حرب السودان تثير من جديد اهتمام ترامب بتدخل أمريكي محتمل بدعم من بن سلمان الذي قدم إحاطة مفصلة حول النزاع والفظائع المتواصلة منذ اندلاع الحرب الأهلية، مما دفع ترامب أمام منتدى قادة الأعمال في واشنطن إلى الإعلان عن استجابة واضحة بدعم سعودي بهدف معالجة الأوضاع الإنسانية والسياسية المتدهورة في السودان، مؤكداً بدء تحرك الولايات المتحدة في هذا الملف الحيوي.
تدخل أمريكي محتمل في حرب السودان بدعم سعودي وتحركات دبلوماسية
شكل تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل في حرب السودان التي اندلعت في أبريل 2025 خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، غمرتها تحركات سياسية وإجراءات مكثفة في ظل الصراع الدموي الذي أسفر عن مقتل نحو 400 ألف شخص وتشريد 12 مليوناً، وهو وضع كارثي يفاقم خطر المجاعة الذي يداهم ملايين آخرين. جاء ذلك بعد إحاطة قدمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تناول فيها تفاصيل النزاع وأبشع جرائمه، مما دفع ترامب إلى اتخاذ موقف أكثر حسمًا إزاء الأزمة السودانية، مشيداً بتوجيهات السعودية التي طلبت منه خطوات عملية لمعالجة الوضع الأمني والإنساني. في ظل هذا التعهد، أعرب القائد العسكري السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان عن تقديره لهذه المبادرة، وهو التحول الذي جاء بعد رفض سابق لمبادرات وقف إطلاق النار.
التنافسات الإقليمية وتأثيرها على تطورات حرب السودان وتدخل السعودية
تعد حرب السودان من النزاعات المعقدة التي تنعكس بها التنافسات الإقليمية بشكل واضح، حيث تربط تحالفات تتحالف حولها الولايات المتحدة مع أطراف متضاربة في النزاع، مما يضيف أبعاداً إضافية لحجم الصراع وتعقيداته. يشير آلان بوسويل، مدير قسم القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن تدخل القادة الأمريكيين والعرب في الملف السوداني قد يغير من مسار الحرب بشكل جذري رغم أن ردود فعل قوات الدعم السريع كانت محدودة حتى الآن، ما يعكس صعوبة التحديات الدبلوماسية المرتقبة. ويُبرز دور السعودية التصاعدي في هذا الملف، خاصة مع توترات في العلاقة مع الإمارات وتنافسهما على النفوذ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، حيث استضاف الأمير محمد بن سلمان الفريق البرهان في مكة عقب استعادة الجيش السوداني مناطق في الخرطوم، وسط تصعيد هجمات بطائرات مسيرة على بورتسودان، مما يؤكد وجود دعم خارجي لقوات الدعم السريع.
تداعيات الفظائع الجماعية في حرب السودان وحدود الدور الأمريكي بالساحة الإقليمية
تفاقمت الفظائع الجماعية خلال الأسابيع الماضية، لا سيما مع اجتياح قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر في دارفور التي شهدت مجازر وحوادث عنف جنسي وتنفيذ إعدامات جماعية، فكانت هذه المأساة دافعًا قويًا لجذب انتباه ترامب وتحفيزه للتحرك. يأتي هذا بعد قراءة ترامب للوضع الذي وصفه بأنه يحتاج إلى مبعوث أمريكي قوي ومخول بالتفاوض لسد ثغرات السياسة الأمريكية التي تواجه تحديات بسبب تضارب المصالح في الخليج وضعف آليات وزارة الخارجية الأمريكية. ويستمر المحللون السودانيون في التحذير من أن عدم التوصل إلى تعيين ممثل دبلوماسي قوي قد يؤدي إلى تعميق آثار التنافسات الإقليمية على الحرب، خصوصاً إذا استمر التركيز على مصالح الدول العربية على حساب الحفاظ على حقوق ومصالح المدنيين السودانيين. وبالرغم من عدم وضوح ملامح التدخل الأمريكي الدقيق، إلا أن هذا التحرك يمثل بصيص أمل لتقليل أعمال العنف وإحداث استقرار نسبي في السودان.
- عودة اهتمام ترامب بحرب السودان تتم بدعم من ولي العهد السعودي
- حجم الخسائر البشرية والإنسانية في الحرب يفاقم الأزمة
- الدور المتصاعد للسعودية في الملف السوداني وتأثير التوتر مع الإمارات
- التحديات الدبلوماسية في التعامل مع قوات الدعم السريع والتحالفات الإقليمية
- ضرورة تعيين مبعوث أمريكي قوي لإدارة جهود السلام بفعالية
