كتاب هبة جمال الدين يعيد تحليل اتفاق سايكس بيكو والإبراهيمي وتأثيرهما على تشكيل جغرافية الشرق الأوسط

كتاب هبة جمال الدين يعيد تحليل اتفاق سايكس بيكو والإبراهيمي وتأثيرهما على تشكيل جغرافية الشرق الأوسط
كتاب هبة جمال الدين يعيد تحليل اتفاق سايكس بيكو والإبراهيمي وتأثيرهما على تشكيل جغرافية الشرق الأوسط

كتاب «سايكس بيكو الإبراهيمي وإعادة رسم جغرافية المنطقة» يقدم رؤية معمقة لمخططات إعادة تشكيل الشرق الأوسط تحت ذريعة ما يُعرف بـ«الهوية الإبراهيمية» التي أصبحت اليوم أداة سياسية لتعزيز الهيمنة الإقليمية، وترتكز على إعادة هندسة البيئة الدينية والسياسية بطريقة تخدم المشروع الصهيوني وتعيد رسم خارطة السيطرة من النيل إلى الفرات.

كيف تعيد «الهوية الإبراهيمية» رسم جغرافية المنطقة؟

ترى الدكتورة هبة جمال الدين في كتابها أنّ مفهوم «الهوية الإبراهيمية» تجاوز كونه خطابًا دينيًا للتقارب بين الأديان إلى أداة سياسية تُسخر لتشكيل منظومة إقليمية جديدة، بدأها توقيع اتفاقات إبراهام التي تُعد نقطة الانطلاق لتطبيع الوجود الإسرائيلي في المنطقة. هذا المشروع يقوم على إعادة تعريف الدين لتبرير تغذية الصراعات الطائفية والعرقية، كما يستهدف تقويض الدولة الوطنية عبر استبدال الهويات الجامعة بهويات فوق قومية، ما يفتح المجال لإضعاف المقاومة الوطنية وتحويل الصراعات إلى نزاعات فرعية.

فلسطين بين مطرقة التقسيم وسندان الصفقة

يشكل الملف الفلسطيني محورا مركزيا في إعادة رسم جغرافية المنطقة، حيث يتناول الكتاب بشكل موسّع الخطط التي تزامنت مع أحداث 7 أكتوبر، والتي تهدف إلى إجهاض القضية الفلسطينية عن طريق:

  • تقسيم قطاع غزة إلى مناطق جغرافية منفصلة
  • فرض وصاية خارجية تحد من سيادة الفلسطينيين
  • تفريغ المقاومة الفلسطينية من المحيط الداعم لها
  • خلق واقع سياسي وثقافي جديد يمحو الحقوق الفلسطينية تدريجيًا

كما يحرص الكتاب على تحليل دور إيران في هذا السياق عبر ثلاث دوائر تأثيرية مهمة هي التقارب السني-الشيعي، محور المقاومة، والإمكانية المحتملة لتوجيه ضربة نووية محدودة، ويوضح كيف يستغل هذا الملف الدولي لإعادة توازن القوى في الشرق الأوسط.

مبادرات وتقنيات جديدة لمواجهة إعادة رسم جغرافية المنطقة

لا يكتفي الكتاب بكشف تفاصيل المشهد الجديد، بل يقترح بدائل استراتيجية لمواجهة هذه المخططات، تتضمن تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية، وبناء سردية موحدة قوية تنسجم مع الواقع التاريخي، بالإضافة إلى تطوير مسارات تعاون إقليمي مستندة إلى آليات وخارج نطاق «الهوية الإبراهيمية». كما يركز على دعم القوى المجتمعية والثقافية التي تعارض تحولات الحدود وخطط التقسيم، ما يمثل محاولة لإعادة تكريس الهوية الجامعة بديلاً عن المحاولات فوق القومية.

يمثل هذا الكتاب إضافة نوعية للرؤى النقدية التي تدرس التغيرات السرية التي تعصف بالشرق الأوسط، ويطرح تساؤلات جوهرية حول الجهات التي تقود إعادة رسم جغرافية المنطقة، ودوافع توقيت هذه التحولات الآن، مما يجعله مرجعًا مهمًا لصنّاع القرار والباحثين السياسيين المهتمين بفهم أبعاد الصراع الإقليمي.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.