قبل السعال.. سرطان الرئة قد يطلق أولى تحذيراته من ساقيك.

أعراض سرطان الرئة في الساقين والقدمين قد تكون من المؤشرات الخفية التي لا يلتفت إليها الكثيرون؛ إذ يقتصر الربط الشائع للمرض على السعال المستمر وألم الصدر، ولكن الحقيقة أن تغيرات ملحوظة في الأطراف السفلية مثل التورم أو الألم قد تكون بمثابة إنذار مبكر لوجود مضاعفات كامنة مرتبطة بهذا المرض الخطير، مما يستدعي الانتباه والوعي بهذه العلامات غير التقليدية.

إن ظهور هذه الأعراض في الساقين أو القدمين ينشأ عادةً نتيجة لتأثير المرض على وظائف الجسم الحيوية، خصوصًا الجهاز القلبي الوعائي والجهاز اللمفاوي؛ مما يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية أو تكون جلطات دموية أو حتى احتباس للسوائل، ويصبح التعرف المبكر على هذه الإشارات الدقيقة أمرًا بالغ الأهمية؛ فالتحرك السريع نحو التشخيص والعلاج لا يمنع تفاقم المضاعات فحسب؛ بل يحسن بشكل جذري من فرص الشفاء ويقلل من شدة الأعراض؛ ويعزز جودة الحياة للمريض على المدى الطويل، لذلك فإن مراقبة أي تغيرات في الأطراف السفلية قد تكون مؤشرًا حيويًا يكشف عن صحة الجسم الداخلية ويساعد في كشف أعراض سرطان الرئة في الساقين والقدمين قبل فوات الأوان.

كيف تظهر أعراض سرطان الرئة في الساقين والقدمين على شكل تورم؟

يُعتبر تورم الساقين أو الكاحلين أو القدمين، المعروف طبيًا بالوذمة المحيطية، واحدًا من أكثر العلامات المرئية شيوعًا التي قد ترتبط بسرطان الرئة، وتحدث هذه الحالة نتيجة تراكم السوائل الزائدة في أنسجة الجسم، ويمكن أن يكون سببها مجموعة من العوامل التي تنشأ مباشرة من السرطان أو علاجاته، مما يجعل فهمها جزءًا أساسيًا من التعرف على أعراض سرطان الرئة في الساقين والقدمين، ويجب عدم تجاهل أي تورم مستمر أو متفاقم؛ لأنه قد يشير بوضوح إلى أن السرطان بدأ يؤثر سلبًا على الدورة الدموية أو أنه انتشر إلى أعضاء حيوية أخرى في الجسم، مما يتطلب تقييمًا طبيًا فوريًا.
تشمل أبرز الأسباب المؤدية لهذه الوذمة الطرفية ما يلي:

• انسداد الأوردة أو الأوعية اللمفاوية بسبب ضغط الورم المتنامي عليها.
• الآثار الجانبية لبعض العلاجات مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الموجه التي قد تسبب احتباس السوائل.
• مضاعفات تؤثر على القلب أو الكلى والتي قد تظهر كآثار ثانوية لسرطان الرئة في مراحله المتقدمة.

علامات سرطان الرئة في الساقين والقدمين: الألم والجلطات الدموية

يزيد سرطان الرئة من خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة (DVT) بشكل كبير؛ وهي حالة طبية خطيرة تتشكل فيها جلطات دموية داخل الأوردة العميقة للساقين، وتتضمن أعراضها الشعور بالألم والحساسية عند اللمس والدفء والاحمرار في ساق واحدة عادةً، وتكمن خطورة هذه الجلطات في إمكانية تحركها وانتقالها إلى الرئتين؛ مسببةً حالة مهددة للحياة تُعرف بالانسداد الرئوي، وقد كشفت الدراسات أن مرضى سرطان الرئة هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الجلطات بما يصل إلى سبع مرات مقارنة بغيرهم، ويرجع ذلك إلى تأثير المرض على عوامل تخثر الدم، بالإضافة إلى قلة الحركة التي قد تصاحب فترات العلاج الطويلة، مما يجعل الانتباه لهذه العلامات من أهم خطوات رصد أعراض سرطان الرئة في الساقين والقدمين.

تغيرات جلدية وعصبية ضمن أعراض سرطان الرئة في الساقين والقدمين

قد تؤدي بعض أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة في محاربة سرطان الرئة إلى إلحاق الضرر بالأعصاب الطرفية؛ مما ينتج عنه حالة تُسمى الاعتلال العصبي الطرفي، وغالبًا ما تبدأ أعراضها في القدمين والساقين على شكل وخز أو تنميل أو إحساس بالحرقان، وقد تتطور لتشمل صعوبة في المشي أو الحفاظ على التوازن، كما أن تغيرات لون الجلد مثل الشحوب أو الازرقاق قد تدل على ضعف توصيل الأكسجين بسبب قصور الدورة الدموية، وفي حالات أخرى قد تظهر تقرحات جلدية بطيئة الشفاء بسبب القصور الوريدي، وهذه التغيرات هي جزء لا يتجزأ من أعراض سرطان الرئة في الساقين والقدمين التي تستدعي تقييمًا طبيًا، وقد يترافق ذلك مع ضعف وتشنج العضلات نتيجة الخمول أو نقص التغذية.

من العلامات الأخرى التي قد تظهر هي اعوجاج أصابع القدم، أو ما يُعرف بتعجر الأصابع، وعلى الرغم من شيوعه في أصابع اليدين؛ إلا أنه قد يؤثر على القدمين أيضًا، ويتميز باستدارة واتساع فراش الظفر والأنسجة المحيطة به، وينتج هذا التعجر عن انخفاض مستويات الأكسجين في الدم لفترة طويلة؛ وهو سمة مميزة للعديد من أمراض الرئة المتقدمة.