مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة تمثل تهديداً مباشراً لأمن الطرقات، حيث أكدت الإدارة العامة للمرور مجدداً أن هذه العادة السيئة لم تعد مجرد مخالفة عابرة، بل هي المشتت الأول والسبب الرئيسي وراء الكثير من الحوادث المأساوية؛ فاللحظات القليلة التي يخطفها السائق للنظر في شاشة هاتفه كفيلة بتحويل مسار رحلة آمنة إلى كارثة لا يمكن تداركها.
كيف تتحول مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة إلى حوادث كارثية؟
إن الانشغال بالهاتف يفصل السائق تماماً عن الواقع المحيط به، فهو يقود فعلياً وهو أعمى لبضع ثوانٍ حاسمة، وهذه الثواني كافية لقطع مسافة طويلة دون أي انتباه لما يحدث على الطريق، وهو ما يفسر سبب ارتباط هذه الممارسة بشكل مباشر بحوادث الاصطدام المفاجئ أو الدهس؛ ففقدان التركيز اللحظي يعني عدم رؤية مركبة متوقفة، أو طفل يعبر الشارع، أو حتى منعطف حاد قادم، كما أن عدم الالتزام بالمسارات المحددة وتجاوز الإشارات الضوئية الحمراء دون وعي هي نتائج حتمية لهذا التشتت، مما يضاعف من احتمالية وقوع حوادث خطيرة تهدد حياة السائق ومن حوله، وكل ذلك يؤكد على حجم مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.
- فقدان كامل للتركيز على حركة المرور والمشاة.
- عدم القدرة على الالتزام بالمسار المحدد والانحراف المفاجئ.
- تجاوز الإشارات الضوئية والعلامات المرورية دون إدراك.
- العمى المؤقت عن المخاطر المحيطة بالطريق.
التأثيرات الخفية لمخاطر استخدام الجوال أثناء القيادة على تركيزك
تتجاوز المشكلة مجرد النظر بعيداً عن الطريق، لتصل إلى التأثير العميق على القدرات الإدراكية للسائق، حيث إن الدماغ البشري لا يستطيع معالجة مهمتين تتطلبان تركيزاً عالياً في الوقت نفسه بكفاءة، فالانشغال بالهاتف يؤدي إلى بطء كارثي في رد الفعل، مما يجعل الاستجابة لأي طارئ على الطريق شبه مستحيلة؛ فالوقت الذي يستغرقه السائق لرفع نظره عن الهاتف وإدراك الخطر ثم الضغط على المكابح يكون قد فات أوانه، كما يتسبب هذا السلوك في انعدام القدرة على تقدير مسافة الأمان الكافية مع المركبات الأمامية، إضافة إلى التفكير غير الواعي في سرعة المركبة، مما يجعل السائق يتجاوز السرعة المحددة دون أن يشعر، وتوضح هذه النقاط أن مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة ليست مجرد إهمال بسيط بل هي إعاقة مؤقتة يفرضها السائق على نفسه.
| الحالة | متوسط زمن الاستجابة (ثانية) |
|---|---|
| سائق بكامل تركيزه | 1.5 ثانية |
| سائق يستخدم الهاتف | 3.5 ثانية أو أكثر |
حملة #سلامتك_تهمنا والحد من مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة
في إطار جهودها المستمرة لرفع مستوى الوعي المجتمعي، تجدد الإدارة العامة للمرور دعوتها لكافة السائقين من خلال حملتها التوعوية (#سلامتك_تهمنا)، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على العواقب الوخيمة للتشتت خلف المقود، فالحملة لا تهدف فقط إلى فرض العقوبات، بل تسعى لترسيخ قناعة راسخة لدى كل سائق بأن سلامته وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين هي مسؤولية شخصية لا يمكن التهاون بها؛ وتدعو الإدارة إلى تبني سلوكيات قيادة آمنة، وجعل مقصورة السيارة بيئة خالية تماماً من المشتتات، وعلى رأسها الهاتف، فالتخلي عن هذه العادة هو الخطوة الأولى نحو طرقات أكثر أمناً للجميع، وهو الهدف الأسمى من فهم مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.
إن الاستجابة لهذه التحذيرات وتجنب كل ما يشتت الانتباه لا يعد التزاماً بالقانون فحسب، بل هو انعكاس لوعي ومسؤولية كل فرد تجاه مجتمعه، مما يساهم بشكل فعال في تقليل مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة وحماية الأرواح.
