حرائق هونج كونج تلتهم مجمعات سكنية وتخلف العشرات من كبار السن مفقودين

حرائق هونج كونج أدخلت سكان المدينة في رعب عميق إثر اندلاع حريق ضخم التهم مجمعات سكنية تعج بأكثر من 5000 شخص، وما إن تمت مشاهدة ألسنة اللهب المتصاعدة حتى بدا الأمر وكأنه مشاهد من الجحيم الحقيقي، حيث تحولت ألوان اللهب إلى البرتقالي القوي بفعل حرارتها الهائلة، مما شكل كارثة إنسانية جسيمة تستدعي الوقوف أمام تفاصيل هذه الأحداث المؤلمة.

تطورات مستمرة في حرائق هونج كونج وتأثيرها على السكان

رغم مرور ساعات طويلة على اندلاع حرائق هونج كونج الشديدة، يستمر الحريق في الانتشار، ما أدى إلى تصاعد أعداد الضحايا والمفقودين، بينما يقاتل رجال الإطفاء بلا كلل في سعيهم للوصول إلى السكان المحاصرين في الطوابق العليا لمجمعات سكنية كثيفة، حيث الحرائق الشديدة والدخان الكثيف يشكلان عائقًا قاتلًا، والحدث الذي اندلع بعد ظهر الأربعاء لا يزال مثار قلق واسع. أعلنت السلطات الصينية، وفق ما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، سقوط 55 ضحية و72 مصابًا في حالة حرجة لا تزال تستقر في المستشفيات، مما يجعل هذه الحرائق أخطر كارثة شهدتها هونج كونج خلال عقود ، وأشار جون لي الرئيس التنفيذي لهونج كونج إلى وجود نحو 300 شخص لم يتم التواصل معهم حتى الآن، ما يثير مخاوف إضافية حول مصيرهم.

وتشير التحليلات الأولية إلى أن الحريق تفاقم نتيجة انتشار النار على السقالات المحيطة بالمبنى، حيث ساعدت الرياح بقوة في سرعة انتشار النيران، بجانب ما ذكرته الشرطة من وجود تغطية المباني بألواح شبكية بلاستيكية لا تلتزم بمعايير السلامة، كما لوحظ إغلاق بعض النوافذ في المباني غير المتضررة بمواد رغوية للتهوية أو العزل.

موقع حرائق هونج كونج وأزمة المجمعات السكنية المتجددة

تمركزت حرائق هونج كونج في مجمع سكني يضم 8 أبراج شاهقة الارتفاع تصل إلى 31 طابقًا، تقدم 2000 وحدة سكنية، وكان المكان في خضم عمليات ترميم وصيانة وقت اندلاع الحريق، ورغم الجهود العاجلة، شهد الموقع خسائر جسيمة. دعا الزعيم الصيني شي جين بينج إلى اتخاذ إجراءات شاملة لإطفاء الحريق والحد من الخسائر بشرية كانت قد بدأت بالفعل في التزايد ، ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية التزام السلطات بالتعامل مع الكارثة بحزم كبير. عبر السكان عن استيائهم القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، مستنكرين الأسباب المحتملة التي أدت إلى هذه الكارثة، حيث تحدث «وان» البالغ 51 عامًا بقلب موجوع قائلاً: «هذا المبنى الذي امتلكناه لأكثر من عشرين عامًا احتوى كل شيء لنا، والآن لم يبق منه شيء يُذكر»

لم تختلف قصة «نج» البالغة 52 عامًا كثيرًا، حيث انتابها الذهول والصدمة أثناء بحثها عن ابنتها خارج الملجأ، وهي تحمل صورة تخرجها، قائلة: «لم تخرج ابنتي ووالدها بعد، لم يكن لديهما الماء الكافي لإنقاذ مبنانا».

المخاطر التي تواجه كبار السن في حرائق هونج كونج والتداعيات الإنسانية

تشكل حرائق هونج كونج خطرًا بالغًا خصوصًا على كبار السن الذين يعد غيابهم وتعرضهم للمخاطر من أبرز المشاهد المفجعة، إذ يعاني هؤلاء السكان من صعوبة في الهروب بسبب ظروف المباني والتدابير الوقائية غير الكافية. ويشير الواقع إلى وجود حاجة ملحة لمتابعة أوضاع المسنين خلال الأزمات، خصوصًا في المجمعات السكنية المكتظة والمهددة بالحرائق الكبيرة، حيث تواجه فرق الإنقاذ تحديات جسيمة في الوصول إليهم بسبب انتشار الدخان والحرارة المرتفعة.

تتجلى أهمية العمل بـ:

• تعزيز أنظمة السلامة في المباني السكنية، وضرورة عدم استخدام مواد غير مطابقة للمعايير
• وضع خطط طوارئ خاصة للحماية السريعة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة
• تدريب فرق الطوارئ بشكل دوري على التعامل مع الحوادث في البناءات الشاهقة والطرق المعقدة

تشكل حرائق هونج كونج واحدة من أسوأ الكوارث التي تعصف بالمدينة منذ سنوات، والأحداث تتكشف ببطء مع استمرار فرق الإنقاذ بالبحث وسط الدخان والنيران، لكشف مصير المئات الذين فقد الاتصال بهم، وخاصة كبار السن الذين يشكل فقدانهم ألمًا إنسانيًا عميقًا في قلب هذه الكارثة المستمرة.