تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية يثير شكوكًا حول جاهزية مشروع جيف بيزوس الفضائي.
يأتي تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية ليمثل عقبة جديدة في مسيرة شركة بلو أوريجين الفضائية المملوكة لجيف بيزوس، حيث اضطرت الشركة إلى إلغاء محاولتها الثانية لإطلاق صاروخها العملاق بسبب مجموعة من التحديات اللوجستية والبيئية، وقد أعلنت الشركة رسميًا عن تحديد موعد جديد للمحاولة وهو يوم الأربعاء الموافق 12 نوفمبر، مؤكدةً على استمرار التنسيق مع الجهات المعنية.
ما هي أسباب تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية؟
واجهت عملية الإطلاق المقررة من كيب كانافيرال بفلوريدا سلسلة من العوائق المعقدة التي أدت في النهاية إلى قرار تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية، ففي نافذة الإطلاق التي استمرت لنحو 90 دقيقة وبدأت عند الساعة 2:45 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ظهرت عدة مشكلات متزامنة جعلت المضي قدمًا في المهمة أمرًا مستحيلًا؛ حيث لم تكن الأحوال الجوية السيئة هي العائق الوحيد، بل تزامنت معها بعض المشكلات الفنية البسيطة في معدات منصة الإطلاق، مما زاد من صعوبة الموقف، وجاءت المفاجأة الأكبر قبل دقائق من العد التنازلي النهائي بدخول سفينة سياحية إلى مسار الرحلة المحدد، مما فرض تهديدًا مباشرًا على سلامة العملية بأكملها.
لقد كانت الأسباب المتعددة وراء هذا القرار محبطة للفريق، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الأحوال الجوية غير المواتية: شكلت الظروف الجوية العائق الأكبر الذي استمر حتى نهاية نافذة الإطلاق المتاحة.
- مشكلات فنية بسيطة: واجهت منصة الإطلاق بعض التحديات التقنية التي ساهمت في تأخير الاستعدادات النهائية.
- عائق بشري غير متوقع: تسبب اقتراب سفينة سياحية من منطقة الخطر في إيقاف العد التنازلي بشكل فوري لضمان السلامة.
وكانت الشركة قد عملت بجد مع إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) لاستكمال الترتيبات اللازمة للمحاولة الثانية، خاصة بعد القيود التي فرضتها الإدارة على عمليات الإطلاق بسبب الإغلاق الحكومي في أواخر الأسبوع الماضي، ورغم كل الجهود المبذولة، فإن تراكم هذه التحديات جعل قرار تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية الخيار الوحيد والآمن.
أهمية المهمة الثانية بعد تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية
تحمل هذه الرحلة الفضائية أهمية استراتيجية بالغة لبلو أوريجين، فالهدف لا يقتصر فقط على إيصال الحمولات إلى الفضاء، بل يمتد ليشمل إثبات قدرة الشركة على تحقيق إنجاز تقني حاسم وهو إعادة استخدام معزز الصاروخ بالكامل، وهو ما يمثل حجر الزاوية في نموذجها الاقتصادي لتقليل تكاليف الرحلات الفضائية، ففي الإطلاق الأول الذي جرى في يناير، ورغم نجاح الصاروخ في الوصول إلى مداره، إلا أن المعزز الصاروخي انفجر قبل لحظات من هبوطه المقرر على السفينة المسيّرة، مما حوّل محاولة الهبوط الناجح في هذه الرحلة إلى هدف رئيسي لا يمكن التنازل عنه، ولهذا فإن تداعيات تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية تزيد من حجم الضغوط على الفريق الهندسي لتحقيق هذا الهدف المحوري.
| الهدف الأساسي للمهمة | الحمولة التجارية |
|---|---|
| تحقيق أول هبوط ناجح لمعزز صاروخ نيو جلين | مركبة ناسا “إسكابيد” المتجهة للمريخ ونموذج فاياسات التقني |
تكتسب المهمة بُعدًا إضافيًا لكونها أول مهمة تجارية للصاروخ، حيث سيحمل على متنه حمولات بالغة الأهمية تشمل مركبة ناسا الفضائية “إسكابيد” (ESCAPADE) في رحلتها الطموحة إلى المريخ، بالإضافة إلى نموذج تقني تجريبي لشركة “فاياسات” (Viasat) يندرج ضمن مشروع تدعمه وكالة ناسا، وبالتالي، فإن أي نجاح سيُثبت جدارة نيو جلين كمنصة إطلاق موثوقة وقادرة على المنافسة بقوة، وهو ما يفسر سبب التركيز الكبير على تجاوز عقبة تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية بنجاح باهر.
تحديات المهمة والمنافسة مع سبيس إكس بعد إعلان التأجيل
يمثل قرار تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية أكثر من مجرد تأخير في الجدول الزمني؛ إنه يلقي بظلاله على طموحات بلو أوريجين في سباق الفضاء التجاري المحتدم، خاصة في مواجهة منافستها الشرسة سبيس إكس التي يقودها إيلون ماسك، فكل تأجيل يمنح سبيس إكس فرصة لتعزيز هيمنتها على سوق إطلاق الأقمار الصناعية والحمولات التجارية بفضل سجلها الحافل بالنجاحات في مجال إعادة استخدام الصواريخ، مما يضع ضغطًا هائلاً على بلو أوريجين لإثبات كفاءة تقنياتها وتجنب المزيد من المشاكل، فالتأجيلات المتكررة التي واجهتها الشركة على مدار العام تثير تساؤلات حول مدى جاهزية عملياتها وقدرتها على الالتزام بالمواعيد النهائية.
إن إثبات قدرة نيو جلين على إيصال الحمولات بكفاءة وبتكلفة منخفضة هو العنصر الجوهري في استراتيجية الشركة طويلة الأمد، وهذا يعتمد بشكل كامل على إتقان تقنية إعادة الاستخدام التي تعد سبيس إكس رائدة فيها، لذلك، فإن نجاح المهمة القادمة بعد قرار تأجيل إطلاق صاروخ نيو جلين للمرة الثانية أصبح ضرورة ملحة وليس مجرد هدف، فهو سيحدد مسار الشركة وقدرتها على جذب العملاء التجاريين والحكوميين في المستقبل القريب.
رغم أن السفينة السياحية كانت ستغادر مسار الرحلة قبل الموعد النهائي للإطلاق عند الساعة 4:15 عصرًا، إلا أن استمرار سوء الأحوال الجوية كان العامل الحاسم الذي أجبر الشركة على إلغاء المحاولة بالكامل، مما يؤكد على حجم التحديات التي تواجه مثل هذه المهام المعقدة.
