من شوارع لندن إلى الصين.. 117 ألف هاتف مسروق سنوياً تغذي شبكات التهريب الدولية.

من شوارع لندن إلى الصين.. 117 ألف هاتف مسروق سنوياً تغذي شبكات التهريب الدولية.
يقول بول برينان، رئيس رابطة سائقي سيارات الأجرة المرخّصين، إن سرقة الهواتف “ترتفع بشكل كبير” في لندن

ظاهرة سرقة الهواتف في لندن أصبحت كابوساً يتكرر يومياً في شوارع بريطانيا، حيث يحدث كل شيء في لحظات خاطفة؛ فصوت دراجة كهربائية تقترب ويد تمتد بسرعة مذهلة كفيلان بتعريض حياتك الرقمية والذاتية للخطر في مشهد صادم يترك الضحايا في حالة من الذهول وعدم التصديق، وهو ما يعكس الأبعاد الخطيرة لهذه الجريمة المتنامية.

ما هو الثمن الحقيقي لظاهرة سرقة الهواتف في لندن؟

إن التأثير العاطفي لسرقة هاتف قد يفوق بكثير الخسارة المالية، وهذا ما اختبرته فينيلا رولينغ عندما سُرق هاتفها الجديد من طراز “آيفون 16” في كامبريدج، فالجهاز لم يكن مجرد أداة اتصال بل كان مستودعاً لمئات الصور والذكريات الثمينة مع والدتها المصابة بسرطان عضال، وهي ذكريات فُقدت إلى الأبد لعدم وجود نسخة احتياطية أو تفعيل لحساب “آي كلاود”؛ وقالت فينيلا باكية إنها ذكريات لا يمكن استعادتها أبداً، خاصة مع عدم معرفتها بالوقت المتبقي لها مع والدتها، وبعد تتبع هاتفها عبر تطبيق “فايند ماي” شاهدته ينتقل عبر القطار إلى لندن، ثم يظهر في دبي، وأخيراً في الصين، لتبدأ بعدها في تلقي رسائل احتيالية تطالبها ببيانات حسابها. هذه القصص المؤلمة أصبحت شائعة مع تحول عصابات الجريمة المنظمة نحو هذا النشاط المربح، حيث يمكن بيع الهاتف الواحد بما يصل إلى 400 جنيه إسترليني، مما يؤكد أن **ظاهرة سرقة الهواتف في لندن** أصبحت تجارة منظمة ومربحة للجناة.
وقد أكد بول برينان، رئيس رابطة سائقي سيارات الأجرة، أن لندن أصبحت مرتعاً للصوص الذين يستخدمون الدراجات الكهربائية لسهولة الهرب ويرتدون ملابس سوداء وأقنعة لإخفاء هويتهم، مشيراً إلى أن احتمالية التعرض للسرقة تتزايد بشكل مخيف؛ حتى أن بعض السياح بدأوا يلغون زياراتهم للمدينة بسبب مخاوفهم الأمنية، فالجميع يعتقد أن الأمر لن يحدث له حتى يقع ضحية بالفعل، وهو ما يجعل مواجهة ظاهرة سرقة الهواتف في لندن ضرورة ملحة.

الإحصائية التفاصيل
عدد سرقات الهواتف عام 2019 91,481 حالة
عدد سرقات الهواتف عام 2024 117,211 حالة
نسبة الزيادة 25%

كيف تواجه الشرطة تصاعد ظاهرة سرقة الهواتف في لندن؟

لم تقف السلطات مكتوفة الأيدي أمام هذا التصاعد، حيث لجأت شرطة العاصمة إلى استراتيجيات مبتكرة لملاحقة اللصوص الذين يستخدمون دراجات كهربائية خفيفة تصل سرعتها إلى 97 كيلومتراً في الساعة، وقامت الشرطة بتشكيل أسطول خاص من الدراجات عالية القدرة لمطاردتهم، وهو ما أثبت فعاليته؛ ويقول رايان بيري من شرطة العاصمة إن المجرمين يكرهون رؤية هذه الدراجات في الشوارع، وهو ما يعد رادعاً قوياً في حد ذاته، وإن لم يكن كافياً، فالشرطة مستعدة لمطاردتهم وتقديمهم للعدالة. المعركة لم تقتصر على الأرض فقط؛ بل امتدت إلى السماء، حيث تصف “خدمة الشرطة الوطنية الجوية” نفسها بأنها “كابوس اللصوص”، إذ تقلل المروحيات بشكل كبير من فرص هروبهم، فبمجرد التحليق فوق المشتبه بهم، يمكن للكاميرات عالية الدقة تحديد مواقعهم ومتابعتهم وحتى التقاط صور واضحة لوجوههم، كما أوضح غلين ووكر، مدير قاعدة الخدمة، الذي أكد أن مجرد صوت المروحية فوق منطقة مثل ويستمنستر يشكل رادعاً حقيقياً يدفع اللصوص إلى الاختباء فوراً.

شبكات دولية وراء ظاهرة سرقة الهواتف في لندن

لا تقتصر المواجهة على الشرطة، فهناك مواطنون قرروا أخذ زمام المبادرة مثل دييغو غالدينو، سائق التوصيل الذي يصف نفسه بـ”صياد النشالين”، فبعد أن أصبح يشهد حوادث السرقة بشكل شبه يومي، بدأ في تصويرها ونشرها على حسابه “PickPocketLondon” الذي حصد ملايين المشاهدات، ويقول غالدينو إن من غريزته تحذير الناس عندما يلاحظ اللصوص، الذين يتبعون أساليب منظمة، حيث يرتكبون جريمتهم ثم يسلمون المسروقات لشخص آخر بسرعة فائقة. ومن أساليبهم المعروفة:

  • تغطية وجوههم بالكامل لإخفاء هويتهم.
  • العمل في مجموعات مكونة من شخصين أو أكثر.
  • استخدام الدراجات الكهربائية كوسيلة سريعة للفرار.

وقد لاحظت شرطة النقل البريطانية أن **ظاهرة سرقة الهواتف في لندن** تتغذى على شبكات متنقلة ومنظمة، حيث يسافر بعض اللصوص يومياً من مدن أخرى مثل بورتسموث إلى العاصمة لارتكاب جرائمهم وكأنها “وظيفة بدوام كامل”؛ بل إن بعضهم يسافر جواً من الخارج للإقامة في المملكة المتحدة لأسابيع بهدف السرقة ثم المغادرة، مما يكشف عن البعد الدولي لهذه الجريمة المنظمة.
وكشف أحد ضباط الشرطة عن وجود شبكة محلية واسعة تضم ما لا يقل عن 600 شخص ينشطون في هذا المجال، وتمتلك الشرطة صوراً لهم، مما يؤكد أن ظاهرة سرقة الهواتف في لندن ليست مجرد حوادث فردية عشوائية، بل هي عمليات مدروسة تقف خلفها عصابات إجرامية محترفة.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.