نهاية أطول تجربة لزراعة كلية خنزير في إنسان.. إزالتها بعد 271 يوماً من العمل

فشل زراعة كلية الخنزير بعد فترة قياسية في حالة تيم أندروز يسلط الضوء مجددًا على التحديات الكبيرة التي تواجه هذا المجال الطبي الواعد، فبعد 271 يومًا من الأمل والترقب، خضع أندروز لجراحة أخرى لإزالة الكلية المزروعة من خنزير معدل وراثيًا، ليعود من جديد إلى روتين جلسات الغسيل الكلوي الذي كان يأمل في التخلص منه إلى الأبد.

تفاصيل فشل زراعة كلية الخنزير لدى تيم أندروز

يمثل تيم أندروز، البالغ من العمر 67 عامًا، قصة معقدة من الأمل والإخفاق في عالم زراعة الأعضاء الحيوانية، حيث كان المريض الرابع في الولايات المتحدة الذي يخضع لهذه الجراحة التجريبية وهو على قيد الحياة، وقد تم إجراء عملية زرع الكلية المعدلة وراثيًا في شهر يناير الماضي في مستشفى ماساتشوستس العام بريجهام بهدف منحه فرصة جديدة بعيدًا عن معاناة الغسيل الكلوي، وهي المعاناة التي بدأت بعد تشخيصه بمرض الكلى في مرحلته الأخيرة قبل ثلاث سنوات، نتيجة لمضاعفات مرض السكري الذي يعاني منه منذ التسعينيات، ورغم علمه بالمخاطر الجسيمة، إلا أن رغبته في مساعدة العلم وتجنب مشقة غسيل الكلى دفعته لخوض التجربة، ولكن للأسف، أعلن الأطباء عن فشل زراعة كلية الخنزير بعد تدهور وظائفها بشكل ملحوظ، مما استدعى إزالتها جراحيًا ليعود المريض لنقطة البداية، ومع ذلك، أعرب أندروز عن امتنانه العميق للحيوان الذي منحه تسعة أشهر من الراحة، واصفًا إياه بـ “بطله”.

سجل متفاوت لنجاح وفشل زراعة كلية الخنزير

إن تجربة أندروز ليست حدثًا معزولًا، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من المحاولات التي شهدت نتائج متباينة، وتوضح حجم التحديات التي تواجه الأطباء في هذا المجال الدقيق، ففي حين أن بقاء الكلية لمدة 271 يومًا يعد فترة قياسية حتى الآن، إلا أن النتيجة النهائية تضاف إلى سجل معقد من التجارب السابقة التي لم تكلل جميعها بالنجاح، مما يؤكد أن تكرار فشل زراعة كلية الخنزير لا يزال عقبة رئيسية، فالمجال الطبي شهد حالات عديدة تعكس هذا التباين في النتائج، وهو ما يجعل كل تجربة جديدة محط أنظار العالم بأسره.

مستقبل غامض لتجارب زراعة كلية الخنزير

على الرغم من تكرار حالات فشل زراعة كلية الخنزير، يستمر الأمل في إيجاد حل لأزمة نقص الأعضاء البشرية، ففي الولايات المتحدة وحدها، ينتظر ما يقرب من 90 ألف شخص في قائمة طويلة للحصول على كلية بشرية، بينما عدد المسجلين كمتبرعين يتجاوز 170 مليون شخص، وهذه الفجوة الكبيرة هي المحرك الأساسي وراء هذه الأبحاث الجريئة، ومع استئناف تيم أندروز لجلسات غسيل الكلى، سيبقى اسمه على قائمة انتظار زراعة كلية بشرية، وهو المصير الذي يواجهه آلاف المرضى، وتوضح هذه الحالات أن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالعقبات، حيث تتأثر النتائج بعوامل معقدة مثل:

• رفض الجهاز المناعي للعضو المزروع.
• مشاكل تدفق الدم إلى العضو الجديد.
• الحالة الصحية العامة للمريض قبل الجراحة.

ويؤكد مستشفى ماساتشوستس العام بريجهام استمراره في هذا المسار البحثي، مع خطط لإجراء عملية زرع أخرى من خنزير إلى إنسان في وقت لاحق من هذا العام، مما يوضح إصرار المجتمع الطبي على تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال الحيوي.