أثار تصرف فينيسيوس جونيور بعد استبداله في مباراة الكلاسيكو الأخيرة جدلًا واسعًا، حيث غادر الملعب غاضبًا متجهًا مباشرة إلى غرفة الملابس قبل العودة لمقاعد البدلاء، وهذا السلوك لم يمر مرور الكرام؛ إذ أشعل موجة من الانتقادات الحادة من شخصيات كروية بارزة اعتبرت أن اللاعب البرازيلي قد تجاوز الحدود، مهددًا استقرار الفريق في وقت حساس بعد انتصار مهم على الغريم برشلونة.
لقد تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة للنجم البرازيلي في أعقاب هذا المشهد المثير للجدل، الذي اعتبره الكثيرون دليلاً على أن نجوميته بدأت تطغى على انضباطه الجماعي، ففي وقت كان يجب فيه الاحتفال بالفوز، تحول الانتباه إلى سلوك فردي أثار الاستياء، وقد جاءت أقوى ردود الفعل من غابي فرنانديز، قائد أتلتيكو مدريد السابق، الذي لم يتردد في شن هجوم لاذع على اللاعب، واصفًا ما حدث بأنه يفتقر للاحترافية ولا يليق بنادٍ بحجم ريال مدريد، مؤكدًا أن هذا التصرف كان متوقعًا من لاعب يختبر من حوله باستمرار.
غابي فرنانديز يهاجم تصرف فينيسيوس جونيور بعد استبداله
أوضح غابي فرنانديز في تصريحاته التي نقلتها صحيفة “آس” الإسبانية أن سلوك اللاعب البرازيلي يُظهر استهانة واضحة بالسلطة الفنية، معتبرًا أن المدرب هو الشخص الوحيد المخول بوضع حد لهذه التجاوزات، فما حدث لم يكن مجرد رد فعل عابر، بل كان بمثابة رسالة علنية تعكس عدم احترام للقرارات، وهو الأمر الذي يراه غابي خطيرًا على ديناميكية الفريق، كما شدد على أن تصرف فينيسيوس جونيور بعد استبداله ليس الأول من نوعه، بل هو جزء من نمط سلوكي يختبر فيه اللاعب صبر الجميع من حوله يوميًا.
إن أكثر ما يثير حفيظة النجم الإسباني السابق في كرة القدم هو محاولة استعراض الغضب أمام الكاميرات واختبار المدرب على الملأ، فالنقاشات أو التعبير عن الاستياء له مكان واحد فقط وهو غرفة خلع الملابس، وليس أمام الجماهير وعدسات المصورين التي تنقل كل شاردة وواردة، كما أكد غابي أنه لو كان قائد الفريق وواجه موقفًا كهذا من أحد زملائه، لكان قد واجهه بحزم فور انتهاء المباراة؛ لأنه لا يمكن التغاضي عن تصرف بهذا القدر من الأنانية، خاصة عندما يصدر اللاعب بيان اعتذار لاحقًا يشمل الجميع باستثناء الشخص المعني مباشرة وهو المدرب، فهذا السلوك لا يمكن قبوله داخل أي منظومة احترافية تحترم نفسها.
قلة احترام للمدرب والجماهير: تحليل تصرف فينيسيوس المثير للجدل
أشار غابي إلى أن المشكلة أعمق من مجرد رد فعل غاضب، فهي تنبع من افتقار بعض اللاعبين المعاصرين للقدرة على التعامل مع الانتصارات بتواضع، حيث تبدأ الأمور بالتراكم تدريجيًا لتصل إلى مرحلة يهاجم فيها اللاعب زملاءه ومدربه وجماهيره، بل قد يمتد الأمر ليهاجم بلده بأكمله عندما يتحدث عن العنصرية وكأن الجميع متهمون، وهذا ما يجعل تصرف فينيسيوس جونيور بعد استبداله ليس مجرد حادثة معزولة، بل مؤشر على مشكلة أكبر تتعلق بشخصية اللاعب، ويمكن تلخيص أبرز انتقادات غابي في النقاط التالية:
- اختبار حدود المدرب بشكل علني وأمام الجميع.
- إظهار الغضب أمام الكاميرات بدلاً من التعبير عنه في غرفة الملابس.
- إصدار اعتذار لاحق يتجاهل المدرب بشكل مباشر.
- إظهار سلوك أناني يضر بروح الفريق ويعكس عدم النضج.
لقد قدم فرنانديز رؤية واضحة حول كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، مؤكدًا أن مثل هذا السلوك الأناني يهدد تماسك الفريق، وأن تصرف فينيسيوس جونيور بعد استبداله كان يتطلب وقفة حاسمة من زملائه في الفريق فورًا، لأن السماح بمثل هذه التجاوزات يفتح الباب أمام تكرارها ويضعف من سلطة المدرب وهيبة النادي أمام اللاعبين والجمهور على حد سواء.
هل يضع تصرف فينيسيوس جونيور بعد استبداله نجوميته في خطر؟
وجه غابي رسالة مباشرة إلى فينيسيوس، مذكرًا إياه بأن كرة القدم هي لعبة جماعية في جوهرها، ويجب على المهارات الفردية أن تكون في خدمة الفريق وليس العكس، فلا يوجد لاعب فوق المجموعة مهما بلغت نجوميته، باستثناء حالة واحدة فريدة وهي ليونيل ميسي، الذي وصفه غابي بأنه اللاعب الوحيد القادر على حسم المباريات بمفرده، أما بخلاف ذلك، فالجميع ملزمون باحترام قرارات المدرب سواء شاركوا لعشر دقائق أو لتسعين دقيقة كاملة، فاحترام التسلسل الهرمي والانضباط هما أساس نجاح أي فريق يسعى لتحقيق البطولات.
وهكذا يجد الدولي البرازيلي نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات، حيث بات تصرف فينيسيوس جونيور بعد استبداله حديث الأوساط الرياضية، ويُنظر إليه كدليل على أن نجوميته المتصاعدة قد تؤثر سلبًا على التزامه وانضباطه داخل منظومة ريال مدريد، التي تسعى جاهدة للحفاظ على استقرارها الفني وتماسكها بعد الفوز المعنوي المهم في الكلاسيكو.
