أثار تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش ضجة هائلة بعد إطلاقه من قبل صالة ألعاب رياضية في مدينة بينزهو الصينية، حيث وُعِد المشاركون بجائزة استثنائية تتمثل في سيارة بورش فاخرة لمن يتمكن من فقدان 50 كيلوجرامًا خلال 90 يومًا فقط؛ ورغم أن العرض بدا مغريًا للغاية، خصوصًا مع قيمة السيارة التي تبلغ آلاف الدولارات، إلا أنه سرعان ما تحول إلى قضية رأي عام أشعلت جدلًا واسعًا بين الخبراء والجمهور.
شروط وتفاصيل تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش
أكد مدرب اللياقة المسؤول، وانغ، أن العرض حقيقي تمامًا، موضحًا أن باب التسجيل سيُغلق بمجرد اكتمال العدد المحدد بثلاثين مشاركًا فقط، وقد سجل بالفعل سبعة أو ثمانية أشخاص شغفًا بالفكرة، ورغم جاذبية الجائزة، فإن شروط المشاركة لم تكن سهلة على الإطلاق؛ إذ تضمنت دفع رسوم تسجيل باهظة وتفاصيل أخرى كشفت عن الطبيعة التجارية للتحدي أكثر من كونه مبادرة صحية، وهذا ما جعل الكثيرين يشككون في نوايا منظمي تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش المثير للجدل.
| تفاصيل التحدي | المعلومات المعلنة |
|---|---|
| الهدف المحدد | خسارة 50 كيلوجرامًا من الوزن |
| المدة الزمنية | ثلاثة أشهر فقط |
| رسوم التسجيل | 1,400 دولار أمريكي |
| الجائزة الكبرى | سيارة بورش باناميرا مستعملة موديل 2020 |
التفاصيل الدقيقة كشفت أن تكلفة المشاركة تشمل الإقامة والوجبات ضمن معسكر تدريبي مغلق، مما يعني عزلة تامة للمشتركين في غرف مشتركة، لكن دون أي توضيح للبرنامج الغذائي أو خطط التدريب المتبعة، مما زاد من غموض المبادرة، والمفاجأة الأكبر كانت أن سيارة البورش المعلن عنها ليست جديدة كما ظن الجميع، بل هي سيارة مستعملة تعود لمالك الصالة الرياضية، وهو ما يغير من قيمة الجائزة الحقيقية التي قد يحصل عليها الفائز في تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش إذا استطاع تحقيق الهدف المستحيل.
تحذيرات طبية صارمة من تحدي خسارة الوزن المفرط
لم يمر الإعلان مرور الكرام على الأوساط الطبية، حيث أطلق الأطباء والمتخصصون في الصين صيحات تحذيرية من المخاطر الجسيمة التي ينطوي عليها مثل هذا الهدف غير الواقعي، واصفين المبادرة بأنها تمثل خطرًا داهمًا على الصحة العامة، وقد علق الطبيب الشهير “الدكتور زينغ” على منصة ويبو، والذي يتابعه الملايين، بأن محاولة فقدان نصف كيلوجرام يوميًا هو معدل كارثي يؤدي إلى تدمير الجسم من الداخل، وهذا ما يطرح تساؤلات جدية حول سلامة أي تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش.
الخبراء شددوا على أن النزول السريع في الوزن بهذه الطريقة لا يستهدف الدهون المتراكمة، بل يستهلك كتلة العضلات الأساسية والماء من الجسم، مما يؤدي إلى سلسلة من المضاعفات الصحية الخطيرة، وهذه أبرز المخاطر المحتملة:
- فقدان كتلة العضلات الحيوية التي تدعم وظائف الجسم بدلًا من حرق الدهون.
- حدوث اختلالات هرمونية حادة قد تؤثر على عمليات الأيض والغدة الدرقية.
- تساقط الشعر الشديد وضعف الأظافر كعلامة على نقص المغذيات الحاد.
- انقطاع الطمث واضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء نتيجة الإجهاد الجسدي.
- إرهاق الأعضاء الحيوية مثل الكلى والكبد، وقد يصل الأمر إلى تهديد حياة الشخص.
من جانبه، أضاف الدكتور بو يانسونغ، جراح الجهاز الهضمي، أن المعدل الآمن والصحي لخسارة الوزن يجب ألا يتجاوز نصف كيلوجرام أسبوعيًا، مؤكدًا أن أي محاولة لتجاوز هذا الحد تضع ضغطًا هائلاً على أعضاء الجسم وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة، ففلسفة فقدان الوزن الصحي تقوم على التدرج والاستدامة وليس على الصدمات العنيفة التي يقترحها تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش.
جدل واسع وردود فعل متباينة حول تحدي الوزن والجائزة الكبرى
على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، تحول الإعلان إلى مادة للسخرية والنقد اللاذع، حيث شكك المستخدمون في إمكانية تحقيق هذا الهدف دون تعريض حياتهم للخطر، وكتب أحدهم مازحًا: “إذا فقدت 50 كيلوجرامًا، فلن يتبقى مني سوى 5 كيلوجرامات، هل سأكون على قيد الحياة لأقود السيارة؟”، بينما علق آخر بجدية أكبر: “خسارة 50 كيلو في 3 أشهر تعني أنك ستخسر نفسك، وليس وزنك فقط”، وهذه التعليقات تعكس الوعي المتزايد بالمخاطر الصحية المرتبطة بالحلول السريعة.
لم تقتصر ردود الفعل على السخرية، بل امتدت لتحليل الجانب التسويقي للمبادرة، حيث أشار البعض إلى أن المنظمين قد يكونون أكثر ذكاءً مما يبدو، وعلق مستخدم ثالث قائلًا: “برسوم تسجيل تبلغ 10 آلاف يوان للشخص الواحد، سيجمع المنظم أموالًا كافية لشراء سيارة جديدة مع الاحتفاظ بالقديمة، إنها خطة تسويق عبقرية”، وبهذا تحول النقاش حول تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش إلى قضية تتعلق باستغلال أحلام الناس في تحقيق الثراء السريع أو الرشاقة الفورية.
رغم كل الانتقادات والتحذيرات الطبية، يظل تحدي خسارة الوزن مقابل سيارة بورش يجذب الانتباه ويثير النقاش العام حول أخلاقيات الحملات التسويقية في مجال اللياقة البدنية، وحدود التحديات التي يمكن أن يخوضها الإنسان بأمان.
