أطباء يحددون علامات مبكرة للسكتة الدماغية عند الرضع قد يتجاهلها الآباء.

أطباء يحددون علامات مبكرة للسكتة الدماغية عند الرضع قد يتجاهلها الآباء.

تُعد معرفة أعراض السكتة الدماغية عند الأطفال وأسبابها أمراً حيوياً لكل أسرة، فعلى عكس الاعتقاد السائد بأنها حالة تقتصر على كبار السن، يمكن لهذا الخطر الصحي أن يداهم الصغار، حتى في مرحلة حديثي الولادة؛ وغالباً ما يتأخر التشخيص بسبب ندرة الحالة وصعوبة التعبير لدى الرضع، مما يجعل الوعي بالعلامات المبكرة خط الدفاع الأول.

إن فهم طبيعة السكتة الدماغية عند الأطفال هو الخطوة الأولى نحو التعامل الصحيح معها، حيث يوضح الدكتور شيخار باتيل، استشاري طب الأعصاب، أن الحالة تحدث عند انقطاع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، إما بسبب جلطة دموية تسد أحد الشرايين أو نتيجة انفجار وعاء دموي وحدوث نزيف؛ وهذا الانقطاع المفاجئ في إمداد الأكسجين والمغذيات يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، مما يسبب مجموعة واسعة من الآثار التي تعتمد على المنطقة المصابة من الدماغ، ولذلك فإن فهم آليات حدوثها وكيفية الاستجابة السريعة لها يشكل فارقًا كبيرًا في تقليل المخاطر والمضاعفات طويلة الأمد، مما يؤكد أن الوعي بـ أعراض السكتة الدماغية عند الأطفال وأسبابها ليس مجرد معلومة طبية بل ضرورة لا غنى عنها.

ما هي أبرز أسباب السكتة الدماغية عند الأطفال؟

تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى هذه الحالة الخطيرة، وتختلف بشكل كبير عن تلك التي تصيب البالغين، حيث ترتبط غالبًا بمشكلات صحية كامنة أو حالات طارئة؛ وتتطلب معرفة هذه المسببات يقظة عالية من الأهل والطاقم الطبي لتحديد الأطفال الأكثر عرضة للخطر؛ وتشمل قائمة الأسباب الشائعة التي تفسر جانبًا من أعراض السكتة الدماغية عند الأطفال وأسبابها وجود عيوب خلقية في القلب، أو اضطرابات في الأوعية الدموية الدماغية، بالإضافة إلى الالتهابات التي قد تؤدي إلى التهاب الشرايين؛ كما تلعب أمراض الدم دورًا محوريًا، مثل اضطرابات التخثر ومرض فقر الدم المنجلي، ولا يمكن إغفال تأثير إصابات الرأس والرقبة، أو حالات الجفاف الشديد، وكذلك مضاعفات الولادة التي قد تؤثر على الأطفال حديثي الولادة.

علامات وأعراض السكتة الدماغية عند الأطفال الرضع

تكمن الصعوبة الكبرى في تشخيص الحالة لدى الرضع وحديثي الولادة في أن الأعراض قد تكون خفية وغير نمطية، مما يتطلب ملاحظة دقيقة من الوالدين؛ فالرضيع لا يستطيع الشكوى من صداع أو ضعف، بل يعبر عن ألمه بطرق مختلفة تمامًا، وهو ما يجعل تفسير أعراض السكتة الدماغية عند الأطفال وأسبابها في هذه الفئة العمرية تحديًا حقيقيًا؛ فقد تظهر العلامات على شكل نوبات مفاجئة تؤثر على جانب واحد من الجسم، أو قد يصبح الطفل سريع الانفعال بشكل غير مبرر ومستمر؛ ومن المؤشرات الهامة أيضًا وجود صعوبات في الرضاعة وسوء التغذية، أو بكاء ضعيف وغير معتاد، كما أن ملاحظة ميل قوي لدى الرضيع لاستخدام يد واحدة فقط قبل عمر 12 إلى 18 شهرًا، أو إبقاء قبضة إحدى اليدين مشدودة باستمرار، قد تكون إشارة تحذيرية مبكرة تتطلب استشارة طبية فورية.

الفئة العمرية أبرز مؤشرات وأعراض السكتة الدماغية عند الأطفال
الرضع وحديثو الولادة نوبات في جانب واحد، انفعال غير طبيعي، صعوبة في التغذية، ميل لاستخدام يد واحدة
الأطفال الأكبر سنًا صداع شديد ومفاجئ، قيء بدون حمى، نعاس مفرط، تغيرات في الرؤية

كيف تظهر أعراض السكتة الدماغية عند الأطفال الأكبر سنًا؟

عندما يتعلق الأمر بالأطفال الأكبر سنًا القادرين على التعبير، فإن الأعراض تصبح أكثر وضوحًا وتشابهًا مع تلك التي تظهر عند البالغين، لكنها قد تُفسر بشكل خاطئ في البداية على أنها أمراض أخرى أقل خطورة؛ لذا، من الضروري أن يكون الآباء على دراية تامة بهذه العلامات التحذيرية لضمان التدخل الطبي العاجل، فالاستجابة السريعة هي مفتاح الحد من الأضرار المحتملة؛ وإن مراقبة أعراض السكتة الدماغية عند الأطفال وأسبابها في هذه المرحلة العمرية أمر بالغ الأهمية، حيث تشير التقارير إلى مجموعة من المؤشرات التي يجب عدم تجاهلها أبدًا، لأنها قد تنقذ حياة الطفل وقدراته المستقبلية.

يمكن تلخيص العلامات التحذيرية الرئيسية في النقاط التالية:

  • صداع شديد ومفاجئ لا يشبه أي صداع سابق اختبره الطفل.
  • حدوث قيء متكرر بدون وجود حمى أو أي علامات أخرى لمرض في الجهاز الهضمي.
  • نعاس مفرط وخمول غير طبيعي، خاصة إذا كان مصحوبًا بضعف في أحد الأطراف أو تغيرات مفاجئة في الرؤية.

إن ظهور أي من هذه الأعراض مجتمعة أو منفردة يستدعي طلب المساعدة الطبية الطارئة فورًا، حيث أن كل دقيقة تمر تزيد من خطر تلف الدماغ، وبالتالي فإن الوعي والمعرفة هما أقوى سلاح لحماية الأطفال من هذا الخطر الصحي الصامت.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.