تُعتبر تجربة شارليز ثيرون مع زيادة الوزن والاكتئاب واحدة من أبرز القصص التي تكشف عن التضحيات الهائلة التي يقدمها نجوم هوليوود في سبيل تحقيق المصداقية الفنية، فهي لم تتردد في التخلي عن رشاقتها مرتين من أجل أدوار سينمائية محورية، حيث اكتسبت 14 كيلوجرامًا لتجسيد دورها في فيلم “Monster” الذي حصدت عنه جائزة الأوسكار عام 2003، ثم عادت لتكرر التحدي بزيادة 22 كيلوجرامًا لفيلم “Tully” عام 2018، مقدمةً أداءً استثنائيًا لا يُنسى.
في فيلم “Tully”، جسدت ثيرون شخصية أم لثلاثة أطفال، أحدهم رضيع، تعاني من ضغوط الأمومة الجسدية والنفسية الهائلة، ووفقًا لموقع “الجارديان”، اتخذت قرارًا واعيًا بزيادة وزنها فعليًا بدلاً من الاعتماد على المكياج أو المؤثرات البصرية، رغبةً منها في الظهور بشكل طبيعي تمامًا كسيدة تمر بهذه المرحلة الدقيقة من حياتها، وهذا الإصرار على الواقعية كان مفتاح وصولها إلى أقصى درجات المصداقية في تجسيد الشخصية، مما جعل تجربة شارليز ثيرون مع زيادة الوزن والاكتئاب مثالًا يُحتذى به في التفاني الفني.
كيف أثرت زيادة الوزن على نفسية شارليز ثيرون وأصابتها بالاكتئاب؟
لم تكن الآثار الجسدية هي التحدي الوحيد، فبحسب تصريحاتها لموقع “business insider”، قررت ثيرون زيادة وزنها لتتمكن من الشعور بالحالة النفسية للشخصية التي تؤديها، لكن المفاجأة الصادمة كانت إصابتها باكتئاب حقيقي وشديد، وعلى مدار ثلاثة أشهر سبقت التصوير، أفرطت في تناول الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالسكريات، ووصفت شعورها في البداية بأنه يشبه طفلة تستمتع بكل ما لذ وطاب من الأطعمة المفضلة لديها، لكن بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط، تحول الأمر إلى مهمة شاقة ومجهدة، حيث كانت تبذل قصارى جهدها لمواصلة الأكل وزيادة الوزن، لدرجة أنها كانت تضبط المنبه في منتصف الليل لتناول المعكرونة بالجبن الباردة التي تحتفظ بها بجوار سريرها، معتقدةً أن هذا النظام الغذائي غير الصحي ساهم بشكل مباشر في تدهور حالتها المزاجية، وهو ما يفسر عمق تجربة شارليز ثيرون مع زيادة الوزن والاكتئاب.
معاناة شارليز ثيرون في استعادة وزنها بعد تجربة “Tully”
بعد انتهاء تصوير الفيلم، بدأت رحلة أخرى أكثر صعوبة وقسوة، حيث عانت ثيرون على مدار عام كامل للتخلص من الوزن الزائد الذي اكتسبته، وقد زاد من صعوبة المهمة أنها كانت تبلغ من العمر 43 عامًا في ذلك الوقت، مما جعل عملية الأيض أبطأ واستجابة جسدها أصعب بكثير، وأضافت أن هذه الفترة كانت مصحوبة باكتئاب مستمر بسبب الإحباط الناتج عن صعوبة العودة إلى وزنها الطبيعي، وهذا الجانب من تجربة شارليز ثيرون مع زيادة الوزن والاكتئاب جعلها تتخذ قرارًا حاسمًا بعدم خوض تحولات جسدية قاسية بهذا الشكل مرة أخرى في مسيرتها المهنية، مدركةً الثمن الباهظ الذي دفعته صحتها النفسية والجسدية، وقد واجهت خلال هذه الفترة تحديات متعددة، منها:
- بطء عملية حرق الدهون بسبب التقدم في العمر.
- التأثير النفسي السلبي الناتج عن صعوبة فقدان الوزن.
- استمرار الشعور بالاكتئاب والإحباط لفترة طويلة بعد التصوير.
| الفيلم | الوزن المكتسب (تقريبي) |
|---|---|
| Monster (2003) | 14 كيلو جرام |
| Tully (2018) | 22 كيلو جرام |
العلاقة بين الأطعمة المصنعة وتجربة شارليز ثيرون مع الاكتئاب
لم تكن معاناة النجمة مجرد شعور عابر، بل إن العلم يدعم الارتباط بين النظام الغذائي والحالة المزاجية، حيث تربط عدة دراسات علمية بين الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والسكريات وبين تدهور الصحة النفسية، وقد أشارت دراسة بارزة نُشرت في المجلة البريطانية للطب النفسي إلى أن المشاركين الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة المُصنّعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 58% مقارنةً بأولئك الذين تناولوا كميات قليلة جدًا منها، وهذا يوضح أن تجربة شارليز ثيرون مع زيادة الوزن والاكتئاب لم تكن مجرد حالة فردية، بل هي انعكاس لتأثير حقيقي ومثبت علميًا لكيفية تأثير ما نأكله على صحتنا العقلية.
وهكذا، لم تكن رحلة ثيرون مجرد تحول جسدي من أجل دور سينمائي، بل كانت دراسة عميقة للروابط المعقدة بين الغذاء والصحة النفسية والجسدية، مقدمةً درساً قاسياً عن الثمن الباهظ الذي قد يدفعه الفنان في سبيل الإبداع الفني.
