا سوداء ضخمة في دول المغرب العربي، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول فعالية آليات مكافحة الجريمة العابرة للحدود.

أبعاد ظاهرة تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب

تشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الدرك الوطني الفرنسي وتقارير إعلامية موثوقة مثل “فرانس إنفو” إلى أن حجم الظاهرة مقلق للغاية؛ إذ يتم تسجيل سرقة ما يقارب 600,000 هاتف محمول كل عام داخل الأراضي الفرنسية، وهذا الرقم الضخم لا يعكس حوادث سرقة فردية أو عشوائية؛ بل يكشف عن وجود شبكات إجرامية عالية التنظيم تعمل بكفاءة لافتة، وتستغل ببراعة الثغرات الموجودة في الأنظمة الأمنية والقانونية التي تجد صعوبة بالغة في احتواء هذا النوع من الجرائم العابرة للحدود، إن عملية تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب ليست مجرد نشاط ثانوي؛ بل أصبحت جزءًا أساسيًا من اقتصاد إجرامي متكامل الأركان.

البيان التفاصيل
عدد الهواتف المسروقة سنوياً حوالي 600,000 جهاز في فرنسا
الوجهة الرئيسية أسواق المغرب العربي (المغرب والجزائر)

إن الخطورة الحقيقية تكمن في أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد مشكلة أمنية داخلية فرنسية؛ بل تحولت إلى تحدٍ مشترك يتطلب تعاونًا دوليًا وثيقًا، فالغالبية العظمى من هذه الأجهزة المسروقة تجد طريقها بشكل منهجي نحو أسواق إعادة البيع في دول المغرب العربي؛ وتحديدًا المغرب والجزائر؛ حيث تتحول إلى وقود لسوق سوداء مزدهرة تدر أرباحًا طائلة على منظميها؛ مما يجعل مواجهة عملية تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب أمرًا معقدًا يتطلب استراتيجيات أمنية واقتصادية متكاملة.

من شوارع باريس إلى أسواق المغرب: مسار تهريب الهواتف

تبدأ رحلة الهواتف المسروقة من قلب العاصمة الفرنسية باريس؛ حيث تحولت بعض المناطق إلى نقاط ساخنة ومراكز تجميع رئيسية لهذه الأجهزة، وتعتبر محطة مترو “باربيس-روشوشوار” مثالًا صارخًا على ذلك؛ فقد أصبحت بمثابة بورصة غير رسمية تُباع فيها الهواتف المسروقة بأسعار زهيدة للمشترين والوسطاء الذين يشكلون الحلقة الأولى في سلسلة التهريب المعقدة، وفي هذه النقطة الحيوية؛ يتم إبرام الصفقات بسرعة وسرية تامة؛ لتنتقل الأجهزة بعدها في غضون أيام أو أسابيع قليلة نحو وجهتها النهائية في المغرب العربي؛ مستخدمةً طرقًا متنوعة تتحدى الرقابة الأمنية وتبرز مدى تنظيم هذه الشبكات المتخصصة في تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب.
لا تتوقف خطورة هذا المسار عند عملية البيع والشراء الأولية؛ بل في الكفاءة اللوجستية التي تتمتع بها هذه الشبكات الإجرامية، فهي تضمن وصول البضاعة المسروقة إلى وجهتها النهائية بكفاءة عالية؛ متجاوزةً بذلك كافة العقبات الأمنية والجمركية بين القارتين، وهو ما يوضح أن استراتيجية تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب تعتمد على بنية تحتية قوية وخبرة واسعة في التحايل على القوانين؛ الأمر الذي يحول دون تتبع الأجهزة أو استعادتها ويجعل من السوق المغربي والجزائري ملاذًا آمنًا لتصريف هذه المسروقات.

كيف يغذي تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب السوق السوداء؟

بمجرد وصول هذه الشحنات غير القانونية إلى دول مثل المغرب؛ تبدأ مرحلة جديدة من الاقتصاد الإجرامي، حيث تخضع الهواتف لعمليات فرز دقيقة لتحديد مصير كل جهاز، وتكشف التقارير الإعلامية الفرنسية أن هذه الأجهزة غالبًا ما تواجه أحد مصيرين رئيسيين؛ إما إعادة بيعها كما هي للمستهلكين الباحثين عن صفقات رخيصة دون الاكتراث لمصدرها؛ أو تفكيكها بالكامل للاستفادة من مكوناتها الداخلية القيمة، وهذا المسار يوضح كيف أصبح تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب محركًا أساسيًا لسوق موازية يصعب السيطرة عليها.

  • إعادة البيع كأجهزة كاملة بأسعار مخفضة في الأسواق غير الرسمية.
  • التفكيك الكامل لاستخراج المكونات الداخلية مثل الشاشات والبطاريات والمعالجات.
  • بيع قطع الغيار بشكل منفصل في محلات الصيانة؛ مما يغذي سوقًا مربحة للغاية.

إن عملية تفكيك الهواتف تعد الأكثر ربحية للشبكات؛ حيث يتم استخراج المكونات الثمينة مثل الشاشات الأصلية أو البطاريات ذات الجودة العالية لتباع كقطع غيار في سوق الصيانة، وهذه العملية لا توفر فقط قطعًا نادرة بأسعار منخفضة؛ بل تساهم في إدامة دورة اقتصادية غير مشروعة تجعل من الصعب على المستهلك التمييز بين القطع الأصلية والمسروقة؛ مما يعمق من تأثير تهريب الهواتف المسروقة من فرنسا إلى المغرب على الاقتصاد المحلي.
هذا التدفق المستمر للأجهزة وقطع الغيار المسروقة لا يشكل تهديدًا أمنيًا فحسب؛ بل يؤثر سلبًا على السوق المنظمة ويخلق منافسة غير عادلة للتجار الشرعيين؛ بينما تواصل الشبكات الإجرامية جني أرباح طائلة من هذه التجارة المحظورة التي تمتد عبر ضفتي المتوسط.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.