تعتبر أعراض الخوف من الظلام وطرق التغلب عليه من أكثر التحديات النفسية شيوعًا، فهو ليس مجرد شعور عابر بالتوتر عند إطفاء الأنوار؛ بل حالة تُعرف علميًا باسم “رهاب الليل” أو (Nyctophobia)، وتبدأ غالبًا في الطفولة وقد تستمر حتى مرحلة البلوغ، مسببة اضطرابات في النوم وقلقًا يؤثر على مجريات الحياة اليومية بشكل ملحوظ.
ما هي أعراض الخوف من الظلام وكيف يفسرها علم النفس؟
يُعرّف رهاب الليل، الذي يُطلق عليه أيضًا رهاب الظلام أو الليجوفوبيا، بأنه خوف شديد وغير منطقي من الأماكن المظلمة أو غياب الضوء، ويتجلى هذا الشعور عند التواجد في غرفة مغلقة لا يمكن رؤية محتوياتها بوضوح؛ أو عند سماع أصوات غامضة لا مصدر واضح لها في عتمة الليل، ويرتبط فهم طبيعة أعراض الخوف من الظلام وطرق التغلب عليه بجذوره النفسية؛ حيث يوضح الدكتور كيفن تشابمان، عالم النفس السريري، أن الدماغ البشري يربط الظلام بالخطر المحتمل كآلية دفاعية طبيعية، فعندما تعجز الحواس عن تفسير المحيط، يطلق الدماغ إشارات تحذيرية، وهذه الاستجابة ليست علامة ضعف؛ بل هي غريزة بقاء لحماية الجسم من المجهول، لكنها تتحول إلى حالة مرضية عندما تصبح مُعيقة للحياة.
الفرق بين الخوف الطبيعي والرهاب المرضي وأبرز أعراض الخوف من الظلام
يكمن الفارق الجوهري بين الانزعاج الطبيعي من الظلام والرهاب المرضي في شدة التأثير على السلوك اليومي، فالشعور بعدم الارتياح أمر شائع؛ أما تجنب المواقف المظلمة بشكل قاطع والشعور بقلق حاد يعطل النوم أو العمل يشير إلى وجود رهاب حقيقي يتطلب الانتباه، وتتنوع أعراض الخوف من الظلام من شخص لآخر لكنها تشترك في مجموعة من العلامات الجسدية والنفسية التي تؤثر سلبًا على جودة الحياة، وقد تمنع المصاب من القيادة ليلًا أو السفر أو حتى الاستمتاع بأمسية في مكان إضاءته خافتة، مما يظهر أهمية البحث في طرق التغلب عليه.
| الأعراض الجسدية | الأعراض النفسية والسلوكية |
|---|---|
| زيادة معدل ضربات القلب والتعرق | التوتر الشديد بمجرد إطفاء الأنوار |
| صعوبة في التنفس وشعور بالدوخة أو الغثيان | نوبات هلع أو بكاء لا إرادي (خاصة عند الأطفال) |
وتشير الإحصائيات الصادرة عن المعهد الوطني للصحة العقلية في أمريكا (NIMH) إلى أن حوالي 12,5% من الأمريكيين يواجهون نوعًا من الرهاب في مرحلة ما من حياتهم، ويمثل الخوف من الظلام نسبة كبيرة منهم، ويبدأ هذا الرهاب غالبًا في الطفولة، حيث يصر الطفل على وجود والديه بجانبه ليلًا خوفًا من “وحوش” خيالية، ورغم أن معظم الأطفال يتجاوزون هذه المرحلة قبل سن الثالثة عشرة؛ إلا أن البعض يحمل هذا الخوف معه إلى مرحلة البلوغ، مما يجعل معرفة أعراض الخوف من الظلام وطرق التغلب عليه ضرورة للكثيرين.
أفضل طرق التغلب عليه: خطوات عملية وعلاجات نفسية فعّالة
لحسن الحظ، يعتبر رهاب الليل من أنواع الفوبيا التي تستجيب للعلاج بشكل جيد نسبيًا، ويأتي العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في مقدمة الحلول الناجحة وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، إذ يعمل على تعديل الأفكار السلبية التي تربط الظلام بالخطر، ومن ضمن تقنياته الفعالة “العلاج بالتعرض”، الذي يعرّض المريض للظلام بشكل تدريجي ومسيطر عليه، فيبدأ بالجلوس في غرفة ذات إضاءة خافتة ثم ينتقل ببطء إلى الظلام الكامل، مع تطبيق تمارين التنفس والاسترخاء لتهدئة استجابة الجسم، وهذا الأسلوب يساعد الدماغ على إدراك أن الظلام لا يمثل تهديدًا حقيقيًا، مما يساهم بفعالية في التغلب على هذا الرهاب.
- ابدأ تدريجيًا ولا تجبر نفسك على البقاء في الظلام التام دفعة واحدة.
- استخدم إضاءة ليلية خافتة بدلًا من النوم في ضوء ساطع أو ظلام كامل.
- مارس تمارين التنفس العميق وتقنيات اليقظة الذهنية لتهدئة القلق قبل النوم.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل ساعات من النوم لأنها تزيد التوتر.
- تحدث بصراحة عن مخاوفك مع شخص تثق به أو مع معالج نفسي مختص.
إذا كان الخوف من الظلام يعيق نومك بانتظام، أو يمنعك من ممارسة أنشطتك اليومية، أو يتسبب في نوبات هلع متكررة، يصبح من الضروري استشارة طبيب نفسي مختص؛ فالتشخيص والعلاج المبكر يمنعان تفاقم الحالة ويساعدان على استعادة التوازن النفسي والسكينة ليلًا.
