انقطاع التنفس أثناء النوم يرتبط بنزيف دماغي صامت وتلف الخلايا العصبية.

انقطاع التنفس أثناء النوم يرتبط بنزيف دماغي صامت وتلف الخلايا العصبية.

إن علامات انقطاع النفس الانسدادي النومي ومخاطره الصحية باتت محور اهتمام بحثي مكثف، حيث كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة مقلقة بين هذه الحالة في درجاتها المتوسطة والشديدة وبين حدوث نزيف مجهري في الدماغ؛ وهو ما قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر في مراحل لاحقة من العمر، مما يستدعي فهمًا أعمق لتأثيره.

ما هي مخاطر انقطاع النفس الانسدادي النومي الخفية على الدماغ؟

يُعرَّف انقطاع النفس الانسدادي النومي بأنه حالة يحدث فيها انسداد متكرر في مجاري الهواء العلوية أثناء النوم، ويعود السبب في ذلك إلى ارتخاء الأنسجة الرخوة في منطقة الحلق، مما يعيق عملية التنفس الطبيعية؛ وهذه الحالة تختلف جوهريًا عن انقطاع النفس النومي المركزي، الذي ينشأ عن تجاهل الدماغ لإرسال الإشارات العصبية اللازمة لتوجيه الجسم للتنفس، ويمكن توضيح الفارق الرئيسي بينهما من خلال الجدول التالي.

السمة انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA) انقطاع النفس النومي المركزي (CSA)
السبب الرئيسي انسداد مادي في مجرى الهواء بسبب ارتخاء الأنسجة فشل الدماغ في إرسال إشارات لعضلات التنفس
جهد التنفس يستمر الجسم في محاولة التنفس ولكن الهواء لا يمر تتوقف محاولات التنفس تمامًا بشكل مؤقت

ووفقًا لما ورد في مجلة JAMA Network Open، فإن النزيفات الدماغية الدقيقة تعد حالة شائعة لدى كبار السن، والأشخاص الذين يعانون منها يكونون أكثر عرضة للإصابة بسكتات دماغية مستقبلية وتدهور إدراكي متسارع، وهذا يعني أن أي عامل يزيد من هذه النزيفات الدقيقة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بشيخوخة الدماغ، وهنا تكمن خطورة إهمال علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي؛ حيث يساهم في تفاقم هذه المشكلة الصحية الصامتة التي تهدد القدرات العقلية على المدى الطويل.

وقد أوضح الدكتور رودي تانزي، أستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفارد، أن إهمال معالجة هذه الحالة يمثل مشكلة مزدوجة؛ فالافتقار إلى نوم جيد وعميق بسبب اضطراب التنفس الليلي يرتبط بحد ذاته بشيخوخة الدماغ، كما أن النزيف المجهري الذي قد ينجم عن الحالة يزيد من خطر الإصابة بالخرف مستقبلاً، ورغم أن الدراسة أثبتت وجود ارتباط قوي، إلا أنها لم تؤكد أن أحدهما يسبب الآخر بشكل قاطع، مما يفتح الباب أمام ضرورة إجراء أبحاث إضافية لتحديد ما إذا كان علاج انقطاع النفس النومي يمكن أن يمنع حدوث هذا النزيف الدماغي.

أبرز علامات انقطاع النفس الانسدادي النومي ومخاطره التي يجب الانتباه لها

إن التعرف المبكر على الأعراض هو الخطوة الأولى نحو تجنب المضاعفات الخطيرة، حيث إن تجاهل علامات انقطاع النفس الانسدادي النومي ومخاطره الصحية قد يؤدي إلى تفاقم الأضرار على المدى البعيد، ليس فقط على صحة الدماغ بل على جودة الحياة اليومية بشكل عام؛ فكثيرًا ما يتم الخلط بين هذه المؤشرات وبين الإرهاق العادي، لكنها في الحقيقة إنذارات لحالة كامنة تتطلب تشخيصًا وعلاجًا فوريًا للحفاظ على الصحة العامة، ومن أبرز هذه العلامات ما يلي.

  • توقف التنفس الملحوظ أثناء النوم، يليه غالبًا لهاث أو اختناق مفاجئ.
  • النعاس المفرط خلال ساعات النهار، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم الليلي.
  • صعوبة ملحوظة في التركيز وتراجع في الذاكرة قصيرة المدى.
  • الانفعال الزائد وتقلبات المزاج غير المبررة.
  • زيادة الشعور بالجوع، خاصة الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات.
  • التعرق الليلي الشديد دون وجود سبب واضح.
  • الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، غالبًا مرتين أو أكثر.
  • صرير الأسنان أو الضغط الشديد عليها أثناء النوم.
  • الصداع الحاد والمستمر عند الاستيقاظ في الصباح.

كيفية الوقاية من مخاطر انقطاع النفس الانسدادي النومي الصحية

يمكن إدارة هذه الحالة والسيطرة عليها بفعالية من خلال مجموعة من التدخلات الطبية وتعديلات نمط الحياة؛ فمن بين الخيارات العلاجية المتاحة الاعتماد على الأجهزة الفموية المصممة خصيصًا لإبقاء الحلق مفتوحًا أثناء النوم، أو استخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) الذي يضخ الهواء بلطف لإبقاء مجرى التنفس مفتوحًا، وفي الحالات الأكثر تعقيدًا، قد تكون العمليات الجراحية خيارًا مطروحًا؛ لكن الوقاية تظل خط الدفاع الأول، ويمكن تحقيقها عبر مجموعة من الإجراءات البسيطة والفعالة.

إن تبني استراتيجيات وقائية يساعد بشكل كبير في تخفيف أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي أو منعه تمامًا، وتعتبر هذه الخطوات استثمارًا في صحتك على المدى الطويل، حيث تساهم في تحسين جودة النوم وحماية الدماغ من الأضرار المحتملة، ومن أهم هذه الإجراءات الوقائية ما يلي.

  • إنقاص الوزن الزائد: فقدان بضعة كيلوغرامات قد يكون كافيًا لتخفيف الضغط على الحلق وتحسين التنفس، وقد تختفي الحالة تمامًا عند الوصول إلى وزن صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني المعتدل، مثل المشي لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع، يساعد في تخفيف الأعراض حتى دون فقدان الوزن.
  • تغيير وضعية النوم: تجنب النوم على الظهر، حيث يسبب ارتخاء اللسان والحنك الرخو وسقوطهما للخلف، مما يؤدي إلى غلق مجرى الهواء، ويفضل النوم على الجانب أو البطن.
  • الإقلاع عن التدخين: يزيد التدخين من التهاب وتورم مجرى الهواء، لذا فإن الإقلاع عنه يعد خطوة حيوية لتحسين التنفس أثناء النوم.

إن اتخاذ هذه التدابير الوقائية لا يساهم فقط في تحسين نوعية النوم، بل يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على الوظائف الإدراكية وحماية صحة الدماغ من التدهور المرتبط بهذه الحالة المنتشرة.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.