أمطار السعودية في نوفمبر.. “الأرصاد” يحدد المناطق الأكثر تأثرًا ويحذر من السيول

أمطار السعودية في نوفمبر.. “الأرصاد” يحدد المناطق الأكثر تأثرًا ويحذر من السيول

يمثل مفهوم السياحة الزراعية في العلا نقلة نوعية في استغلال الموارد الطبيعية، حيث بادرت الكلية التطبيقية بتنظيم ملتقى توعوي يهدف إلى تحويل المزارع التقليدية إلى وجهات جاذبة للزوار، وهذا التوجه الحديث لا يقتصر على تعزيز الاقتصاد المحلي فقط بل يساهم بشكل فعال في إثراء التراث الثقافي وتحقيق تنمية مستدامة تتوافق مع التطلعات المستقبلية للمنطقة.

السياحة الزراعية في العلا: كيف تتحول مزرعتك إلى وجهة سياحية؟

جاء الملتقى التوعوي الذي نظمته الكلية التطبيقية حاملاً شعار “مزرعتك وجهة سياحية”، وهو ما يجسد جوهر الفكرة الرامية إلى دمج القطاع الزراعي بالقطاع السياحي بشكل مبتكر، وقد شهد الحدث حضوراً لافتاً من المستثمرين في المجال الزراعي وممثلين عن كبرى الشركات السياحية، الأمر الذي يعكس الاهتمام المتزايد والجدية في تبني هذا النموذج الجديد للاستثمار، ففكرة تحويل المزارع لم تعد مجرد حلم بل أصبحت مشروعاً قابلاً للتطبيق يجمع بين الأصالة والحداثة، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام ملاك المزارع لتنويع مصادر دخلهم والمساهمة في إثراء تجربة الزائر لمنطقة العلا، وبذلك تصبح السياحة الزراعية في العلا رافداً حقيقياً للتنمية.

دور السياحة الزراعية في العلا في تحقيق أهداف رؤية 2030

أكدت التوصيات الصادرة عن الملتقى على الأهمية الاستراتيجية التي يلعبها هذا النمط السياحي في دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً في قطاع السياحة الذي يطمح للوصول إلى 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، حيث أن تحقيق هذا الرقم الطموح يتطلب ابتكار منتجات سياحية متنوعة وغير تقليدية، وهنا يبرز دور السياحة الزراعية في العلا كعنصر أساسي قادر على تقديم تجربة فريدة للسائح، فهي لا تقتصر على المشاهدة بل تمتد لتشمل التفاعل المباشر مع البيئة الطبيعية والثقافة المحلية، مما يعزز من جودة التجربة السياحية لكل من الزائر والمجتمع المضيف على حد سواء.

وقد أدار الملتقى الدكتور عبدالعزيز البلوي، المدير التنفيذي للكلية التطبيقية، بمشاركة فعالة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب المنتسبين لبرنامج إدارة السياحة والضيافة، وهذه المشاركة تبرهن على الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في غرس المفاهيم الحديثة وتأهيل كوادر وطنية قادرة على قيادة دفة التطوير، فالوعي يبدأ من الفصول الدراسية وينتقل بعدها ليصبح واقعاً ملموساً يخدم المجتمع ويساهم في تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، ويؤكد ذلك على تكامل الأدوار بين التعليم وسوق العمل لتطوير مفهوم السياحة الزراعية في العلا.

ولتعزيز جودة المخرجات التعليمية، حصل برنامج إدارة السياحة والضيافة على الاعتماد الأكاديمي الأوروبي من مؤسسة EURHODIP، إلى جانب حصوله على الاعتماد المؤسسي الداخلي، وهذه الاعتمادات الدولية والمحلية ليست مجرد شهادات تقديرية، بل هي دليل على التزام البرنامج بأعلى معايير الجودة في التعليم والتدريب، مما يضمن تخريج طلاب مؤهلين علمياً وعملياً للمنافسة في سوق العمل والمساهمة بفاعلية في نمو وتطور القطاع السياحي، بما في ذلك الأنماط المستحدثة مثل السياحة الزراعية في العلا.

التأثير الاقتصادي والثقافي لمفهوم السياحة الزراعية في العلا

لا يُعد هذا المفهوم مجرد فكرة نظرية تُناقش في الملتقيات، بل يحمل في طياته تأثيراً عملياً ومباشراً على المجتمع المحلي، إذ يمنح المزارعين فرصة حقيقية لزيادة دخلهم من خلال فتح أبواب مزارعهم للزوار وتقديم باقة من التجارب الفريدة التي تربط الإنسان بالأرض، فالزائر لم يعد مجرد متلقٍ سلبي، بل أصبح جزءاً من التجربة يتفاعل معها ويشارك فيها، سواء عبر التجول في الحقول الخضراء أو تذوق المنتجات الطازجة من مصدرها الأول، وهذا التفاعل يخلق قيمة اقتصادية مضافة ويحافظ على التراث الزراعي للمنطقة.

إن تحويل المزارع إلى وجهات سياحية يمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة تخدم أهداف السياحة الزراعية في العلا، وكل مزرعة قادرة على تقديم تجربة فريدة بناءً على طبيعة محاصيلها وتاريخها، مما يفتح الباب أمام نماذج استثمارية مبتكرة، ومن بين الأمثلة العملية التي يمكن تطبيقها:

  • مزارع الزيتون: يمكن تحويلها إلى فضاءات تفاعلية تتيح للزوار المشاركة في موسم القطف وتعلّم طرق عصر الزيت التقليدية.
  • حدائق النخيل: قد تتحول إلى مراكز تعليمية تقدم جولات تعريفية بأنواع التمور المختلفة ومراحل زراعتها وحصادها.

تمثل السياحة الزراعية في العلا فرصة استثمارية واعدة للتنمية المستدامة، حيث يساهم تحويل المزارع إلى وجهات جاذبة في تعزيز الاقتصاد المحلي والحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي، بالإضافة إلى دوره الفعال في تنويع الخيارات المتاحة للزوار ودعم أهداف رؤية المملكة الطموحة.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.