هشاشة العظام وأمراض أخرى خطيرة.. 3 اختبارات دم بسيطة قد تكون مؤشرًا مبكرًا لها

هشاشة العظام وأمراض أخرى خطيرة.. 3 اختبارات دم بسيطة قد تكون مؤشرًا مبكرًا لها

إن أهم الفحوصات الطبية الدورية تعد بمثابة درع وقائي يمكن أن ينقذ حياتك، حيث أوصى كبار الأطباء بضرورة الالتزام بإجراء ثلاثة اختبارات أساسية تشمل قياس مستوى الدهون، ومراقبة سكر الدم، وتقييم كثافة العظام؛ فهذه الإجراءات لا تقتصر على كونها مجرد أرقام في تقرير طبي، بل هي نافذة تتيح الكشف المبكر عن أمراض خطيرة قبل أن تظهر أعراضها المدمرة.

تمثل أهم الفحوصات الطبية الدورية خط الدفاع الأول ضد أمراض القلب، والسكري، وهشاشة العظام، مما يسمح بالتدخل العلاجي وتعديل نمط الحياة في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات المستقبلية المعقدة؛ ويؤكد الدكتور سوراب سيثي، وهو أخصائي أمراض الجهاز الهضمي البارز وخريج جامعتي ستانفورد وهارفارد، أن دمج تحاليل الدم الأساسية مع تقنيات التصوير الطبي يمكّن الأطباء من رصد المشكلات الصحية في مهدها، الأمر الذي يقلل بشكل كبير من فرص تطور الأمراض المزمنة ويحسن من استجابة الجسم للعلاج، فكما يقول الدكتور سيثي، فإن الوقاية تبقى دائمًا الخيار الأرخص والأفضل مقارنة بتكاليف العلاج الباهظة وتبعاته.

ملف الدهون: أولى خطوات أهم الفحوصات الطبية الدورية لصحة القلب

يعد اختبار ملف الدهون الكامل أحد أهم الفحوصات الطبية الدورية التي يجب عدم إهمالها، حيث يوضح الدكتور سيثي أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية يشكل جرس إنذار مبكرًا لأمراض القلب الوشيكة، والمقلق في الأمر أن حوالي أربعة من كل عشرة بالغين حول العالم يعانون من ارتفاع الكوليسترول بصمت، أي دون ظهور أعراض واضحة تنبئهم بالخطر القادم، وهذا الفحص الدقيق يقيس مكونات الدهون في الدم، بما في ذلك الكوليسترول الكلي، والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو “الكوليسترول الجيد”، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو “الكوليسترول السيئ”، بالإضافة إلى الدهون الثلاثية؛ ولضمان الحصول على نتائج دقيقة، يتم إجراء هذا التحليل عادةً بعد فترة صيام تتراوح بين 9 إلى 12 ساعة، مما يعطي صورة واضحة للطبيب لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية ووضع خطة وقائية وعلاجية متكاملة.

الفحص الطبي الأساسي الهدف الرئيسي من الفحص
اختبار ملف الدهون تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية
اختبار سكر الدم الكشف المبكر عن مرض السكري ومرحلة ما قبل السكري
اختبار كثافة العظام (DEXA) تشخيص هشاشة العظام وتحديد خطر الكسور

إن نتائج هذا الاختبار تمثل حجر الزاوية في تحديد المسار الصحيح للمريض، سواء كان ذلك عبر تعديل النظام الغذائي، أو زيادة النشاط البدني، أو اللجوء إلى الأدوية عند الضرورة، لذلك ينصح بشدة بإدراج هذا الفحص ضمن قائمة أهم الفحوصات الطبية الدورية، خصوصًا للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب، وكذلك المدخنين، والمصابين بالسمنة أو داء السكري، لأن المتابعة المنتظمة تمنحهم فرصة للسيطرة على صحتهم قبل فوات الأوان.

