مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية أصبحت حديث الساعة بعد التحذير الصحي العاجل الذي أصدرته هيئة الغذاء والدواء التايلاندية (FDA) بشأن دفعات محددة من هذه المنتجات الشهيرة؛ حيث كشفت التقارير عن وجود تهديدات صحية محتملة جراء استخدامها، وأكدت التحاليل المعملية احتواء بعضها على مكونات غير معتمدة قد تسبب حساسية شديدة أو تهيجًا في الجهاز التنفسي لدى المستخدمين.
تحذير رسمي يكشف مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية
بناءً على هذا التحذير، دعت الهيئة المواطنين في تايلاند وهونغ كونغ إلى التوقف الفوري عن استعمال هذه الأجهزة؛ مشددة على ضرورة فحص رقم الدفعة الإنتاجية قبل إتمام أي عملية شراء جديدة، كما وجهت نداءً عاجلاً إلى جميع تجار التجزئة والموزعين لسحب المنتجات التي ثبت تلوثها من أرفف المتاجر والأسواق، وذلك بهدف منع تفاقم الضرر وحماية المستهلكين من مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية التي لم تخضع لمعايير السلامة المطلوبة.
لماذا تمثل هذه الأجهزة مخاطر على الجهاز التنفسي؟
أكدت إدارة الغذاء والدواء التايلاندية أن قرار سحب الدفعات المعنية جاء بعد رسوبها في اختبارات الجودة الصحية نتيجة تلوث ميكروبي خطير ومباشر، وقد تبين من خلال الفحوصات أن الأجهزة ذات اللون الأخضر الزاهي التابعة للعلامة التجارية الشهيرة تحتوي على نسب مرتفعة وغير آمنة من الملوثات، مما يوضح حجم مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية الملوثة، وهذه الملوثات تشمل:
- الخمائر بنسب تتجاوز الحدود المسموحة
- العفن الذي قد يسبب ردود فعل تحسسية
- البكتيريا المكونة للأبواغ التي تشكل تهديدًا للصحة العامة
وهو ما يجعل استخدامها مغامرة غير محسوبة قد تعرض صحة الجهاز التنفسي للخطر المباشر، ويستدعي إعادة النظر في مدى أمان هذه المنتجات واسعة الانتشار.
وأوضحت الهيئة أن هذه المنتجات، التي تنتمي إلى فئة أجهزة الاستنشاق العشبية المستخدمة في العلاج بالروائح، تتمتع برواج واسع في منطقة جنوب شرق آسيا لعلاج مشكلات شائعة مثل احتقان الأنف والدوخة ودوار الحركة؛ ولا تقتصر شعبيتها على السكان المحليين فقط، بل تمتد لتشمل السياح الذين يقبلون عليها بكثافة، خاصة بعد أن اكتسبت شهرة عالمية عبر منصات التواصل الاجتماعي وارتباطها بمشاهير عالميين مثل ليزا من فرقة بلاك بينك، والممثل كريس هيمسورث، ومغني الراب البريطاني سنترال سي، وفي استجابة سريعة للأزمة، نقلت وسائل الإعلام التايلاندية تعهد الشركة المصنعة برد المبالغ المدفوعة بالكامل لجميع العملاء والموزعين الذين يملكون مخزونًا من الدفعات الملوثة، مؤكدة التزامها بمعايير السلامة والجودة.
الاستخدام المفرط وأبرز مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية
من جانب آخر، حذر خبراء الصحة من أن مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية لا تقتصر على التلوث فقط؛ بل تمتد لتشمل الاستخدام المفرط الذي قد يقود إلى أعراض جانبية خطيرة بسبب التركيز العالي لبعض المكونات الفعالة، وعلى الرغم من أن المنثول يمنح شعورًا بالانتعاش ويخفف الصداع، والكافور يعمل كمهدئ ومزيل للاحتقان، وزيت الأوكالبتوس يساهم في فتح الجيوب الأنفية؛ إلا أن استنشاقها بإفراط قد يسبب مشاكل صحية معقدة، وهو ما يضاعف من مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية حتى لو كانت سليمة.
ولتوضيح الآثار الجانبية للإفراط في الاستخدام، أشار الأطباء إلى أن بعض المكونات قد تسبب مضاعفات حادة عند تجاوز الجرعات الموصى بها، مما يستدعي الحذر الشديد عند التعامل مع هذه المنتجات، حيث يمكن أن يؤدي الاستنشاق المتكرر إلى الدوخة والهلوسة واضطرابات النوم وتسارع ضربات القلب، وفي الحالات الأكثر شدة قد يصل الأمر إلى الدخول في غيبوبة، وهذا يسلط الضوء مجددًا على مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية التي يغفل عنها الكثيرون.
| المكون الفعال | الأثر الجانبي للإفراط في الاستخدام |
|---|---|
| المنثول، الكافور، زيت الأوكالبتوس | دوخة، هلوسة، تسارع ضربات القلب، غيبوبة |
| الأوكسي ميتازولين والسودوإيفيدرين | تأثير ارتدادي يفاقم الاحتقان والصداع |
كما لفت الأطباء الانتباه إلى أن بعض هذه الأجهزة تحتوي على مزيلات احتقان دوائية قوية مثل الأوكسي ميتازولين والسودوإيفيدرين؛ وهي مواد لا ينصح باستخدامها لأكثر من مرة أو مرتين أسبوعيًا لتجنب ما يعرف بالتأثير الارتدادي، الذي يتسبب في تفاقم حالة الاحتقان والصداع واضطرابات النوم بدلاً من علاجها، وبناءً على ذلك، شدد الخبراء على ضرورة عدم استخدام تلك الأجهزة أكثر من ثلاث مرات يوميًا كحد أقصى، مع أهمية مراجعة الطبيب فورًا في حال استمرار الأعراض التنفسية أو ملاحظة أي آثار جانبية غير معتادة، فالتوعية هي خط الدفاع الأول ضد مخاطر أجهزة الاستنشاق العشبية.
تعتبر تايلاند واحدة من أبرز الدول المنتجة لمستحضرات العلاج العشبي في قارة آسيا؛ إلا أن السلطات الصحية هناك تؤكد باستمرار على الأهمية القصوى لإجراء فحوصات دورية وشاملة لضمان مطابقة جميع المنتجات لمعايير السلامة الدولية، خاصة مع تزايد الطلب الكبير من الأسواق الإقليمية والعالمية على منتجات الطب البديل والعلاجات العشبية.
