أوروبا تستعد لحرب مع روسيا خلال 3 سنوات بإطلاق برامج فضائية عسكرية وتعبئة شاملة
مع تصاعد التوترات على حدود القارة الأوروبية، تبرز الحاجة الملحة للاستعداد العسكري الاستراتيجي، حيث تتجه أوروبا نحو بناء جيش قوي والاعتماد على برامج فضائية عسكرية حديثة، إضافة إلى دعوات لتخزين الغذاء والأدوية، وتوسيع الخدمة العسكرية الطوعية، فضلاً عن تجهيز المستشفيات والبنى التحتية الحيوية لمواجهة تهديد روسي محتمل بحلول 2029.
برامج فضائية عسكرية تعزز الاستعداد العسكري الأوروبي
في خطوة تاريخية، وافقت الدول الأعضاء بوكالة الفضاء الأوروبية على تمويل مشروع المرونة الأوروبية من الفضاء (إرس) بميزانية تقدر بـ1.2 مليار يورو، بهدف إنشاء منظومة فضائية عسكرية متعددة المهام تدمج قدرات المراقبة، الملاحة، الاتصالات، والاستطلاع. هذا المشروع يعكس توجه أوروبا لبناء جيش قوي يعتمد على تقنيات الفضاء لتعزيز الردع والجاهزية الدفاعية وسط تصاعد نشاطات روسيا والصين في المجال الفضائي. كما تم ضخ تمويل كبير لتطوير صواريخ فضائية صغيرة قابلة لإعادة الاستخدام، ما يمهد الطريق أمام أوروبا لامتلاك منظومة إطلاق فضائية مستقلة وسريعة الاستجابة بدعم قدرات جيش قوي قادر على حماية القارة.
دعوات رسمية لتخزين الغذاء والماء كجزء من استعداد أوروبا للحرب
أصدرت المفوضية الأوروبية توصيات لجميع مواطني الاتحاد الأوروبي بتخزين مخزون غذائي ومائي يكفي لمدة 72 ساعة كحد أدنى، ضمن استراتيجية الاستعداد الأوروبي لمواجهة أية أزمات قد تؤثر على الخدمات الحيوية، مثل الحروب، الهجمات السيبرانية، أو الكوارث الطبيعية. هذا التوجه يعكس تحولاً كبيراً نحو بناء جيش قوي يستند إلى تعبئة مدنية تشمل إعداد الأسر للمواجهة الطارئة. وفي هذا الإطار، وزعت فرنسا كتيب النجاة الوطني الذي يرشد المواطنين إلى كيفية تجهيز منازلهم بالمستلزمات الأساسية التي تشمل:
- المياه المعبأة
- الأطعمة القابلة للتخزين
- البطاريات والمصابيح
- الأدوية الأساسية
وتحرص الحكومات الأوروبية على إشراك السكان في بناء جيش قوي يقوم على أساس الوعي والاستعداد الشعبي.
تعبئة طوعية لتوسيع الخدمة العسكرية والإعداد الدفاعي الكامل
تشهد عدة دول أوروبية، خاصة فرنسا وبولندا وإستونيا وفنلندا والسويد، جهوداً حثيثة لتعزيز القدرات البشرية العسكرية مع الاعتماد على التعبئة الطوعية وتوسيع نطاق التجنيد الإجباري، حيث تهدف فرنسا إلى استقطاب الشباب برعاية برنامج خدمة عسكرية طوعية يشمل تأهيلهم في الإسعافات الأولية، الدفاع المدني، واستعمال الأسلحة الخفيفة. وتعمل دول اسكندنافية مثل فنلندا والسويد على إعادة وتوسيع نظام التجنيد الإجباري، إضافة إلى تدريب مستمر لقوات الاحتياط بما يعزز بناء جيش قوي وقادر على التعامل مع تحديات مختلفة.
تجهيز المستشفيات والبنى التحتية الحيوية لمواجهة الأزمات المحتملة
في إطار الاستعدادات الشاملة، أصدرت وزارة الصحة الفرنسية تعليمات للمستشفيات بزيادة القدرة الاستيعابية واستعداد الطواقم الطبية لاستقبال أعداد كبيرة من الإصابات في حال نشوب نزاع شامل في أوروبا. تشمل هذه الاستعدادات زيادة الأسرة، تجهيز غرف الطوارئ، وتوفير المخزون الكافي من الأدوية والمعدات الطبية. إضافة إلى ذلك، تراجع عدة دول جاهزية شبكات الطاقة والمياه ومراكز البيانات لضمان استمرار العمليات الحيوية عند تعرضها لهجمات سيبرانية أو انقطاع في الإمدادات، وهو أمر أساسي في بناء جيش قوي يدعم القدرة الدفاعية للقارة.
السباق التسليحي وخطة استباقية للحرب مع روسيا
شهدت أوروبا خلال السنوات الثلاث الماضية زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي، حيث تمتلك عددًا من الدول منظومات دفاع جوي متطورة، دبابات حديثة، مقاتلات من طراز F-35، وصواريخ بعيدة المدى. يعمل الاتحاد الأوروبي على إنشاء قاعدة صناعية دفاعية مشتركة تضمن الاعتماد على الذات في صناعة الأسلحة والذخائر، مدركًا أن المواجهة الطويلة قد تستهلك الموارد كما حدث في أوكرانيا. في هذا السياق، أطلقت ألمانيا خطة برلين التي تهدف لنقل 800 ألف جندي من ألمانيا ودول الناتو إلى الحدود الشرقية لتشكيل خط المواجهة الأول في حال هجوم روسي متوقع عام 2029. هذه التحركات تزامنت مع تحذيرات هامة من رئيس الاستخبارات الألماني مارتن بيجر حول احتمال شن موسكو هجومًا على أوروبا خلال السنوات القادمة، ما دفع برلين إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
| العنصر | التفاصيل |
|---|---|
| ميزانية مشروع المرونة الأوروبية من الفضاء (إرس) | 1.2 مليار يورو |
| مدة الاحتياطي الغذائي والمائي المنصح بها | 72 ساعة على الأقل |
| عدد الجنود المخطط لنقلهم إلى الحدود الشرقية | 800 ألف جندي |
تشير كل هذه الخطوات إلى وعي أوروبي متزايد بأن بناء جيش قوي قائم على تحضير فلسفة شاملة تشمل الفضاء، التعبئة الشعبية، والاستعداد المدني هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية، خصوصًا في ظل التهديدات المتصاعدة من روسيا وغيرها، مما يضع القارة في حالة استعداد غير مسبوقة.
