تزايدت موجة اعتناق الإسلام في بريطانيا بشكل ملحوظ، حيث يلجأ الكثيرون إلى الدين الإسلامي بحثًا عن العدالة والاستقرار في عالم يشهد العديد من الصراعات، كان أبرزها الحرب بين إسرائيل وغزة؛ فقد جاء هذا التوجه طبقًا لتقرير صادر عن معهد تأثير الإيمان في الحياة (IIFL) البريطاني، الذي أكد أن الصراعات العالمية كانت الدافع الأبرز وراء تحول الكثيرين إلى الإسلام، طبقًا لما ورد بصحيفة «تليجراف» البريطانية.
حرب غزة وتأثيرها على اعتناق الإسلام في بريطانيا
تُعزى الزيادة في عدد المتحولين إلى الإسلام في بريطانيا بشكل مباشر إلى الأزمات التي تشهدها الساحة الدولية، لا سيما الصراع المستمر بين إسرائيل وغزة، والتي تثير اهتمامًا متزايدًا نحو الإسلام، حسب ما ذكرته تقارير متعددة؛ إذ يشير الباحثون إلى أن 20% من الذين اعتنقوا الإسلام يعزون ذلك إلى الصراعات العالمية، في حين كان 18% منهم مرتكزين على العوامل النفسية في قرارهم هذا، الأمر الذي يدل على ارتباط شبه واضح بين ظروف الواقع والأزمات الشخصية من جهة والرغبة في تبني المعتقدات الجديدة من جهة أخرى.
أما بالنسبة لمن اعتنقوا الديانات الأخرى، فقد لوحظ أن الحزن كان دافعًا رئيسيًا للمسيحيين بنسبة 31%، إلى جانب الصحة النفسية التي أثرت في قرار 23% منهم، بينما كان العامل الصحي النفسي هو الأكبر أثرًا على متبعي الديانات الهندوسية والبوذية والسيخية بنسبة 35%، وصراع الحياة بنسبة 16%.
العوامل النفسية والاجتماعية وراء موجة اعتناق الإسلام
يربط تقرير معهد تأثير الإيمان في الحياة الاهتمام المتزايد بالإسلام بما يُعد من الصراعات التي تضرب المجتمعات الإسلامية على الصعيد العالمي، معتبرًا أن هذه العوامل تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل تصور المتحولين الجدد عن العدالة والظلم، إذ كثيرًا ما يذكرون الصراعات المعاصرة والتحديات التي واجهتهم في حياتهم قبل الاستقرار في الإسلام. كما يرفع هذا الاتجاه مستوى الوعي لدى فئة الشباب الذين يرون أن العالم بات أكثر ظلماً وتعقيداً، ما يدفعهم للبحث عن حلول أخلاقية وإنسانية أكثر عدالة تتوافق مع مبادئ الإسلام.
وقد تعززت هذه الاتجاهات أواخر عامي 2023 و2024 بعد الحرب الأخيرة في غزة، إذ كشفت الدراسات ازديادًا واضحًا في أعداد المتحولين الجدد الذين يعبرون عن شكوكهم تجاه الإعلام التقليدي ويبحثون عن وجهة إيمانية تقدم لهم تفسيرات أعمق وأكثر مصداقية).
دوافع اعتناق الإسلام من منظور اجتماعي ونفسي
تشير البيانات التي استخلصها معهد تأثير الإيمان في الحياة (IIFL) إلى أن اعتناق الإسلام في بريطانيا يحصل نتيجة لمجموعة من العوامل، وخاصة الصراع العالمي والصحة النفسية، اللذين يمثلان معًا 38% من الدوافع وراء التحول الإسلامي. في حين تتوزع بقية العوامل بين مشاعر الحزن والبحث عن السكينة الروحية، والتي يمكن إجمالها في الجدول التالي:
| الدين | العوامل الرئيسية للدافع (%) |
|---|---|
| الإسلام | الصراع العالمي (20)، الصحة النفسية (18) |
| المسيحية | الحزن (31)، الصحة النفسية (23) |
| الهندوسية والبوذية والسيخية | الصحة النفسية (35)، الصراع (16) |
- الصراع العالمي هو الدافع الأكثر تأثيرًا في اعتناق الإسلام
- الصحة النفسية تلعب دورًا رئيسيًا في التحول الديني لمختلف الأديان
- الشعور بالظلم والاضطرابات النفسية يحفزان البحث عن العدالة الإيمانية
تُبرز هذه النتائج تراكمًا بين المعطيات النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى توجه الشباب والبريطانيين بشكل عام إلى الإسلام كخيار يعكس قيم العدالة والمساواة، ويساعدهم على فهم العالم المعقد الذي يعيشون فيه بطريقة أكثر أخلاقية وواقعية.
