سرطان الثدي عند الرجال ليس مجرد وهم أو مرض يقتصر على النساء كما يعتقد الكثيرون؛ بل هو حقيقة نادرة وخطيرة قد تكلف حياة من يتجاهلها، فقلة الوعي بالأعراض والميل إلى إهمال العلامات الأولية يجعلان التشخيص غالبًا في مراحل متأخرة، وهو ما يقلل من فرص الشفاء ويزيد من تعقيد رحلة العلاج الطويلة والمؤلمة.
تجسدت هذه الحقيقة المرة في قصة الطاهي الأمريكي مات كيلي البالغ من العمر 42 عامًا، والذي اكتشف كتلة صغيرة في صدره لكنه تجاهلها لأشهر طويلة، مدفوعًا بقناعة خاطئة بأن سرطان الثدي عند الرجال لا يحدث إلا في سن متقدمة جدًا، ولم يتحرك إلا بعد أن لاحظت زوجته تغيرات مقلقة مثل انقلاب حلمته إلى الداخل وأصرت على ضرورة زيارة الطبيب المختص؛ ليبدأ فصلاً جديدًا من حياته لم يكن يتوقعه أبدًا، حيث كشفت الفحوصات الطبية الدقيقة، بما فيها التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، عن واقع صادم ومؤلم.
قصة مات كيلي: كيف يتجاهل المجتمع سرطان الثدي عند الرجال؟
كان الخبر الذي تلقاه كيلي قبل عيد الميلاد بيومين فقط بمثابة صدمة عنيفة، فقد تم تشخيصه بالمرحلة الرابعة من المرض بعد أن انتشر الورم إلى العقد اللمفاوية والعظام، وتحديدًا العمود الفقري، وبدأ على الفور رحلة علاج كيميائي شاقة لم تحقق النتائج المرجوة، حيث استمرت الأورام في النمو، وهو ما دفع فريقه الطبي إلى تغيير الخطة العلاجية واللجوء إلى دواء موجه حديث للسيطرة على المرض، ورغم أن حالته الآن مستقرة، إلا أن كيلي يعيش في حالة من عدم اليقين، ويتلقى العلاج كل ثلاثة أسابيع مدى الحياة لمنع عودة السرطان، وقد وجه رسالة قوية للجميع قائلًا: “تجاهلي للأعراض كاد يكلفني حياتي”، مؤكدًا أن فهم حقيقة سرطان الثدي عند الرجال أمر حيوي.
| الحقيقة | التوضيح |
|---|---|
| نسبة الحدوث | يمثل أقل من 1% من إجمالي حالات سرطان الثدي عالميًا |
| العمر الشائع للخطر | غالبًا ما يظهر بعد سن الستين |
ما هي مسببات وعوامل خطر سرطان الثدي عند الرجال؟
يحدث سرطان الثدي عند الرجال عندما تتعرض خلايا الثدي لتغيرات في حمضها النووي، مما يدفعها إلى الانقسام بشكل سريع وخارج عن السيطرة لتشكل أورامًا خبيثة قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ورغم أن السبب الدقيق لهذه التغيرات لا يزال غير مفهوم بالكامل، إلا أن الخبراء الطبيين حددوا مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، والتي يجب على كل رجل أن يكون على دراية تامة بها لتجنب الوصول إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها، حيث أن المعرفة هي خط الدفاع الأول ضد هذا المرض الصامت والخطير.
يعد النوع الأكثر شيوعًا هو سرطان القنوات الغازي، والذي يبدأ في قنوات الحليب ثم ينتشر إلى الأنسجة المجاورة، وتتشابه طرق علاجه مع تلك المتبعة مع النساء، بينما تظل عوامل الخطر هي المؤشر الأهم الذي يجب الانتباه إليه، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- التقدم في العمر، خاصة بعد تجاوز سن الستين.
- وجود تاريخ عائلي للمرض بين الأقارب من الدرجة الأولى.
- الطفرات الجينية الموروثة، وتحديدًا في جين BRCA2.
- ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين الأنثوي في الجسم.
- وجود أمراض أو مشكلات سابقة في الخصيتين تؤثر على التوازن الهرموني.
الكشف المبكر: مفتاح النجاة من سرطان الثدي عند الرجال
يؤكد الأطباء والجمعيات الطبية العالمية أن الكشف المبكر هو العامل الأكثر حسماً في رفع نسب الشفاء من سرطان الثدي عند الرجال بشكل كبير، فالرجال لا يملكون نفس كمية أنسجة الثدي التي تمتلكها النساء، وهذا يعني أن أي تغير مهما كان بسيطًا يمكن ملاحظته بسهولة أكبر إذا تم الانتباه له، لذلك فإن أي كتلة أو تغير في شكل الحلمة أو ظهور إفرازات غير طبيعية يجب أن يكون دافعًا قويًا لزيارة الطبيب فورًا دون أي تردد أو تأخير، فالتشخيص المبكر قبل انتشار الورم يفتح الباب أمام خيارات علاجية فعالة مثل الجراحة والإشعاع والعلاج الهرموني والكيميائي، مما يزيد فرص النجاة بشكل ملحوظ.
إن نشر الوعي حول سرطان الثدي عند الرجال ليس رفاهية بل ضرورة قصوى لتجنب تكرار قصص مأساوية مثل حالة كيلي، التي وصلت إلى مرحلة متأخرة بسبب نقص المعرفة والتجاهل.
