تثير مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر حالة من الجدل والارتباك في السوق المحلي، حيث يجد المستهلكون والتجار أنفسهم في مواجهة قرارات جمركية مفاجئة تُطبق بأثر رجعي على أجهزة كانت معفاة تمامًا عند شرائها؛ وهو ما يفتح الباب أمام نزاعات وخسائر مالية غير متوقعة، ويدفع الكثيرين للبحث عن حلول آمنة لشراء هاتف جديد، خاصة في ظل التغيرات المتلاحقة التي تؤثر على قرارات الشراء وثقة المستهلك بالسوق.
تفاصيل مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر وتأثيرها
كشف المهندس وليد رمضان، نائب رئيس شعبة المحمول بالغرفة التجارية، عن الأبعاد الكاملة للأزمة الحالية التي تعصف بسوق الهواتف المحمولة في مصر، مؤكدًا أن أصل النزاع يعود إلى تطبيق ضريبة جمركية بأثر رجعي على هواتف محمولة دخلت البلاد وكانت معفاة ضريبيًا وقت بيعها للمستهلكين، مما أحدث فوضى كبيرة، وأوضح رمضان خلال مداخلة هاتفية في برنامج “حضرة المواطن” مع الإعلامي سيد على، أن تطبيق “تليفوني” الحكومي الذي كان يُفترض أن يكون أداة حماية للمستهلك عبر التحقق من الوضع الضريبي للهاتف قبل الشراء، أصبح جزءًا من الأزمة، فبعد أن كان التطبيق يؤكد أن الجهاز غير مطالب بسداد أي رسوم، تفاجأ المستخدمون والتجار لاحقًا بفرض هذه الضرائب، وهذا التحول المفاجئ هو جوهر تفاقم مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر.
إن فرض الرسوم بشكل مفاجئ لم يكن حدثًا عابرًا، بل تم على مراحل متتالية، مما زاد من حالة عدم اليقين في السوق، وألحق خسائر مباشرة بكل من التجار والمستهلكين الذين وثقوا في الوضع القانوني للأجهزة وقت الشراء؛ فقد تم تطبيق هذه القرارات الضريبية على ثلاث دفعات رئيسية خلال العام، مما خلق موجات متتالية من الارتباك.
| المرحلة | الشهر |
|---|---|
| المرحلة الأولى | أبريل |
| المرحلة الثانية | يوليو |
| المرحلة الثالثة | أكتوبر |
أسباب تفاقم مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر
يعود أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الأزمة إلى قرار الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بإلغاء الإعفاء الضريبي الذي كان مخصصًا للهواتف التي تدخل البلاد بصحبة الأجانب القادمين إلى مصر، فهذا الإعفاء كان يسمح بدخول عدد من الأجهزة إلى السوق المحلي دون رسوم، ولكن مع إلغاء هذا الإعفاء، أصبحت جميع هذه الأجهزة مطالبة بسداد الضريبة، والمشكلة الأكبر كانت في تطبيق هذا القرار بأثر رجعي، وهو ما وصفه نائب رئيس الشعبة بأنه إجراء غير منطقي على الإطلاق، لأنه يحمّل المستهلك النهائي تكلفة لم تكن موجودة أو مقررة عند إتمام عملية الشراء، مما يضع عبئًا إضافيًا على السوق ويزيد من تعقيد مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر.
ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، بل ظهرت مشكلة أخرى أشار إليها رمضان تتعلق بالتجار الذين اشتروا هواتفهم بشكل قانوني ورسمي من مخازن الجمارك التابعة لوزارة المالية، فهذه الأجهزة كانت قد سددت جميع رسومها الضريبية والجمركية بالكامل قبل صدور القرار الجديد، ورغم ذلك، وبعد بيعها للمستهلكين، فوجئ التجار والمشترون بفرض ضرائب جديدة عليها، وهو ما أدى إلى نشوب نزاعات واسعة بين العملاء الذين توقفت أجهزتهم عن العمل والتجار الذين باعوها على أنها سليمة قانونيًا، الأمر الذي يؤكد أن مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر أثرت على جميع الأطراف.
حلول لتجنب مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر وشراء هاتف آمن
في ظل هذا الوضع المعقد، قدم وليد رمضان نصيحة واضحة للمواطنين الراغبين في شراء هاتف جديد لتجنب الوقوع في فخ الضرائب الرجعية، مؤكدًا أن الحل يكمن في الاختيار بين بديلين آمنين يضمنان للمستهلك راحة البال، وهما لا يمثلان فقط مخرجًا من الأزمة الحالية، بل يدعمان أيضًا استراتيجيات اقتصادية أوسع، ويساهمان في استقرار السوق على المدى الطويل، وبالتالي فإن فهم هذه الحلول يساعد على تجاوز مشكلة الضريبة على الهواتف المستوردة في مصر بشكل فعال.
- شراء هاتف مصنوع في مصر: يعتبر هذا الخيار هو الأكثر أمانًا، حيث إن الهواتف المصنعة محليًا تكون خالصة الضرائب والجمارك تمامًا ولا تخضع لأي رسوم مستقبلية غير متوقعة.
- الشراء من تاجر معتمد بفاتورة ضريبية: في حال الرغبة في شراء هاتف مستورد، يجب أن يتم ذلك من خلال تاجر معتمد، مع ضرورة التأكد من سداد الضريبة أمامه والحصول على الرقم المرجعي للفاتورة، لضمان عدم توقف الجهاز عن العمل لاحقًا.
وأشار رمضان إلى أن البنية التحتية الصناعية في مصر تشهد تطورًا ملحوظًا في هذا القطاع، حيث يوجد الآن 14 مصنعًا لإنتاج الهواتف المحمولة لمختلف العلامات التجارية العالمية، باستثناء منتجات شركة “أبل” حتى الآن، مؤكدًا أن هذه الأجهزة المصنعة محليًا لا تقل جودة عن نظيرتها المستوردة، بل تتمتع بنفس المواصفات العالمية، وتُطرح في الأسواق بأسعار تنافسية تقل بنسبة تتراوح بين 5% و10% عن الأجهزة المستوردة، وهذا يجعلها خيارًا استراتيجيًا للمستهلك المصري.
يمثل التوسع في التصنيع المحلي للهواتف خطوة استراتيجية بالغة الأهمية لتقليل فاتورة الاستيراد، وفي نفس الوقت توفير منتجات ذات جودة عالية للمستهلك المصري دون تحميله أعباء ضريبية إضافية أو تعريضه لمشكلات غير متوقعة، مما يعزز استقرار السوق ويدعم الاقتصاد الوطني.
