إن تأثير تقلبات الوزن على صحة الكلى يعد أمرًا بالغ الأهمية؛ حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن التغيرات المتكررة أو السريعة في وزن الجسم، سواء بالزيادة أو النقصان، ترتبط بشكل مباشر بارتفاع خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة وضعف وظائفها؛ وهذا يرجع إلى أن الوزن المفاجئ، الناتج عن تراكم الدهون أو احتباس السوائل، يضع عبئًا إضافيًا على الجهاز الكلوي ويزيد من الالتهابات.
ما هو تأثير تقلبات الوزن على صحة الكلى وكيف ترهقها؟
إن فهم تأثير تقلبات الوزن على صحة الكلى يبدأ من إدراك أن هذه التغيرات تسرّع من تدهور وظائف الكلى، وقد أكدت دراسة منشورة في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى أن التغيرات المفاجئة في وزن الجسم لا تضعف الكلى فحسب؛ بل تزيد أيضًا من خطر الوفاة لدى المصابين بأمراض الكلى المزمنة، والسبب الرئيسي هو أن زيادة الوزن تفرض على الكلى ضغطًا إضافيًا، مما يجبرها على بذل مجهود مضاعف لتصفية الفضلات من كتلة الجسم الأكبر؛ وهذه الحالة، المعروفة بفرط الترشيح، قد تؤدي مع مرور الوقت إلى تلف أنسجة الكلى وتراجع قدرتها على العمل بكفاءة.
مخاطر السمنة واحتباس السوائل وتأثير تقلبات الوزن على صحة الكلى
لا تنتج كل زيادة في الوزن عن تراكم الدهون، فلدى مرضى الكلى، غالبًا ما يكون السبب هو احتباس السوائل نتيجة عجز الكلى عن التخلص من الماء والصوديوم الزائدين بكفاءة؛ وهذا يؤدي إلى تورم في الأطراف والوجه وزيادة سريعة في الوزن، مصحوبة بضيق في التنفس، ويجب فهم أن تأثير تقلبات الوزن على صحة الكلى يزداد سوءًا مع السمنة، التي ترفع احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني، وهما من أكبر مسببات أمراض الكلى، حتى إن زيادة طفيفة لا تتجاوز خمسة كيلوجرامات قد ترتبط بخلل وظيفي كبير في الكلى، وهذا الخطر يمتد أيضًا إلى ما بعد عمليات زراعة الكلى؛ حيث يكتسب الكثير من المرضى وزنًا زائدًا في السنة الأولى، مما يعرضهم لمضاعفات خطيرة.
| الفئة الأكثر عرضة للخطر | سبب الخطورة |
|---|---|
| الأشخاص المصابون بالسمنة أو السكري | زيادة العبء على الكلى وتسريع تطور المرض المزمن. |
| متلقو زراعة الكلى | الوزن الزائد يرفع خطر فشل الطعم ومضاعفات القلب. |
| الأفراد الذين يعانون من احتباس السوائل | زيادة احتمالية الإصابة بمشكلات قلبية وكلوية حادة. |
علامات الخطر ونصائح لحماية الكلى من تأثير تقلبات الوزن
عندما تكون زيادة الوزن مرتبطة بخلل في وظائف الكلى، فإنها تحدث بسرعة وتصاحبها علامات تحذيرية واضحة تستدعي استشارة طبية فورية، وإدراك هذه العلامات يساعد في تجنب تفاقم تأثير تقلبات الوزن على صحة الكلى، ومن أبرز هذه المؤشرات ما يلي:
- زيادة مفاجئة وغير مبررة في وزن الجسم.
- ظهور انتفاخ ملحوظ حول العينين، أو في الكاحلين واليدين.
- الشعور بضيق أو صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
- انخفاض واضح في كمية البول المنتجة يوميًا.
لذلك، تصبح إدارة الوزن هي خط الدفاع الأول لحماية الكلى؛ فالحفاظ على وزن صحي ومستقر عبر التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم يمنع إجهاد الكلى ويعزز الدورة الدموية ويخفض ضغط الدم، كما أن مراقبة تناول الملح والسوائل أمر ضروري لمنع تراكم السوائل والتورم، خاصة لمرضى الكلى الذين يحتاجون لتوصيات طبية مخصصة، ويُعد النشاط البدني المنتظم، حتى لو كان مجرد مشي يومي معتدل، فعالًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
إن اتباع نظام غذائي صديق للكلى، يركز على الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات الطازجة والبروتينات النباتية، مع تقليل الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء، يخفف العبء عن الكلى ويعزز توازن عملية التمثيل الغذائي.
