طبيب أطفال يحدد 3 أخطاء شائعة تضعف مناعة طفلك مع تبدل الطقس

طبيب أطفال يحدد 3 أخطاء شائعة تضعف مناعة طفلك مع تبدل الطقس

أمراض تغير الفصول عند الأطفال تشكل تحديًا سنويًا للآباء، فمع انحسار حرارة الصيف وإقبال نسمات الخريف الباردة، تبدأ موجة من العطس والسعال التي تختبر صحة الصغار؛ ويبدو أن بعضهم يمرض باستمرار بينما ينجو آخرون من هذا الاختبار الموسمي، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة المتكررة، وكيفية حماية أطفالنا منها بشكل فعال.

لماذا تزيد أمراض تغير الفصول عند الأطفال؟

إن تقلب الأجواء بين المواسم يخلق بيئة مثالية لنشاط الفيروسات، فعلى عكس الاعتقاد الشائع، لا يؤدي الانتقال من الحر إلى البرد لإضعاف المناعة بشكل مباشر، ولكنه يغير من طبيعة الهواء ونسبة الرطوبة فيه، مما يهيئ ظروفًا مثالية للفيروسات المسببة لنزلات البرد والإنفلونزا، مثل فيروس الأنف وسلالات كورونا الموسمية، لتستقر وتتكاثر في الأنف والحلق؛ فالطقس البارد والجاف الذي يميز بداية الخريف يجعل الأسابيع الانتقالية أرضًا خصبة لانتشار العدوى، وهو السبب الرئيسي وراء تكرار أمراض تغير الفصول عند الأطفال.

يرى خبراء الصحة أن هذه الفترة تضعف الحواجز الطبيعية في الجسم، فانخفاض الرطوبة في الهواء يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية التي تمثل خط الدفاع الأول ضد الجراثيم، مما يسهل اختراقها؛ كما أن قضاء وقت أطول في أماكن مغلقة وغير جيدة التهوية، مثل الفصول الدراسية، يرفع من معدلات انتقال العدوى بين الأفراد، حيث تنتشر مئات القطرات المحملة بالفيروسات في الهواء مع كل عطسة، وتزداد المشكلة تعقيدًا مع تزامنها مع الحساسية الموسمية، التي تتشابه أعراضها مع أعراض العدوى الفيروسية، مما يسبب إرباكًا ويصعب التشخيص الدقيق لحالات أمراض تغير الفصول عند الأطفال.

تعزيز المناعة لمواجهة أمراض تغير الفصول عند الأطفال

يعتبر الغذاء المتوازن الحصن الداخلي الذي يقي الجسم من الأمراض، فخلال الفترات الانتقالية، يحتاج جهاز المناعة إلى دعم إضافي من الفيتامينات والمعادن، وعلى رأسها فيتامين C الذي يتوفر بكثرة في الفواكه الحمضية والفراولة والكيوي، وفيتامين D الذي يمكن تعزيزه عبر التعرض المعتدل لأشعة الشمس؛ كما يلعب البروتين دورًا محوريًا في بناء الأجسام المضادة التي تقاوم العدوى، لذا يجب الحرص على تضمين مصادره كالبيض والأسماك والبقوليات والمكسرات في النظام الغذائي، مما يمثل استراتيجية فعالة لمواجهة أمراض تغير الفصول عند الأطفال.

لا يقل النشاط البدني والنوم أهمية عن التغذية السليمة، فالخمول وقلة الحركة خلال الأيام الباردة قد يضعفان مناعة الجسم، لذلك ينصح بممارسة نشاط بدني منتظم لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميًا، حتى لو كان داخل المنزل؛ أما النوم الكافي فيمنح الجسم فرصة لإصلاح نفسه وتجديد طاقته، وهو عنصر حيوي لمقاومة الأمراض، ومن الضروري فهم أن احتياجات النوم تختلف باختلاف العمر، وهو ما يدعم جهود الوقاية من أمراض تغير الفصول عند الأطفال.

الفئة العمرية ساعات النوم الموصى بها ليلاً
الأطفال (6 – 12 عامًا) 9 – 12 ساعة
المراهقون (13 – 18 عامًا) 8 – 10 ساعات

عادات يومية تحمي من أمراض تغير الفصول عند الأطفال

تبدأ الوقاية الفعالة من التفاصيل اليومية البسيطة التي يمكن تحويلها إلى عادات راسخة، ويأتي على رأس هذه العادات النظافة الشخصية التي تعتبر السلاح الأقوى في موسم العدوى؛ فالفيروسات تنتقل بسهولة عبر الأيدي الملوثة، ويمكن لممارسات بسيطة أن تقلل من احتمالية الإصابة بشكل كبير، مما يوفر حماية مباشرة ضد أمراض تغير الفصول عند الأطفال، وتشمل هذه الممارسات الأساسية ما يلي:

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لعدة مرات في اليوم، وخصوصًا بعد لمس الأسطح في الأماكن العامة.
  • تعليم الأطفال أهمية هذه العادة منذ الصغر، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من روتينهم اليومي.
  • الاهتمام بالحصول على التطعيمات الموسمية، مثل لقاح الإنفلونزا، الذي يقلل من خطر الإصابة ومضاعفاتها.
  • مراجعة جدول التطعيمات بشكل دوري مع طبيب الأطفال للتأكد من أنه محدث بالكامل.

في حال تكررت الأعراض التنفسية أو استمرت لفترة طويلة على الرغم من اتباع الإجراءات الوقائية والعلاجية، قد لا يكون السبب عدوى فيروسية، بل حساسية موسمية؛ لذا، يُنصح باستشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد المسبب الحقيقي، ووضع خطة علاجية مناسبة تفرق بين الحالتين وتضمن التعامل الصحيح مع أمراض تغير الفصول عند الأطفال.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.