اقتصاد الهالوين: كيف تغذي الأزياء والحلويات صناعة تتجاوز 10 مليارات دولار؟

اقتصاد الهالوين: كيف تغذي الأزياء والحلويات صناعة تتجاوز 10 مليارات دولار؟

ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين تشهد قفزات قياسية عامًا بعد عام، حيث يتحول هذا التقليد الغربي إلى موسم اقتصادي ضخم يعتمد على شغف الملايين بالأزياء المرعبة، والديكورات الغامضة، وأطنان من الحلوى، ومع كل قرع يتم نحته وكل زي يتم شراؤه، تتراكم أرقام فلكية تعكس الأهمية الثقافية والتجارية المتزايدة لهذه المناسبة حول العالم، مما يدفعنا إلى التساؤل عن حجم هذه الظاهرة بالأرقام.

تحليل ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين بالأرقام

تكشف أحدث التقارير الصادرة عن الاتحاد الوطني لتجار التجزئة أن ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين في الولايات المتحدة وحدها ستصل إلى مستوى تاريخي يبلغ 13.1 مليار دولار هذا العام، ويمثل هذا الرقم زيادة ملحوظة مقارنةً بإنفاق العام الماضي الذي بلغ 11.6 مليار دولار، مما يؤكد على تنامي شعبية هذا العيد بشكل لا يمكن إيقافه؛ ويُعزى هذا النمو إلى ارتفاع نسبة المشاركة، حيث يخطط حوالي 73% من المستهلكين للاحتفال به، وهي النسبة الأعلى التي يتم تسجيلها منذ عقد كامل، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية المتمثلة في التضخم والرسوم الجمركية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، إلا أن شغف المحتفلين لم يتأثر، حيث يصل متوسط إنفاق الفرد الواحد إلى 114.45 دولارًا، وهو ما يوضح مدى استعداد الأفراد لتخصيص جزء كبير من دخلهم ضمن ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين السنوية.

كيف تتوزع ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين على المشتريات؟

عند تفصيل بنود الإنفاق، يتضح أن ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين تتوزع على عدة قطاعات رئيسية تستحوذ على اهتمام المستهلكين من كافة الأعمار، وتأتي الديكورات في الصدارة، حيث من المتوقع أن ينفق الأمريكيون حوالي 4.2 مليار دولار على تزيين منازلهم وحدائقهم بالقرع المنحوت، والدعائم المخيفة، وعروض الإضاءة التي تخلق أجواءً مرعبة ومميزة؛ وتليها الحلوى مباشرة، فرغم ارتفاع أسعار الكاكاو عالميًا وتأثيره على أسعار الشوكولاتة، يُقدر حجم الإنفاق على الحلويات بحوالي 3.9 مليار دولار، وهو رقم يعكس أهمية تقليد “خدعة أم حلوى” في هذه المناسبة، كما أن الأزياء تشكل جزءًا أساسيًا من ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين، حيث تخصص لها مبالغ ضخمة سنويًا لتلبية رغبات الجميع في التحول إلى شخصياتهم المفضلة.

فئة الإنفاق حجم الإنفاق المتوقع (بالدولار الأمريكي)
الديكورات والقرع 4.2 مليار
الحلويات والشوكولاتة 3.9 مليار
الأزياء (بمختلف أنواعها) 4.26 مليار
مستحضرات التجميل مئات الملايين (جزء من الأزياء)

ولا يقتصر الأمر على الأزياء البشرية، بل يمتد ليشمل الحيوانات الأليفة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات، حيث تشير التقديرات إلى أن الإنفاق على أزيائها سيصل إلى 860 مليون دولار، ويتم توزيع الإنفاق على الأزياء بشكل أساسي كالتالي:

  • أزياء البالغين: تستحوذ على النصيب الأكبر بحوالي ملياري دولار.
  • أزياء الأطفال: تتبعها مباشرة بإنفاق يقدر بنحو 1.4 مليار دولار.
  • أزياء الحيوانات الأليفة: تظهر كفئة متنامية بقوة بحوالي 860 مليون دولار.

كما تلعب مستحضرات التجميل دورًا حيويًا في إكمال المظهر التنكري، إذ شهدت مبيعات الرموش الصناعية وحدها وصولها إلى 2.5 مليون مشترٍ خلال الأسبوعين اللذين يسبقان الهالوين، مسجلةً زيادة سنوية قدرها 12%، مما يؤكد على دقة التخطيط الذي تتضمنه ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين لدى الأفراد.

ماذا تعكس الأرقام القياسية في ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين؟

الأرقام الضخمة المرتبطة بالإنفاق لا تكشف فقط عن الأهمية الثقافية المتزايدة للهالوين لدى المستهلكين، بل تسلط الضوء أيضًا على دوره كمحرك اقتصادي قوي للعديد من القطاعات التجارية، فشهر أكتوبر لم يعد مجرد شهر عادي في التقويم، بل تحول إلى موسم حيوي للمحلات التجارية والعلامات المتخصصة في الأزياء، والديكور، والحلويات، ومستحضرات التجميل؛ إن ضخامة ميزانية الاحتفال بعيد الهالوين تعني زيادة هائلة في الإيرادات وفرص عمل مؤقتة، مما يساعد على إنعاش الأسواق المحلية قبل الدخول في موسم عطلات نهاية العام، وهذه الظاهرة تؤكد أن المناسبات الاجتماعية والثقافية تمتلك قدرة فريدة على تحفيز السلوك الشرائي لدى المستهلكين وتشكيل اتجاهات اقتصادية مؤثرة.

هذا التحول يجعل من الهالوين مناسبة لا تقل أهمية عن غيرها من الأعياد الكبرى من الناحية التجارية، حيث تستعد لها الشركات بخطط تسويقية مدروسة تستهدف الشغف المتزايد بهذه الأجواء الاحتفالية الفريدة التي تمزج بين الرعب والمرح، وهذا ما يفسر استمرار نمو أرقام الإنفاق سنويًا.

كاتبة صحفية تهتم بمتابعة الأخبار وصياغة تقارير خفيفة وواضحة تقدم المعلومة للقارئ بسرعة وبأسلوب جذاب.