حقنة البرد تعتبر من أكثر الممارسات الطبية الخاطئة شيوعًا عند الإصابة بالأنفلونزا الموسمية خلال فصل الشتاء؛ إذ حذرت وزارة الصحة والسكان بشدة من اللجوء إلى هذه الخلطة السحرية المزعومة لعلاج النزلات الفيروسية؛ نظرًا لما تسببه من تداعيات صحية خطيرة قد تصل أحيانًا إلى الوفاة؛ رغم شعور المريض بتحسن مؤقت وخادع يخفي وراءه أضرارًا جسيمة تصيب أجهزة الجسم الحيوية وتضعف الجهاز المناعي تدريجيًا.
حقيقة المكونات الدوائية في حقنة البرد

تتضمن هذه التركيبة الدوائية الشائعة ثلاثة عناصر رئيسية تبدو للوهلة الأولى فعالة لكنها تحمل مخاطر جمة عند دمجها عشوائيًا؛ حيث أوضحت الجهات المعنية أن استخدام المضادات الحيوية ضمن مكونات حقنة البرد يعد خطأً طبيًا فادحًا؛ لأن نزلات البرد والأنفلونزا هي في الأساس عدوى فيروسية لا تتأثر مطلقًا بالمضادات الحيوية المخصصة فقيط لقتل البكتيريا؛ بل إن الإسراف في تناول هذه العقاقير دون داعٍ طبي حقيقي يؤدي إلى نشوء جيل من البكتيريا المقاومة للأدوية؛ مما يجعل الجسم بمرور الوقت عاجزًا تمامًا عن مواجهة أي أمراض بكتيرية مستقبلية بفاعلية وكفاءة؛ وهو ما يهدد المنظومة المناعية للإنسان بالانهيار أمام أضعف أنواع العدوى التي كان يمكن علاجها بسهولة سابقًا.
تأثير حقنة البرد على المناعة والأعضاء الحيوية
لا تتوقف الأضرار الصحية عند سوء استخدام المضادات الحيوية فحسب بل تمتد لتشمل الكورتيزون الذي يعد مكونًا أساسيًا في حقنة البرد؛ إذ يتسبب استخدامه العشوائي في ضعف المناعة الطبيعية للجسم ويشكل خطرًا داهمًا على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم بسبب تأثيره المباشر على مستويات السكر واحتباس السوائل؛ بالإضافة إلى ذلك فإن خوافض الحرارة والمسكنات الموجودة في الخليط عند استخدامها بجرعات غير محسوبة تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة لا سيما لمرضى الكبد والقلب والربو؛ وقد يسفر الإفراط فيها عن الإصابة بقرحة المعدة المؤلمة واختلال حاد في وظائف الكلى يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا لإنقاذ المريض من الفشل الكلوي؛ ولهذا تم تلخيص التأثيرات السلبية للمكونات في الجدول التالي لتوضيح مدى الخطورة:
| المكون الدوائي | التأثير السلبي والمخاطر المحتملة |
|---|---|
| المضاد الحيوي | لا يعالج الفيروسات ويؤدي إلى خلق بكتيريا مقاومة للعلاج مستقبلاً |
| الكورتيزون | يضعف المناعة ويشكل خطراً كبيراً على مرضى السكري وضغط الدم |
| خوافض الحرارة والمسكنات | تسبب قرحة المعدة واختلال وظائف الكلى ومشاكل لمرضى الكبد والقلب |
تحذيرات طبية صارمة بشأن حقنة البرد
شدد الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح على أن معظم حالات العدوى الفيروسية تشفى تلقائيًا ولا تحتاج إلى تدخل بالمضادات الحيوية التي تساهم بدورها في تقليل كفاءة الجهاز المناعي للجسم؛ مؤكدًا أن اللجوء إلى الصيدلي للحصول على حقنة البرد دون مراجعة الطبيب المختص وتشخيص الحالة بدقة يُعد تصرفًا كارثيًا بكل المقاييس الطبية؛ وقد أشار إلى وقائع مأساوية حدثت مؤخرًا حيث تسببت هذه الخلطة العشوائية في وفاة أحد الأشخاص منذ أسبوع تقريبًا؛ مما يستدعي التوقف الفوري عن التعامل مع المضادات الحيوية كأنها حل سحري وسريع لأي عارض صحي بسيط؛ وتتمثل أبرز التحذيرات التي تداولها الأطباء حول هذه الممارسة في النقاط التالية:
- خطورة التعرض لصدمات تحسسية قاتلة نتيجة تفاعل الجسم مع مكونات الحقنة المفاجئة.
- زيادة مقاومة البكتيريا للأدوية مما يجعل علاج الأمراض البسيطة أمراً معقداً في المستقبل.
- تدهور وظائف الكلى والكبد نتيجة الجرعات الزائدة من المسكنات غير الضرورية.
- تأثيرات سلبية حادة على مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري والقلب وضغط الدم.
- خداع المريض بتحسن ظاهري بينما يستمر الفيروس في النشاط داخل الجسم.
يجب التعامل مع الأعراض المرضية بوعي ومسؤولية كاملة من خلال استشارة الأطباء المتخصصين بدلاً من الانصياع وراء الوصفات الشعبية الدارجة مثل حقنة البرد التي ثبت ضررها البالغ؛ فالحفاظ على الصحة العامة يتطلب بالضرورة تجنب الاستخدام المفرط للأدوية والعقاقير دون إشراف طبي دقيق لضمان السلامة والوقاية من المضاعفات الخطيرة.