قياس سكر الدم ضمن أهم الفحوصات الطبية الدورية للوقاية من السكري

يؤكد الدكتور سيثي أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يعمل كقاتل صامت، حيث يلحق الضرر تدريجيًا بالقلب والكلى والدماغ دون أن يشعر المريض بأي شيء، مما يجعله أحد أخطر الأمراض المزمنة المنتشرة عالميًا، وهنا تبرز أهمية اختبار سكر الدم كأداة لا غنى عنها ضمن أهم الفحوصات الطبية الدورية، فهو يساعد على قياس كمية الجلوكوز في مجرى الدم، مما يتيح اكتشاف مرض السكري أو مرحلة ما قبل السكري في مراحلها الأولى، ويوجد عدة أنواع شائعة من هذا الفحص لتوفير تشخيص شامل، وهو ما يجعله فحصًا مرنًا وفعالًا في آن واحد.

  • اختبار سكر الدم الصائم (FBS): يتم إجراؤه بعد صيام لمدة ليلة كاملة لقياس مستوى الجلوكوز الأساسي.
  • اختبار سكر الدم العشوائي (RBS): يمكن إجراؤه في أي وقت من اليوم دون الحاجة للصيام.
  • اختبار سكر الدم بعد ساعتين من تناول الطعام (PPBS): يقيم مدى كفاءة الجسم في التعامل مع الجلوكوز بعد الوجبات.
  • اختبار الهيموجلوبين السكري (HbA1c): يوفر مقياسًا دقيقًا لمتوسط مستوى السكر في الدم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.

ينصح الأطباء بشدة كل من تجاوز سن الأربعين، أو يعاني من زيادة في الوزن، أو لديه تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، بإجراء هذه الفحوصات بانتظام، فالاكتشاف المبكر يفتح الباب أمام تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتلقي العلاج المناسب في الوقت الصحيح، مما يجعل هذا الاختبار واحدًا من أهم الفحوصات الطبية الدورية التي تحافظ على جودة الحياة.

فحص كثافة العظام: لماذا يعد من أهم الفحوصات الطبية الدورية؟

الاختبار الثالث الذي لا يقل أهمية هو فحص كثافة العظام (DEXA)، الذي يُستخدم لتقييم قوة الهيكل العظمي وتحديد خطر الإصابة بهشاشة العظام، ويعتمد هذا الفحص على استخدام جرعة منخفضة جدًا من الأشعة السينية لقياس محتوى الكالسيوم والمعادن الأخرى في العظام، وهو ما يجعله المعيار الذهبي والأكثر دقة لتحديد أي انخفاض في الكتلة العظمية، ويشير الدكتور سيثي إلى حقيقة بيولوجية مهمة، وهي أنه بعد سن الأربعين، تبدأ العظام بفقدان كثافتها بوتيرة أسرع، وهذا الانخفاض يعني أن أي سقوط بسيط أو حادث عرضي قد يتحول بسهولة إلى كسر خطير، لذلك فإن أهم الفحوصات الطبية الدورية يجب أن تشمل هذا التقييم، فالتشخيص المبكر لهشاشة العظام يتيح اتخاذ إجراءات وقائية فعالة، مثل زيادة تناول الكالسيوم وفيتامين “د”، بالإضافة إلى ممارسة تمارين رياضية منتظمة تهدف إلى تقوية العظام والعضلات المحيطة بها، ويوصى بهذا الفحص بشكل خاص للنساء بعد مرحلة انقطاع الطمث، وكذلك للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالكسور أو هشاشة العظام.

أكد الدكتور سيثي أن هذه الاختبارات الثلاثة البسيطة يمكنها أن تنقذ حياة الإنسان فعليًا، فالوقاية تبدأ دائمًا من الوعي والمتابعة الطبية المنتظمة، ومعظم الأمراض الخطيرة يمكن السيطرة عليها أو حتى تجنبها بالكامل عند اكتشافها في وقت مبكر.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.