هبوط الدولار الأمريكي الأكبر خلال أربعة أشهر مع تراجع توقعات رفع الفائدة وارتفاع سلة العملات

الدولار الأمريكي يشهد تراجعاً حاداً خلال الأسبوع الحالي مع اتجاهه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي خلال الأشهر الأربعة الماضية، وسط تحول ملحوظ في توقعات المستثمرين من التشديد النقدي إلى تخفيف محتمل في أسعار الفائدة عبر الفيدرالي الأمريكي خلال العام المقبل. يعكس هذا التغير حالة الترقب والتأهب في الأسواق المالية العالمية، مما يؤثر بشكل مباشر على قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.

تراجع مؤشرات الدولار الأمريكي وسط تحولات سياسية نقدية

هبط مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى مستوى 99.62، مُسجلاً ابتعاداً عن أعلى مستوى له خلال ستة أشهر، لكن حجم التداول انخفض بشكل ملحوظ بسبب قرب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. ترسم السوق حالياً صورة جديدة لتوجهات السياسة النقدية، حيث بدأت توقعات تخفيف التشديد النقدي تشتد، مع تسعير المستثمرين الآن لخفيض يتجاوز 90 نقطة أساس في أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية 2025. هذا التحول يعكس ثقة متزايدة في احتمالية رفع السيولة وتخفيف الضغوط على الاقتصاد الأمريكي في المستقبل القريب.

صعود العملات مقابل الدولار الأمريكي نتيجة سياسات البنوك المركزية

في المقابل، شهد الدولار الأمريكي انخفاضه في مواجهة عدة عملات رئيسية ارتفعت بدعم من مواقف أكثر تشدداً من بنوكها المركزية. قفز الين الياباني أمام الدولار بعد تصريحات صريحة من بنك اليابان تشير لاستمرار سياسة التشديد، مما يعزز فرص تدخل السلطات لدعم العملة. كما اقترب الدولار النيوزيلندي من أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع عقب تلميحات من بنك الاحتياطي النيوزيلندي بإنهاء دورة التيسير وبدء آفاق رفع سعر الفائدة.

أما الدولار الأسترالي، فقد سجل ارتفاعاً مدعوماً ببيانات تضخم قوية جعلت عوائد سنداته الأفضل بين الدول العشر الكبرى. الجنيه الإسترليني وصل إلى أعلى مستوياته منذ أواخر أكتوبر نتيجة موازنة مالية مطمئنة خففت المخاوف الاقتصادية في بريطانيا. في حين تراجع اليورو قليلاً بعد وصوله لأعلى مستوى في أسبوع ونصف، واحتفظ اليوان الصيني بمستوى 7.08 نتيجة تدخلات البنك المركزي الصيني لدعمه.

• تحرك الين الياباني بدعم من سياسة نقدية متشددة
• الدولار النيوزيلندي يرتفع مع نهاية دورة التيسير
• الدولار الأسترالي يعزز مكاسبه بدعم بيانات التضخم
• تراجع طفيف في اليورو واستقرار اليوان الصيني

توقعات مستقبلية لتحركات الدولار الأمريكي وتأثير اليوان الصيني

يرى محللون أن الدولار الأسترالي بدأ يواكب تحركات اليوان الصيني بشكل أكبر من تأثره بأسعار الفائدة الأمريكية، ما يشكل عاملاً داعماً محتملًا لمكاسب الدولار الأسترالي إذا استمر اليوان في الصعود والتحسن المستمر. هذا الارتباط يعيد تشكيل خارطة التغيرات في العملات، ويبرز تأثير السياسة النقدية الصينية على حركة الدولار الأمريكي والعملات العالمية.

يُظهر هذا المشهد تغيرات جذرية في خريطة تأثير الدولار الأمريكي والأسواق النقدية، مع تحول تدريجي نحو تخفيف السياسة النقدية التي قد تؤدي إلى هبوط مستمر في قيمة الدولار مقابل العملات المنافسة، ويظل الوضع رهيناً بتحركات الفيدرالي والظروف الاقتصادية العالمية.