نوبات الصرع لدى الأطفال: تحديد سبب رئيسي مرتبط باضطراب دماغي نادر

نوبات الصرع لدى الأطفال: تحديد سبب رئيسي مرتبط باضطراب دماغي نادر

يمثل اعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2 تحديًا طبيًا كبيرًا كونه اضطرابًا دماغيًا نادرًا يصيب الأطفال حديثي الولادة ويسبب نوبات صرع حادة؛ إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون في معهد فلاندرز للتكنولوجيا الحيوية ببلجيكا قدمت رؤى جديدة وغير مسبوقة، حيث تمكنوا من تصوير كيفية تغير نمو شبكات الدماغ لدى المصابين بهذا الاضطراب المعقد.

ما هو اعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2؟

يُصنف **اعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2** كاضطراب عصبي نادر وشديد، يظهر عادةً لدى الأطفال حديثي الولادة خلال الأيام الأولى من حياتهم، حيث يعاني الرضع المصابون من نوبات صرع متكررة، وغالبًا ما يواجهون تحديات مستمرة تتعلق بصعوبات التعلم وتأخر في المهارات الحركية مع تقدمهم في العمر، وينشأ هذا الاضطراب بشكل أساسي نتيجة طفرات في جين قناة البوتاسيوم المعروف باسم KCNQ2، وهو ما يؤدي إلى تعطيل النشاط الكهربائي الطبيعي للدماغ ويخل بتوازنه الوظيفي الدقيق، وبحسب موقع “Medical xpress” فإن هذه الطفرة هي المحرك الرئيسي للأعراض الشديدة التي تظهر على الأطفال. إن فهم طبيعة هذا الاضطراب يفتح الباب أمام استكشاف طرق جديدة للتعامل مع آثاره العميقة على نمو الدماغ، خصوصًا في المراحل المبكرة من الحياة التي تعتبر حاسمة لتطور الشبكات العصبية.

دراسة تكشف تأثير اعتلال الدماغ النمائي والصرعي على شبكات الدماغ

في محاولة لفهم كيفية تأثير هذا الاضطراب على نمو الدماغ، قاد فريق البروفيسورة سارة ويكهاوزن دراسة متعمقة اعتمدت على تصوير وظائف الدماغ وبنيته لدى فئران تجارب تحمل نفس الخلل الجيني المسبب لاعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2، وباستخدام تقنيات التصوير الطولي المتقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي، توصل الباحثون إلى اكتشاف محوري؛ إذ وجدوا أن التغيرات التي يحدثها الاضطراب لم تكن هيكلية في بناء الدماغ المادي، بل كانت وظيفية بالدرجة الأولى، ما يعني أنها أثرت بشكل مباشر على كيفية تواصل وتفاعل مناطق الدماغ المختلفة مع بعضها البعض.

نوع التغيرات الدماغية الوصف حسب الدراسة
تغيرات هيكلية (بنيوية) لم تلاحظ الدراسة تغييرات جوهرية في البناء المادي للدماغ.
تغيرات وظيفية لوحظ اضطراب واضح في آلية تواصل وترابط الشبكات العصبية.

هذا النمط التنموي المضطرب يعكس ما يلاحظه العلماء في اضطرابات النمو العصبي الأخرى كال аутизм والفصام، مما يعزز فرضية أن الخلل في وظيفة القناة الأيونية، كما هو الحال في اعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2، قد يترك تأثيرات أوسع نطاقًا على مسار نضوج الدوائر الدماغية، والأمر الأكثر أهمية هو أن هذه الاضطرابات في شبكة الدماغ ظهرت قبل وقت طويل من ظهور أي أعراض سلوكية يمكن ملاحظتها، وهو ما يؤكد أن طفرات جين KCNQ2 لا تقتصر على التسبب في النوبات فقط، بل تتداخل بشكل عميق ومبكر مع عملية تطور الشبكات العصبية.

أهمية التدخل المبكر لعلاج اعتلال الدماغ النمائي والصرعي

تؤكد البروفيسورة سارة ويكهاوزن، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن تصور كيفية تطور الدماغ المصاب يوفر رؤية أكثر وضوحًا لمسار تطور المرض، وهو ما قد يساعد في تحديد التوقيت والمكان الأمثل لتطبيق العلاجات المبكرة لتحقيق أقصى فعالية ممكنة، حيث إن فهم متى وكيف تبدأ هذه الاضطرابات هو أمر بالغ الأهمية لتطوير تدخلات تتجاوز مجرد السيطرة على النوبات، وقد كرس فريقها البحثي سنوات طويلة لدراسة الآليات البيولوجية التي تحكم **اعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2**، ومن أبرز نتائج جهودهم السابقة ما يلي:

  • تحديد مركب مضاد للذهان معروف بقدرته على تعديل قنوات البوتاسيوم.
  • إثبات أن هذا المركب قد يكون له دور علاجي محتمل في هذا الاضطراب.
  • تأكيد أن التدخل العلاجي يجب أن يركز على تصحيح مسار النمو العصبي وليس فقط الأعراض.

هذه النتائج تفتح آفاقًا واعدة نحو علاجات استباقية تستهدف جذور المشكلة، مما يمثل تحولًا نوعيًا في التعامل مع **اعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2** ويمنح أملًا جديدًا للأطفال المتأثرين وعائلاتهم.

إن التركيز على الآليات الوظيفية بدلاً من الأعراض الظاهرية فقط يسمح بتطوير استراتيجيات علاجية أكثر دقة وفعالية، تستهدف تعديل مسار تطور الدماغ في مرحلة حرجة وحساسة، مما قد يغير مستقبل المصابين باعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2 بشكل جذري.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.