نزوح غزة يبدأ من فقدان المنزل إلى المأوى الخيمي: قصة فاتن ورحلات بحثها عن الأمان

نزوح غزة يبدأ من فقدان المنزل إلى المأوى الخيمي: قصة فاتن ورحلات بحثها عن الأمان
نزوح غزة يبدأ من فقدان المنزل إلى المأوى الخيمي: قصة فاتن ورحلات بحثها عن الأمان

الحياة بعد النزوح في قطاع غزة تحمل معاناة لا توصف، خاصة لمن فقدوا بيوتهم وأحباءهم مثل قصة فاتن الكحلوت التي نزحت 9 مرات وعاشت حكاية الألم بين فيلا كبيرة تحولت إلى خيمة ضيقة بمساحة “متر × متر” فقط، تبكي على فقدان الأشقاء وأولادهم، وتحتمي بصعوبة وسط واقع مليء بالألم والتشرد.

فاتن الكحلوت بين فيلا الأحلام وخيمة النزوح في قطاع غزة

فاتن الكحلوت، السيدة الخمسينية التي كانت تعيش في فيلا فخمة بمساحة 300 متر مربع مكونة من 3 طوابق وسط أشجار تزين محيطها، تحولت حياتها إلى مأساة بعد نزوحها المتكرر في قطاع غزة؛ حيث دمرت الحرب منزلها وتحولت خيمتها الضيقة إلى مكان لسكنها وأبنائها، فتجلس على حافة خيمتها، تتدفأ بذراعها ومسجونة بين مياه الأمطار التي تغمر المكان، تتذكر بمرارة ما فقدته من أشياء ثمينة وعزيزة في حياتها منها الأشقاء والأولاد. تجسد في عينيها ملامح الحزن والتعب، في مشهد يعكس وجه مأساة آلاف غيرها من النازحين في غزة الذين فقدوا كل شيء بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي.

حكاية الصورة التي انتشرت عن حياة النزوح في غزة

التقط مصور صحفي صورة فاتن الكحلوت خلال هطول الأمطار في مخيم للاجئين بقطاع غزة، حيث خرجت تبحث عن أشعة الشمس تحت المطر، واستطاعت هذه الصورة أن تعبر عن واقع مرير يعيشونه يوميًا، إذ انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تحكي فاتن في حديثها لـ«الوطن» تفاصيل الصورة، متحدثة عن اللحظة التي خرجت فيها من الخيمة لتجد دفء الشمس بعد الأمطار، بينما كانت تظهر حياتها الصعبة التي انتقلت من فيلا كبيرة إلى خيمة ضيقة، وجدت نفسها فيها مع أبنائها رغم أن اثنين منهم متزوجان والآخر ليس كذلك. فقدان البيت والأمان قلب حياتها رأسًا على عقب، وجعلها ضحية النزوح المستمر الذي لا يبدو أنه سينتهي قريبًا، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

تكرار رحلة النزوح وتداعياتها على حياة فاتن في غزة

تروي فاتن بحزن عميق كيف تعرضت للنزوح تسع مرات متتالية في شمال وجنوب قطاع غزة، حيث تغيرت حياتها من الاستقرار في بيت واسع وجميل إلى التشرد والاعتماد على خيمة صغيرة جدًا تحتمي بها وسط ظروف قاسية. فقدت خلال الحرب أربع أخوات مع أولادهن، بالإضافة إلى بنت وشاب من أقاربها وكثير من أبناء عمومتها، ما زاد من أعباء الحزن والألم عليها، معاناة تؤثر على نفسيتها وصحتها، خاصة مع إصابتها بأمراض السكري والضغط. من خلال حديثها المؤلم تعبر عن الصعوبات التي تواجهها في كل مرة تبدأ فيها رحلة نزوح جديدة بسبب تدمير منازلها، وكذلك المياه التي غمرت قبيلة الخيمة، مما جعلها تعيش حالة من الإحباط بسبب كل ما فقدته من ممتلكات وأمان.

  • فيلا مساحتها 300 متر مربع كانت بيتها السابق
  • تكرار النزوح 9 مرات في مناطق مختلفة من قطاع غزة
  • فقدان العديد من أفراد عائلتها وأصدقائها بسبب الحرب
  • العيش حاليًا في خيمة صغيرة لا تتجاوز مساحتها متر في متر
  • تأثرها بحالات مرضية مزمنة كمرض السكري والضغط
العنصر الوصف
العمر 50 سنة
عدد مرات النزوح 9 مرات
المسكن السابق فيلا بثلاثة طوابق ومساحة 300 متر مربع
المسكن الحالي خيمة صغيرة بمساحة لا تتجاوز متر × متر

فاتن تعيش واقع النزوح في قطاع غزة بكل تفاصيله المؤلمة، بين فقدان بيوتها وأفراد عائلتها، واضطرارها للانتقال بين أماكن مختلفة في محاولة للبقاء على قيد الحياة، وهو واقع يعكس مأساة آلاف الفلسطينيين الذين يرون بيوتهم تنهار أمام أعينهم، ويجدون أنفسهم محاصرين بين الحروب والكوارث، حيث لم يتبق لهم سوى خيمة بسيطة تحميهم من برد الشتاء وغدر الأمطار.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.