ادعاء هولندي يطالب بالسجن 25 عامًا لوالد وشقيقي ريان النجار المتهمين بقتلها بعد ظهورها على «تيك توك»

قصة ريان النجار واحدة من أبرز القضايا التي تسلط الضوء على مأساة العنف الأسري المتجذر، حيث لم تكن ريان سوى فتاة سورية تبلغ من العمر 18 عامًا، دفع ظهورها على تيك توك ثمنًا غاليًا، بتعرضها لجريمة بشعة أدت إلى وفاتها في هولندا، مما أثار موجة غضب وتعاطف واسع على الصعيدين المحلي والدولي، وسط مطالبات بمعاقبة الجناة بأقصى العقوبات.

تفاصيل قصة ريان النجار وظروف وفاتها في هولندا

في 28 مايو 2024، تم العثور على جثة ريان النجار مكبلة اليدين والقدمين في بحيرة قرب بلدة يورا شمال هولندا، بعد ستة أيام من اختفائها، وعلى الرغم من شبابها، كانت نهايتها مأساوية، فالأدلة الجنائية أثبتت تعرضها للخنق قبل إلقائها في الماء وهي لا تزال على قيد الحياة، وقد تم لف جسدها بشريط لاصق بطول يقارب 20 مترًا. تضمنت التحقيقات العثور على آثار الحمض النووي لوالدها خالد النجار تحت أظافرها، ما يؤكد تورط العائلة في الجريمة، حسب ما نقلت صحيفة «هولندا تايمز»؛ وتأتي هذه التفاصيل المؤلمة لتؤكد مدى وحشية الحادثة.

الدوافع والاتهامات الموجهة للعائلة في جريمة قتل ريان النجار

كانت علاقة ريان النجار بعائلتها متوترة، خاصة بعد أن ظهرت في كيفية مشاهدة عبر تطبيق تيك توك دون ارتداء الحجاب، ووضعت مكياجاً ما اعتبره أفراد الأسرة قطيعة مع العادات والتقاليد، وفضيحة يجب ردعها، الأمر الذي دفع والدها خالد ونجليه محمد ومهند، البالغين من العمر 23 و25 عامًا، إلى تتبعها في مدينة روتردام واستدراجها إلى مكان معزول حيث جرى تنفيذ جريمة الشرف. بعد ارتكاب الجريمة، هرب الأب خالد إلى سوريا، الأمر الذي وصفته النيابة العامة بأنه هروب جبان، وسط تعقيدات قانونية تواجهها هولندا في طلب استرداده بسبب زواجه هناك، بينما يستمر الشقيقان في المحاكمة بتهمة القتل العمد، ويطالب الادعاء بسجن الأب 25 عامًا، وكل من الشقيقين لمدة 20 عامًا، من المتوقع صدور الحكم في 5 يناير المقبل.

القراءة القانونية وردود الأفعال حول محاكمة المتهمين بقتل ريان النجار

على الرغم من ضغوط عائلة ريان لمحاكمة الأب حضوريًا داخل هولندا، تواجه السلطات القضائية الهولندية صعوبة في التعاون مع سوريا، حيث أعلنت وزارة العدل الهولندية عدم إمكانية التعاون القضائي حاليًا، رغم استعداد وزير العدل السوري للمساعدة في حال تقديم طلب رسمي؛ ويؤكد الادعاء العام أن الرسائل الإلكترونية التي يدعي فيها الأب مسئوليته الكاملة عن الحادث لا تعفي الشقيقين من المشاركة، وأن الأدلة تشير بشكل واضح إلى فعل جماعي للاب ونجليه في تنفيذ هذه الجريمة المروعة.

• اكتشاف الجثمان بعد 6 أيام من الاختفاء
• تفاصيل التشويه والعنف الممارس ضد ريان
• تتبُّع الجناة للضحية واستدراجها إلى مكان الجريمة
• فرار الأب وبدء المحاكمة الغيابية
• تعقيدات التعاون القضائي الدولي بين هولندا وسوريا

تجسد قصة ريان النجار مأساة العنف الأسري والتطرف في بعض المعتقدات التي تؤدي إلى جرائم لا تفرق بين الأبرياء، فتلك الفتاة الصغيرة التي حاولت التعبير عن نفسها بأسلوب مختلف اعتبرته الأسرة تجاوزًا للأعراف، دفع حياتها ثمنًا لذلك، بينما تنتظر عائلتها وعدالة القانون أن تأخذ مجراها بحق من تسبب في فقدانهم وجدتهم في مشهد يحكي ألمًا طويلًا وصرخة صامتة تدعو إلى احترام الحرية والكرامة الإنسانية دون أي تبرير للعنف مهما كانت الدوافع.