المعركة الأولى لهالة سرحان التي فتحت لها أبواب الشهرة والجدل.

المسيرة المهنية للإعلامية هالة سرحان تعد نموذجًا فريدًا في الإعلام العربي؛ فهذه الصحفية والإعلامية المصرية، المولودة في الأول من سبتمبر عام 1952، استطاعت أن تحفر اسمها بحروف من ذهب عبر محطات إعلامية متنوعة، بداية من الإذاعة والصحافة المكتوبة وصولًا إلى رئاسة القنوات الفضائية، وقد تركت بصمة واضحة في كل منصب شغلته، وكان آخر برامجها “ناس بوك” على قناة روتانا مصرية قبل أن تتركها في 31 أكتوبر 2012.

محطات البداية في المسيرة المهنية للإعلامية هالة سرحان

انطلقت رحلة هالة سرحان الإعلامية من منصات عالمية ومحلية مرموقة؛ حيث بدأت كمذيعة في القسم العربي بإذاعة صوت أمريكا، وهي التجربة التي صقلت مهاراتها الحوارية والإذاعية مبكرًا، وتزامن ذلك مع عملها كمراسلة صحفية لجريدة الشرق الأوسط ومجلة سيدتي، مما منحها عمقًا تحريريًا ومعرفة واسعة بالشأن العربي، كما عملت كصحفية في مجلة “كلام الناس” التي كان يملكها زوجها السابق عماد الدين أديب؛ ولم تقتصر بداياتها على الإعلام المسموع والمقروء، بل امتدت إلى التلفزيون المصري حيث عملت كقارئة نشرة باللغة الإنجليزية في الفترة من 1972 حتى 1976، وقدمت أيضًا برامج مميزة مثل “ترانزيت”، و”مصر في عيون العالم”، و”سيادة القانون”، و”من أرشيف السينما”، لتثبت قدرتها على التنقل بسلاسة بين مختلف أشكال العمل الإعلامي وتؤسس لبناء المسيرة المهنية للإعلامية هالة سرحان.

تألق هالة سرحان في شبكات ART ودريم الفضائية

شكلت فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة نقطة تحول محورية في المسيرة المهنية للإعلامية هالة سرحان؛ حيث انضمت إلى شبكة راديو وتليفزيون العرب (ART) من عام 1993 حتى 1999، عندما كانت الشبكة تبث من العاصمة الإيطالية روما، وخلال هذه الفترة، أصبحت وجهًا إعلاميًا عربيًا بارزًا بفضل برامجها الجماهيرية على قناة art المنوعات، ومنها “يا هلا مع هالة سرحان” و”الليلة مع هالة سرحان” و”بصراحة”، التي أرست معايير جديدة للبرامج الحوارية العربية؛ وبعد نجاحها الكبير، انتقلت إلى قناة دريم لتكون محطتها التالية من عام 2000 إلى 2003، حيث لم تكتفِ بالتقديم بل تولت منصب نائب رئيس القناة، وقدمت برامج ناجحة مثل “الهوا هوانا”، و”هلا شو”، و”الحقيقة”، وبرنامج “في الممنوع” السياسي الذي يعتبر من أوائل البرامج السياسية المستقلة على شاشة مصرية خاصة، مما عزز مكانتها كإعلامية شاملة تجمع بين الموهبة والإدارة.

مناصب قيادية وإسهامات أدبية في مسيرة هالة سرحان

لم تقتصر المسيرة المهنية للإعلامية هالة سرحان على التقديم التلفزيوني فقط؛ بل امتدت لتشمل مناصب قيادية رفيعة وإسهامات أدبية متميزة، فقد امتلكت سجلًا صحفيًا حافلًا شغلت خلاله منصب رئيس تحرير مجلة “سيداتي سادتي”، ونائب رئيس تحرير مجلة “كل الناس” و”سيدتي”، إضافة إلى مناصب إدارية كمدير عام الشركة الإعلامية العربية للطباعة والنشر ومدير المكتب الإعلامي لشبكة ART؛ كما انتقلت لاحقًا لرئاسة قناة روتانا سينما وأسست قناة روتانا زمان، وقدمت على شاشات روتانا باقة من البرامج المتنوعة، وبعد عودتها إلى مصر إثر ثورة 25 يناير، قدمت برنامج “ناس بوك” لمناقشة قضايا الثورة السياسية، وبجانب مسيرتها الإعلامية، تركت بصمة أدبية عبر عدة مؤلفات تعكس أسلوبها الساخر والعميق في آن واحد.

• أكتب لكم من الحرملك
• المدام مرفوعة مؤقتا من الخدمة
• أحبك في المشمش
• أمريكا خبط لزق
• وقالت شهرزاد

إن جرأتها في استضافة شخصيات سياسية بارزة ومناقشة قضايا اعتبرها البعض “تابوهات” في الإعلام العربي، جعلت المسيرة المهنية للإعلامية هالة سرحان مثار جدل دائم، وجلبت لها إشادة من البعض وانتقادات من البعض الآخر، مما يؤكد على مدى تأثيرها وحضورها القوي على الساحة.