لم يعد مرضًا للمسنين.. سرطان القولون يهاجم الشباب بمعدلات مقلقة.

لم يعد مرضًا للمسنين.. سرطان القولون يهاجم الشباب بمعدلات مقلقة.

أعراض سرطان القولون المبكرة لدى الشباب لم تعد مجرد احتمال نادر؛ بل أصبحت حقيقة مقلقة تتزايد معدلاتها بشكل يثير الانتباه، فبينما كانت الصورة النمطية لمرضى السرطان تقتصر على كبار السن، تكشف الإحصائيات الحديثة عن تحول خطير يجعل هذا المرض يطرق أبواب الفئات العمرية الأصغر، مما يستدعي وعيًا أكبر بهذه العلامات التحذيرية التي قد تكون خفية ولكنها حاسمة في الكشف المبكر.

لماذا تنتشر أعراض سرطان القولون المبكرة لدى الشباب بشكل مقلق؟

يُعرَّف سرطان القولون والمستقيم المبكر (EO-CRC) بأنه التشخيص الذي يتم قبل بلوغ سن الخمسين، وقد شهدت العقود الأخيرة زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة به ليتحول إلى قضية صحية عامة متنامية، وعلى عكس الأنواع الشائعة مثل سرطان الثدي والرئة، فإن هذا النوع الأقل شهرة يتسلل بصمت إلى حياة الشباب في العشرينيات والثلاثينيات، وتوضح الدراسات أن هذا الارتفاع ليس مجرد مصادفة؛ بل هو اتجاه ثابت يستدعي الاهتمام، ففهم أبعاد هذه الظاهرة هو الخطوة الأولى نحو مواجهتها، خصوصًا مع صعوبة تشخيص أعراض سرطان القولون في هذه الفئة العمرية التي لا تتوقع الإصابة.

الفئة العمرية (بالسنوات) متوسط التغير السنوي النسبي في الإصابة (2001-2021)
20 – 44 1.51% سنويًا
45 – 54 0.73% سنويًا

تتعدد العوامل التي قد تساهم في ظهور أعراض سرطان القولون المبكرة لدى الشباب، فبينما يلعب التاريخ العائلي والاستعداد الوراثي دورًا في بعض الحالات، تُعتبر غالبية الحالات عرضية وترتبط بقوة بعوامل نمط الحياة الحديث، وتشمل هذه العوامل الأنظمة الغذائية غير الصحية، وزيادة معدلات السمنة، وقلة النشاط البدني، بالإضافة إلى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية الذي قد يؤثر على بيئة الأمعاء الصحية؛ مما يسلط الضوء على ضرورة تبني عادات صحية كخط دفاع أولي.

علامات تحذيرية تكشف أعراض سرطان القولون التي لا يجب تجاهلها

إن أخطر ما يتعلق بسرطان القولون هو أن علاماته الأولى قد تبدو بسيطة أو تُنسب بسهولة لمشكلات هضمية عابرة مثل عسر الهضم أو التوتر، ولكن استمرار هذه الأعراض أو تفاقمها يعد مؤشرًا لا يمكن تجاهله أبدًا، فمع نمو الورم داخل القولون، قد يتسبب في انسداد جزئي يؤدي إلى تراكم الغازات والشعور بعدم الراحة، لذلك يجب الانتباه الشديد لأي تغيرات تطرأ على الجهاز الهضمي، لأنها قد تكون نافذة للكشف عن أعراض سرطان القولون في مراحلها الأولى، ومن أبرز هذه العلامات ما يلي.

  • تغيرات في عادات الأمعاء: أي تغير غير مبرر ومستمر لأكثر من بضعة أسابيع، سواء كان إسهالاً أو إمساكاً أو تغيراً في قوام البراز وشكله، مثل البراز الشريطي الرفيع، يستدعي استشارة طبية.
  • ظهور دم في البراز: سواء كان لون الدم أحمر فاتحًا أو داكنًا، فهو من أكثر العلامات إثارة للقلق، ولا يجب إهماله أبدًا باعتباره ناتجًا عن البواسير دون فحص دقيق.
  • الشعور بعدم اكتمال التفريغ: الإحساس بالحاجة الملحة والمستمرة للذهاب إلى الحمام حتى بعد التبرز مباشرة، وهو ما يعرف طبيًا بـ”الزحير”، قد يشير لوجود كتلة تهيج بطانة المستقيم.
  • ألم وانزعاج في البطن: التقلصات المستمرة أو الانتفاخ أو الألم المتكرر، خاصة في الجزء السفلي الأيسر من البطن، يعتبر علامة تحذيرية تتطلب فحصًا متخصصًا.

كيف يؤثر سرطان القولون على الجسم بشكل عام؟

لا تقتصر أعراض سرطان القولون على الجهاز الهضمي فقط؛ بل تمتد لتؤثر على الجسم بأكمله بطرق قد تبدو غير مرتبطة بالمرض في البداية، وأحد أبرز هذه التأثيرات هو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، حيث يسبب الورم نزيفًا داخليًا مزمنًا وبطيئًا يؤدي إلى فقدان الدم تدريجيًا، وينتج عن ذلك شعور بالإرهاق والضعف العام وضيق في التنفس، وهذا التعب ليس إرهاقًا عاديًا ناتجًا عن قلة النوم أو ضغط العمل؛ بل هو مشكلة فسيولوجية عميقة بسبب نقص خلايا الدم الحمراء السليمة، ويمكن للفحوصات الدورية للدم أن تكشف عن فقر الدم الذي قد يكون في بعض الأحيان العرض الوحيد للمرض في مراحله المبكرة، مصحوبًا بشحوب الجلد أو الدوار أو الصداع.

يعد فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر علامة أخرى على أن أعراض سرطان القولون قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، حيث يؤثر المرض على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية ويزيد من متطلباته الأيضية، فإذا لاحظت انخفاضًا سريعًا في وزنك دون تغيير في نظامك الغذائي أو نشاطك البدني، خصوصًا عند تزامنه مع أعراض أخرى مثل الإرهاق المستمر، فهذا يستدعي طلب المشورة الطبية فورًا.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.