ارتفاع سكر الدم ليس مجرد مؤشر للسكري.. بل قد يكون إنذاراً مبكراً من الكلى

ارتفاع سكر الدم ليس مجرد مؤشر للسكري.. بل قد يكون إنذاراً مبكراً من الكلى

إن أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر قد تكون صامتة في بدايتها؛ لكنها تمثل علامة تحذيرية خطيرة تشير إلى أن الكليتين تتعرضان لضغط هائل، فعلى الرغم من أن فرط سكر الدم يرتبط بشكل وثيق بمرض السكري؛ إلا أن استمرار ارتفاع مستويات الجلوكوز يمهد الطريق لتلف كلوي تدريجي ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

تلعب الكلى أدوارًا حيوية لا غنى عنها؛ فهي المرشح الرئيسي للفضلات في الجسم وتحافظ على توازن السوائل وتساهم في تنظيم ضغط الدم، ولكن عندما تظل مستويات سكر الدم مرتفعة لفترات طويلة؛ فإنها تلحق ضررًا بالغًا بالأوعية الدموية الدقيقة ووحدات الترشيح داخل الكلى؛ مما يحد من قدرتها على أداء وظائفها بكفاءة، ومع إهمال الحالة؛ قد تتطور الأمور إلى مضاعفات أشد خطورة مثل تدهور كفاءة الكلى؛ واحتباس السوائل في الجسم؛ وصولًا إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً، ومن هنا تبرز أهمية فهم ومراقبة أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر لتجنب هذه العواقب الوخيمة.

كيف تظهر أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر؟

تتعدد المؤشرات التي تنذر بوجود مشكلة؛ ويعد ظهور البروتين في البول؛ المعروف طبيًا باسم “الزلال الدقيق في البول”؛ أحد أقدم العلامات وأكثرها دلالة على بدء التلف الكلوي، فهذه الحالة تعني أن مرشحات الكلى الدقيقة قد أصبحت أكثر نفاذية؛ مما يسمح بتسرب البروتينات الحيوية التي من المفترض أن تبقى في مجرى الدم، ويصاحب ذلك غالبًا زيادة ملحوظة في عدد مرات التبول؛ خاصة خلال فترة الليل؛ حيث تجبر مستويات الجلوكوز المرتفعة الكلى على العمل بجهد مضاعف للتخلص من السكر الفائض؛ وهو ما قد يؤدي بمرور الوقت إلى إرهاق الكلى والجفاف، وهذه هي أبرز أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر التي يجب الانتباه إليها.

العرض التحذيري ماذا يعني؟
التورم أو الوذمة تراكم السوائل في القدمين والكاحلين أو حول العينين بسبب ضعف قدرة الكلى على الترشيح.
ارتفاع ضغط الدم المستمر إشارة إلى إجهاد الكلى، حيث يؤدي ارتفاع السكر والضغط معًا إلى تسريع التلف الكلوي.
انخفاض وظائف الكلى يُكتشف عبر الفحوصات ويظهر انخفاضًا في معدل الترشيح وارتفاعًا في مستويات الفضلات بالدم.

الأسباب الكامنة وراء أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر

يكمن السبب الرئيسي في أن ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل متواصل يؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية الصغيرة ووحدات الترشيح الحساسة في الكلى، فكل كلية تحتوي على ملايين المرشحات الدقيقة التي تسمى “النيفرونات”؛ وهي تعمل دون توقف لتنقية الدم، وعندما يظل الجلوكوز مرتفعًا؛ فإنه يضع هذه الشبكة المعقدة تحت ضغط هائل، وهذا الضغط يتسبب في تضييق وانسداد الأوعية الدموية؛ مما يقلل من تدفق الدم الحيوي إلى الكلى ويزيد الضغط الداخلي على المرشحات؛ وهي حالة تعرف بالترشيح الزائد التي تفاقم الإصابة مع مرور الزمن، وهذا ما يفسر ظهور أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر.

غالبًا ما يتزامن ارتفاع سكر الدم مع ارتفاع ضغط الدم؛ ويشكلان معًا ثنائيًا خطيرًا يسرّع من وتيرة تدهور صحة الكلى، كما أن المستويات المرتفعة للجلوكوز تؤدي إلى تراكم الفضلات الأيضية والسموم؛ مما يثير استجابة التهابية ويسبب تندبًا في أنسجة الكلى الرقيقة، ومع تراجع وظائف الكلى؛ تقل قدرة الجسم على التخلص من الجلوكوز والفضلات بكفاءة؛ وهذا بدوره يجعل التحكم في مستويات السكر بالدم أكثر صعوبة؛ مما يدخل المريض في حلقة مفرغة من تدهور صحة الكلى، وهو ما يؤكد على خطورة إهمال أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر.

استراتيجيات الوقاية من أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر

إن معرفة عوامل الخطر هي الخطوة الأولى نحو الوقاية الفعالة؛ حيث يعتبر مرض السكري بنوعيه الأول والثاني هو السبب الأكثر شيوعًا؛ خاصة عند إهمال السيطرة عليه، وتزداد الخطورة مع طول مدة وشدة ارتفاع سكر الدم، كما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد العبء على مرشحات الكلى الحساسة، ولا يمكن إغفال دور عوامل نمط الحياة مثل زيادة الوزن والتدخين والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني؛ فكلها تساهم في مقاومة الأنسولين وتزيد الضغط على الكلى، بالإضافة إلى وجود استعداد وراثي لدى بعض الأفراد أو المجموعات العرقية، ولحماية الكلى وتجنب أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع السكر ينصح باتباع الخطوات التالية:

  • الفحص المنتظم والكشف المبكر: إجراء فحوصات دورية لصحة الكلى حتى مع الشعور بصحة جيدة، خاصة لمرضى السكري أو من هم في مرحلة ما قبل السكري.
  • السيطرة الصارمة على نسبة السكر في الدم: الحفاظ على مستويات الجلوكوز ضمن النطاق الموصى به لتأخير أو منع الضرر.
  • إدارة ضغط الدم: التحكم في ضغط الدم يقلل من الضغط على الكلى ويبطئ من تدهور وظائفها.
  • تبني عادات صحية: اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين.
  • رعاية المتابعة المنتظمة: الالتزام بزيارة الطبيب لمراقبة الحالة وتعديل الخطة العلاجية حسب الحاجة.

إن التغيرات المبكرة في وظائف الكلى غالبًا ما تحدث دون أي أعراض واضحة؛ لذلك يعد الالتزام بالفحوصات الدورية أمرًا بالغ الأهمية لاكتشاف أي مشكلة في مهدها والتعامل معها بفعالية؛ وهذا يمنح فرصة أفضل للحفاظ على صحة الكلى على المدى الطويل.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.