أبعد من الخصوبة: كيف يهدد انقطاع الطمث المبكر صحة قلبك وعظامك؟

تُعد أسباب انقطاع الطمث المبكر والمخاطر الصحية من أهم المواضيع التي تشغل بال الكثير من النساء؛ حيث تعرف هذه الحالة بأنها التوقف الدائم للدورة الشهرية قبل بلوغ سن الأربعين، وهي مرحلة تختلف عن الانقطاع الطبيعي للطمث الذي يحدث عادةً بين سن 45 و55 عامًا بمتوسط عمر يبلغ 51 عامًا؛ مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الظاهرة وتأثيراتها المختلفة على صحة المرأة.

ما هي أبرز أسباب انقطاع الطمث المبكر لدى النساء؟

تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى هذه الحالة؛ فالعامل الوراثي يلعب دورًا محوريًا في تحديد توقيت هذه المرحلة لدى الكثيرات؛ كما أن بعض التدخلات الطبية مثل الخضوع لعمليات جراحية في منطقة الحوض أو تلقي العلاج الكيميائي والإشعاعي قد تكون من ضمن أسباب انقطاع الطمث المبكر والمخاطر الصحية المترتبة عليه؛ ولا يمكن إغفال دور التهاب المبيض المناعي الذاتي الذي يهاجم فيه الجسم أنسجة المبيض عن طريق الخطأ؛ بالإضافة إلى بعض أنواع العدوى، والعوامل البيئية ونمط الحياة مثل التدخين الذي يسرّع من حدوثها، وفي بعض الحالات تظل الأسباب مجهولة وغير معروفة تمامًا.

المخاطر الصحية المرتبطة بأنواع انقطاع الطمث المبكر

بغض النظر عن المسبب الرئيسي؛ فإن النساء اللواتي يعانين من نقص هرمون الإستروجين في سن مبكرة يصبحن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة؛ حيث إن التغيرات الهرمونية قد تختلف باختلاف أنواع انقطاع الطمث المبكر إلا أن المخاطر الصحية طويلة الأمد تظل متشابهة إلى حد كبير؛ ويُعتبر فشل المبيض المبكر (POF) أحد أبرز هذه الأنواع؛ وهو متلازمة تتميز بتوقف الحيض وانخفاض الهرمونات الجنسية قبل سن الأربعين وتصيب حوالي 1% من النساء في سن الإنجاب؛ مما يجعلهن أكثر عرضة لانخفاض كثافة العظام والإصابة بهشاشة العظام والكسور؛ بالإضافة إلى أمراض القلب المبكرة وتدهور الصحة العامة والجنسية بشكل ملحوظ.

وهناك نوع آخر يُعرف بانقطاع الطمث المستحث الذي قد ينتج عن علاجات السرطان؛ حيث يؤدي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي إلى توقف وظيفة المبيض؛ وقد تواجه النساء اللواتي نجين من سرطان الطفولة تحديات إضافية مثل زيادة خطر الإجهاض وولادة أطفال بوزن منخفض؛ كما أن استئصال المبيضين الوقائي بسبب تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان يؤدي حتمًا إلى انقطاع الطمث المبكر؛ مما يضاعف من احتمالية ظهور بعض المشكلات الصحية المعقدة التي تحتاج إلى متابعة دقيقة؛ حيث إن فهم أسباب انقطاع الطمث المبكر والمخاطر الصحية يساعد في التعامل معها بفعالية أكبر.

وتصاحب هذه الحالة مجموعة من الآثار السلبية الشائعة التي تؤثر على جودة حياة المرأة؛ وتشمل الهبات الساخنة المزعجة؛ والتعرق الليلي الذي يسبب اضطرابات في النوم؛ وجفاف المهبل؛ وزيادة الوزن غير المبررة؛ وهشاشة العظام التي تمثل الخطر الأكبر؛ فمع انخفاض كتلة العظام بعد توقف الطمث؛ يصبح حدوثه في وقت مبكر مؤشرًا على انخفاض أكبر في كثافة العظام مستقبلًا؛ ويمكن أن يساهم العلاج التعويضي بالإستروجين في منع فقدان العظام وتقليل خطر الإصابة بالكسور لدى هؤلاء النساء؛ مما يسلط الضوء مجددًا على أهمية معرفة أسباب انقطاع الطمث المبكر والمخاطر الصحية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

هل يمكن الوقاية من انقطاع الطمث المبكر وتجنب آثاره؟

تعتبر الوقاية من انقطاع الطمث المبكر مهمة صعبة نظرًا لتعدد أسبابه؛ فالعوامل الوراثية والمناعية الذاتية لا يمكن التحكم بها أو منعها؛ ومع ذلك؛ يمكن لتبني أنماط حياة صحية أن يساعد بشكل كبير في إدارة الحالة وتخفيف آثارها السلبية؛ حيث إن التركيز على هذه الجوانب يوفر دعمًا جسديًا ونفسيًا للمرأة خلال هذه المرحلة الحساسة؛ ويساهم في تقليل احتمالية ظهور بعض أسباب انقطاع الطمث المبكر والمخاطر الصحية المصاحبة له التي ترتبط بنمط الحياة.

يمكن اتباع مجموعة من الخطوات العملية لإدارة الحالة بشكل أفضل؛ والتي أثبتت فعاليتها في تحسين الصحة العامة للمرأة التي تمر بهذه التجربة:

• الإقلاع الفوري عن التدخين لأنه يسرّع من استنفاد مخزون البويضات.
• اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالكالسيوم وفيتامين د لدعم صحة العظام.
• الحفاظ على نشاط بدني منتظم لتقوية العظام والتحكم في الوزن.
• إدارة التوتر والإجهاد النفسي من خلال تقنيات الاسترخاء والتأمل.
• التحكم في الوزن والحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على الجسم.

إن استشارة الطبيب المختص وفهم طبيعة أي إجراءات جراحية قد تتعلق بالمبايض أو الأعضاء التناسلية يساعد بشكل فعال في تقييم المخاطر؛ وقد يساهم في تقليل فرصة حدوث انقطاع الطمث المبكر الناتج عن أسباب طبية؛ مما يمنح المرأة قدرة أكبر على اتخاذ قرارات مستنيرة بخصوص صحتها الإنجابية والمستقبلية.