يمثل برنامج إبصار السعودية في السودان مبادرة إنسانية فارقة تعكس عمق الدعم الذي تقدمه المملكة، حيث أكد السفير علي بن حسن جعفر أن إتمام المرحلة الأولى بنجاح يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل التنموي الفعال، موضحًا أن هذا المشروع الرائد يستهدف تمكين الأجيال الناشئة من التعلم في بيئة صحية وآمنة، مع غرس قيم الوقاية الصحية والعناية بالنفس لديهم منذ الصغر.
كيف يدعم برنامج إبصار السعودية في السودان قطاعي الصحة والتعليم؟
أشاد الأستاذ هاشم علي عيسى، الذي يشغل منصب مدير قطاع التربية والتعليم بالبحر الأحمر والوزير المكلف، بالدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في تعزيز البنية التحتية الصحية والتعليمية في البلاد، ووصف برنامج إبصار السعودية بأنه من المشاريع الاستراتيجية طويلة الأمد التي تترك أثرًا إنسانيًا عميقًا ومستدامًا، فقد ساهم بشكل مباشر في إنقاذ بصر آلاف الأطفال الذين كانوا يواجهون صعوبات تعليمية بسبب مشاكل في الرؤية، كما منح الأسر فرصة ثمينة للتعرف على الحالة الصحية لأبنائهم مبكرًا والتعامل معها بفعالية، وهو ما يعزز من فرصهم في مستقبل أكاديمي أفضل وحياة صحية أكثر استقرارًا، وهذا التعاون المثمر يجسد الشراكة القوية بين البلدين في المجالات الحيوية.
من جهته، شدد السفير علي بن حسن جعفر على أن البرنامج يجسد امتدادًا للدعم الإنساني المستمر من المملكة للسودان، مشيدًا بالجهود المشتركة بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومؤسسة البصر العالمية، والتي أثمرت عن تحسين ملموس في حياة آلاف الأسر السودانية من خلال توفير خدمات طبية متخصصة ومجانية، وأضاف السفير أن الشركة السعودية للاستثمار في السودان ستبدأ أعمالها قريبًا، مما يعزز من آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي إلى جانب المبادرات الإنسانية، وهو ما يؤكد على الرؤية الشاملة للمملكة في دعم استقرار وازدهار السودان على كافة الأصعدة، ويفتح المجال لمزيد من المشاريع المشتركة.
انطلاق المرحلة الثانية من برنامج إبصار السعودية في السودان بمدن جديدة
أعلن العاص أحمد كامل، المدير الإقليمي لمؤسسة البصر العالمية، عن انطلاق فعاليات المرحلة الثانية من برنامج إبصار السعودية في السودان بتاريخ 15 نوفمبر، لتشمل مناطق جديدة وذات احتياج كبير مثل مدينتي عطبرة والدامر بالإضافة إلى قرى المناصير، مؤكدًا أن هذا التوسع يأتي في إطار خطة مدروسة لتعميم الفائدة على أكبر عدد ممكن من الطلاب في مختلف أنحاء البلاد، وقد أشار كامل إلى أن التعاون الوثيق والمستمر مع وزارتي الصحة والتعليم يمثل حجر الزاوية في نجاح هذه المبادرة، حيث يتم التنسيق لضمان وصول الفرق الطبية إلى المدارس المستهدفة وتسهيل عمليات الفحص والعلاج دون التأثير على المسار الدراسي للطلاب.
حققت المرحلة الأولى من المشروع نجاحًا لافتًا، حيث شملت تقديم خدمات الكشف الطبي لآلاف الطلاب في ولاية البحر الأحمر، وقد تم تلخيص أبرز إنجازاتها في النقاط التالية:
- إجراء فحص طبي دقيق لعيون 28 ألف طالب وطالبة.
- تغطية شاملة لـ 61 مدرسة منتشرة في مختلف مناطق الولاية.
- تحويل الحالات التي تتطلب تدخلًا علاجيًا أو جراحيًا إلى مراكز طبية متخصصة.
- توفير النظارات الطبية بشكل فوري للطلاب الذين تم تشخيص حاجتهم إليها.
وفي ختام الحفل المخصص لإطلاق المرحلة الجديدة، قام السفير السعودي بتسليم النظارات الطبية بنفسه لمجموعة من الطلاب المستفيدين في لفتة رمزية، كما تم تكريم كافة الجهات المشاركة والداعمة تقديرًا لجهودها، وشمل التكريم مركز الملك سلمان للإغاثة، ووالي البحر الأحمر، بالإضافة إلى وزارتي الصحة والتربية والتعليم بالولاية.
تاريخ برنامج إبصار السعودية في السودان ومسيرته الممتدة
أوضح الدكتور عبد المنعم السيسي، المدير العام لمستشفيات البصر العالمية المعروفة باسم مستشفيات مكة، أن مسيرة برنامج إبصار السعودية في السودان ليست وليدة اللحظة، بل هي رحلة عطاء ممتدة بدأت جذورها في عام 2007، وعلى مدار هذه السنوات، نجح البرنامج في الوصول إلى آلاف الطلاب في العديد من الولايات السودانية الحيوية، حيث شملت خدماته ولايات الخرطوم، ونهر النيل، وشمال كردفان، وكسلا، مما يعكس الانتشار الجغرافي الواسع والتخطيط الدقيق الذي يقف خلف هذه المبادرة الإنسانية الكبرى.
أكد السيسي أن أعداد المستفيدين من البرنامج تشهد تزايدًا مستمرًا عامًا بعد عام، وهذا النمو لم يكن ليتحقق لولا شبكة الشراكات القوية والفعالة التي تم بناؤها على المستويين المحلي والدولي، فهذه الشراكات تضمن استدامة التمويل وتوفر الخبرات الطبية اللازمة وتسهل الإجراءات اللوجستية، مما يسمح للبرنامج بمواصلة رسالته النبيلة في الحفاظ على صحة عيون أطفال السودان.
