يمثل تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا محورًا استراتيجيًا بارزًا في سياسات البلدين، وهو ما تجسد بوضوح خلال اللقاء الهام الذي جمع صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، بنظيره الألباني معالي السيد بلندي غونجا، وزير السياحة والثقافة والرياضة، في العاصمة الرياض؛ حيث جاء هذا الاجتماع على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، ليؤكد على الرغبة المشتركة في دفع عجلة التعاون الثقافي نحو آفاق جديدة.
آفاق تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا في لقاء وزاري بالرياض
شكل اللقاء الوزاري منصة حيوية لمناقشة سبل ترسيخ الروابط الثقافية العميقة التي تجمع المملكة العربية السعودية وجمهورية ألبانيا، وبحث آليات جديدة لتفعيلها على أرض الواقع، وقد حضر هذا الاجتماع الرفيع المستوى كل من معالي مساعد وزير الثقافة الأستاذ راكان بن إبراهيم الطوق، ووكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المهندس فهد بن عبدالرحمن الكنعان، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها المملكة لهذه الشراكة؛ فاللقاء لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل كان بمثابة تأكيد على الالتزام المتبادل باستكشاف فرص واعدة تدعم جهود تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا بشكل مستدام ومثمر.
مبادرات تعليم اللغة العربية وترجمة الأدب ضمن جهود تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا
برزت خلال المباحثات عدة مبادرات نوعية تعد حجر الزاوية في مسيرة تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا، حيث تم تسليط الضوء على التعاون القائم بين مَجمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية وجامعة تيرانا، والذي يهدف إلى دعم برامج تعليم اللغة العربية في ألبانيا، وفتح نوافذ معرفية جديدة للطلاب والباحثين الألبان للاطلاع على الثقافة العربية الأصيلة؛ كما تمت الإشارة إلى مبادرة هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة، والتي تعمل على ترجمة أعمال أدبية مختارة لكُتّاب سعوديين من اللغة العربية إلى اللغة الألبانية، وهي خطوة تساهم بشكل مباشر في بناء جسور من التفاهم المتبادل.
تعد هذه الجهود العملية دليلاً واضحًا على الرؤية الطموحة التي تقود مساعي تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا، فمن خلال اللغة والأدب يتم فتح قنوات تواصل إنسانية تتجاوز الحدود الجغرافية، وتسمح للشعبين بالتعرف على إبداعات بعضهما البعض بشكل أعمق؛ فالأدب المترجم ينقل النسيج الاجتماعي والفكري، بينما يفتح تعليم اللغة العربية أبوابًا واسعة للتبادل الأكاديمي والتجاري في المستقبل، وتتركز هذه المبادرات على تحقيق أهداف ملموسة تتمثل في:
- دعم انتشار اللغة العربية وتعليمها في المؤسسات الأكاديمية الألبانية.
- إثراء المكتبة الألبانية بالأعمال الأدبية والإبداعية السعودية المترجمة.
- تسهيل الحوار الفكري والثقافي المباشر بين المبدعين في البلدين.
- خلق فهم أعمق للقيم والتاريخ المشترك الذي يمكن أن يجمع الشعبين.
الأسبوع الثقافي السعودي يبرز نجاح جهود تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا
أشاد الجانب الألباني بالنجاح الكبير الذي حققه الأسبوع الثقافي السعودي الذي نظمته وزارة الثقافة في ألبانيا خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث قدم هذا الحدث نموذجًا حيًا للثقافة والتراث السعودي الغني، وأتاح للجمهور الألباني فرصة فريدة للتفاعل المباشر مع الفنون والموسيقى والأزياء والمطبخ السعودي؛ وقد أثبت هذا الأسبوع أنه أداة فعالة للغاية في تحقيق أهداف تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا، لأنه ينقل المعرفة من الإطار النظري إلى التجربة الحية والملموسة، ويعزز الروابط الشعبية بين البلدين الصديقين بشكل مباشر.
يؤكد هذا الزخم المتواصل في المبادرات واللقاءات الثنائية على وجود إرادة سياسية وشعبية قوية لمواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وألبانيا، بما يخدم المصالح المشتركة ويساهم في تحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب.
