جرثومة المعدة وتأثيرها على الوزن: تحليل طبي يوضح العلاقة بين العدوى وزيادة الوزن

جرثومة المعدة تسبب زيادة الوزن؟ سؤال يثير القلق لدى الكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه العدوى التي تؤثر على الجهاز الهضمي بشكل ملحوظ، خاصة مع انتشارها الواسع وتأثيرها على صحة الفرد بشكل عام، فما علاقة جرثومة المعدة بزيادة الوزن وهل هي سبب مباشر أم نتيجة لعوامل أخرى ترتبط بالعلاج والشفاء؟

كيف تؤدي جرثومة المعدة إلى تغيرات في الشهية تؤثر على الوزن؟

تتواجد داخل الجهاز الهضمي، وتحديدًا في المعدة والأمعاء، هرمونات تتحكم في الشعور بالجوع والشبع، هذه الهرمونات تعمل كأنها «إشارات المرور» التي تنظم عملية تناول الطعام، وأبرزها هرمون الغريلين أو هرمون الجوع، الذي يفرز من المعدة ويزداد عندما تكون المعدة فارغة لتوجيه المخ بإشارات تحفز الرغبة في تناول الطعام، إلا أن وجود جرثومة المعدة يقلل من إفراز هذا الهرمون، مما يؤدي إلى فقدان الشهية أو تناول كميات أقل من الطعام عند المصاب، أما هرمون اللبتين المعروف بهرمون الشبع، فيُفرز من الخلايا الدهنية، وقد تؤدي العدوى بجرثومة المعدة إلى رفع مستوياته بشكل طفيف، مما يزيد الشعور بالامتلاء والشبع عند بعض المرضى ويقلل من الرغبة في الأكل، وهذا يعني أن جرثومة المعدة في الغالب تسبب فقدان الوزن نتيجة قلة الشهية، وليس زيادته.

السبب وراء زيادة الوزن بعد التخلص من جرثومة المعدة

حين يخضع المريض للعلاج المناسب للتخلص من جرثومة المعدة، تتغير الهرمونات وتعود إلى معدلاتها الطبيعية، إذ يعود هرمون الغريلين إلى مستواه، ما يحسن الشهية ويزيد رغبة الشخص في الأكل بعد فترة طويلة من فقدانها، بالإضافة إلى تقليل الالتهابات في جدار المعدة، مما يعزز كفاءة الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، وتتحسن طاقة الجسم بشكل ملحوظ، ما يدفع إلى تناول كميات أكبر من الطعام.
لهذا السبب، تلاحظ زيادة في الوزن بعد الشفاء؛ كونها ليست زيادة مرتبطة بالجرثومة نفسها، بل تعود إلى زيادة الاستهلاك الغذائي وتحسن الشهية بعد العلاج.

عوامل تؤثر على الوزن عند الإصابة بعقار جرثومة المعدة وكيفية التعامل معها

من المهم فهم أن العلاقة بين جرثومة المعدة وزيادة الوزن ليست علاقة مباشرة، وإنما تتداخل فيها عدة عوامل جسمانية ونفسية، خاصة بعد التخلص من العدوى، ومن هذه العوامل:

• عودة هرمونات الشعور بالجوع والشبع إلى التوازن
• تحسن وظائف المعدة والهضم مع تقليل الالتهابات
• زيادة النشاط والطاقة مما يعزز الرغبة في تناول الطعام

فعلى سبيل المثال، قد يؤدي تحسن الشهية إلى تناول كميات أكبر مما كان معتادًا خلال فترة الإصابة، وهذا يرفع خطر زيادة الوزن؛ لذا ينصح بمراقبة النظام الغذائي بعد الشفاء لتنظيم كمية الطعام المتناولة بما يتناسب مع احتياجات الجسم.

تفهم هذه الجوانب يساعد المرضى على التعامل مع احتمالية تغير الوزن بطريقة واعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن إدارة الوزن بعد علاج جرثومة المعدة تعتمد بشكل كبير على نمط الحياة والغذاء الصحي.

توضح تجارب الأطباء أن زيادة الوزن التي تظهر بعد العلاج هي نتيجة طبيعية لتعافي الجسم من الالتهابات وتحسن الشهية، وليس لأن جرثومة المعدة نفسها هي سبب مباشر في زيادة الوزن، بل هي حالة انتقالية يعقبها استعادة الجسم لحالته الصحية. لذلك، ينبغي الانتباه إلى ضبط النظام الغذائي بعد علاج الجرثومة لتجنب زيادة الوزن غير المرغوبة، مما يعزز الصحة العامة ويساهم في استقرار وزن المرضى بشكل أفضل.