اليوم الوطني الإماراتي يعتبر المناسبة الأغلى في قلوب الجميع، حيث تتجدد فيه مشاعر الفخر العميق بذكرى قيام الاتحاد الذي أعلن عنه الآباء المؤسسون في الثاني من ديسمبر، ليشكل هذا الحدث نقطة تحول تاريخية هامة نقلت المنطقة بأسراها نحو آفاق المستقبل المشرق، وأسست لدولة إماراتية عصرية متينة تمتلك كافة مقومات القوة والنجاح، وتوفر لأبنائها والمقيمين حياة كريمة ملؤها الأمن والاستقرار والرخاء. يعود تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة إلى الإعلان التاريخي عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وهو التاريخ الذي يمثل بداية فصل جديد من التلاحم والنهضة الشاملة التي جعلت من هذا اليوم ركيزة أساسية في الهوية الوطنية، إذ تتزين الدولة بألوان العلم وتعم مظاهر البهجة كافة الإمارات احتفاءً بذكرى الوحدة التي نبعت من إيمان راسخ بالمصير المشترك، ولم يكن الطريق نحو هذا الإنجاز وليد الصدفة بل كان نتاج سنوات من العمل الدؤوب والمفاوضات الجادة التي قادها حكام الإمارات لضمان مستقبل آمن ومزدهر لشعوبهم في ظل المتغيرات الإقليمية آنذاك، لتصبح ذكرى اليوم الوطني الإماراتي شاهداً حياً على الحكمة السياسية والرؤية الثاقبة.
المحطات التاريخية التي مهدت لظهور اليوم الوطني الإماراتي
بدأت فصول الحكاية قبل الإعلان الرسمي بسنوات، وتحديداً عندما أبدت بريطانيا نيتها الانسحاب من المنطقة، مما دفع الحكام للبحث عن صيغة وحدوية تضمن الاستقرار والقوة، وقد تجسدت هذه الجهود في سلسلة من الاجتماعات والمواقف الحاسمة التي مهدت الطريق نحو الاتحاد، ويمكن تلخيص أبرز التواريخ الفاصلة التي صنعت هذا المجد في الجدول التالي:
| التاريخ | الحدث التاريخي |
|---|---|
| عام 1968 | اتفاقية السميح وبداية فكرة الاتحاد الثنائي ومن ثم التساعي |
| 18 يوليو 1971 | اجتماع حكام ست إمارات واتخاذ قرار تكوين الدولة الفيدرالية |
| 1 ديسمبر 1971 | إقرار الدستور الاتحادي بشكل مبدئي تمهيداً للإعلان |
| 2 ديسمبر 1971 | الإعلان الرسمي عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة |
| 10 فبراير 1972 | انضمام إمارة رأس الخيمة لتكتمل الدولة بسبع إمارات |
سبق الإعلان الرسمي خطوات مكثفة وتنسيق مستمر بين الحكام، حيث شهد قصر الضيافة في دبي صباح اليوم الثاني من ديسمبر اجتماعاً تاريخياً، أقر فيه القادة أربعة مبادئ ومواد دستورية تنظم شؤون الدولة الجديدة، وتم انتخاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيسمًا للاتحاد، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً له، لتنطلق الدولة الفتية نحو مسيرة البناء، وتصبح هذه اللحظة هي جوهر الاحتفال السنوي بذكرى اليوم الوطني الإماراتي الذي نراه اليوم، وقد خلد التاريخ صورة الآباء المؤسسين وهم يقفون تحت العلم، لتبقى تلك الصورة الرمز الأقوى الذي يستلهم منه الأجيال معاني الوفاء والتضحية.
مراسم وفعاليات الاحتفال بذكرى اليوم الوطني الإماراتي
اعتمدت الحكومة شعار “روح الاتحاد” ليكون الهوية البصرية الرسمية التي ترافق كافة الاحتفالات في هذا اليوم، ويمثل الشعار امتداداً للإرث التاريخي الذي تركه المؤسسون، إذ تتنوع مظاهر الفرح لتعكس التراث الغني والتطور الحضاري في آن واحد، وتشهد كافة المدن تنظيم برامج حافلة تستقطب الزوار من داخل الدولة وخارجها، حيث تتحول الأماكن العامة ومراكز التسوق والمعالم السياحية إلى مساحات تضج بالحياة والألوان الوطنية، ويحرص المنظمون على دمج الأصالة بالمعاصرة في كافة الأنشطة المقدمة للجمهور. تتضمن الاحتفالات مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية والثقافية التي تبرز مكانة اليوم الوطني الإماراتي وتعزز الروح الوطنية، حيث يتم تنسيق الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة لتقديم عروض تليق بعظمة المناسبة، وتتوزع أبرز هذه الفعاليات على عدة محاور رئيسية تشمل:
- إطلاق عروض الألعاب النارية المبهرة التي تضيء سماء الإمارات السبع بألوان العلم.
- تنظيم المسيرات الوطنية والمواكب الكرنفالية التي تجوب الشوارع الرئيسية بمشاركة شعبية واسعة.
- إقامة القرى التراثية التي تعرض الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والفنون الفلكلورية القديمة.
- تقديم عروض فنية وحفلات غنائية يحييها نخبة من الفنانين للتغني بحب الوطن وإنجازاته.
- تنظيم معارض ثقافية تسرد تاريخ الاتحاد ومراحل تطور الدولة عبر الوثائق والصور النادرة.
رمزية شعار روح الاتحاد في اليوم الوطني الإماراتي
يرتبط هذا اليوم في أذهان الجميع بصورة الآباء المؤسسين وشعار “روح الاتحاد” الذي يعكس الترابط الوثيق بين القيادة والشعب، حيث يتم استلهام تصميم هذا الشعار من اللحظة التاريخية لرفع العلم لأول مرة، ويعمل هذا الرمز على تذكير الجيل الجديد بأن ما تنعم به الدولة اليوم من رخاء هو نتاج غرس طيب وضعه القادة الأوائل، ليظل اليوم الوطني الإماراتي فرصة سنوية لتجديد العهد بالحفاظ على المكتسبات وصون مقدرات الوطن، والعمل بجد لرفع اسم الدولة في المحافل الدولية، مستلهمين من روح الاتحاد عزيمة لا تلين وإصراراً على بلوغ القمم في كافة المجالات الحيوية. تظل ذكرى الثاني من ديسمبر يوماً استثنائياً يروي للعالم قصة نجاح إرادة الوحدة، حيث يثبت الإماراتيون في كل عام أن حب الوطن ليس مجرد شعارات تُرفع، بل هو عمل دؤوب ورؤية مستنيرة تتوارثها الأجيال لضمان بقاء راية الاتحاد عالية خفاقة تروي سيرة مجد لا يغيب.
