مشاهدة الفيديو يوميًا تحفز إفراز الدوبامين في الدماغ لكن استمرارها يُسبب اضطرابات في التركيز والذاكرة

مشاهدة فيديو 10 دقائق يوميًا قد تبدو تجربة ترفيهية بسيطة، لكنها تؤثر بعمق على دماغك وطريقة عمله، ففي كل مرة تشاهد فيها محتوى مرئيًا، يفرز دماغك هرمون الدوبامين، المسؤول عن الشعور بالمتعة، وهذا التحفيز اللحظي يدفعك أحيانًا للبحث عن المزيد من الفيديوهات دون سبب واضح، مما يؤثر على تركيزك وقدرتك على الانتباه لفترات طويلة

مشاهدة فيديو 10 دقائق يوميًا وتأثيرها على دماغك

كلما استغرقت وقتًا يوميًا في مشاهدة فيديوهات جذابة، يزداد إفراز الدوبامين في دماغك، مما يخلق شعورًا مؤقتًا بالسرور، وإذا ما تعودت على مشاهدة الفيديو 10 دقائق يوميًا، يبدأ دماغك في الاعتياد على المكافأة السريعة، وهذا الأمر يؤثر على طبيعة تركيزك، فالفيديوهات القصيرة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تعوّد دماغك على التشتت وانعدام الصبر، وبالتالي تقل قدرتك على التركيز في المهام التي تتطلب انتباهًا مستمرًا لفترات طويلة، وفقًا لموقع «مايو كلينك» الذي أوضح أن هذا السلوك قد يعوق الإنجاز ويؤثر على الإنتاجية اليومية.

العلاقة بين إدمان مشاهدة فيديو 10 دقائق يوميًا واتخاذ القرارات المتهورة

أظهرت دراسات علمية حديثة وجود ارتباط واضح بين إدمان مشاهدة فيديو 10 دقائق يوميًا وزيادة الميل إلى اتخاذ قرارات متهورة، حسبما ورد في مجلة NeuroImage ومنصة PsyPost. فقد بينت الدراسة أن الإفراط في متابعة فيديوهات قصيرة يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في كيفية اتخاذ القرار، حيث يظهر الأشخاص المدمنون لهذه المقاطع تحسسًا أقل تجاه المخاطر المالية ويتجهون بسرعة لاتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر، مما يزيد من احتمالية الوقوع في خسائر غير متوقعة.

الدراسات العلمية حول تأثير مشاهدة فيديو 10 دقائق يوميًا على نشاط الدماغ

شارك في الدراسة 36 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا، حيث استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمراقبة نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن التقييم والمكافأة واتخاذ القرار أثناء أداء المهام المرتبطة بالمخاطر المالية. وأظهرت النتائج تغيرًا ملحوظًا في النشاط الدماغي للأشخاص المدمنين على مشاهدة فيديو 10 دقائق يوميًا؛ تم تسجيل انخفاض النشاط في منطقة التلفيف أمام الإسفيني (precuneus) المرتبطة بالتحكم الذاتي والوظائف المعرفية، في حين ارتفع النشاط في كل من المخيخ (cerebellum) والتلفيف الخلفي المركزي (postcentral gyrus) اللذين يشكلان دورًا أساسيًا في تقييم الخسائر المالية واتخاذ القرارات السريعة.

• تأثير الدوبامين على الرغبة في متابعة الفيديوهات
• انخفاض قدرة التركيز بسبب التعوّد على المحتوى القصير
• ميل أكبر لاتخاذ قرارات مالية محفوفة بالمخاطر
• تغيرات في نشاط دماغ مناطق التحكم المعرفي والتقييم

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن قضاء ساعات طويلة أمام الإنترنت ومصادر المحتوى غير الهادف، خاصة بين فئات الأطفال والمراهقين، يؤدي تدريجيًا إلى تدهور الصحة النفسية والعقلية، حيث تظهر لديهم أعراض ضعف في التركيز، وتقلبات في المزاج، وصعوبة في اتخاذ قرارات محسوبة، ما يستوجب الانتباه إلى الأثر البعيد الأمد لمشاهدة فيديو 10 دقائق يوميًا على دماغ المستخدمين.