أعراضها تشبه نزلات البرد لكنها أشد.. طبيب سعودي يحدد العلامات المقلقة لإنفلونزا A.

أعراضها تشبه نزلات البرد لكنها أشد.. طبيب سعودي يحدد العلامات المقلقة لإنفلونزا A.

تتزايد التحذيرات مؤخرًا حول خطورة فيروس إنفلونزا A وأهمية اللقاح الموسمي لمواجهته، حيث أكد الدكتور أحمد العمار، المتخصص في الصحة العامة، أن الفيروس المنتشر حاليًا ليس سلالة جديدة بل هو التحدي السنوي الذي يتطلب وعيًا واستعدادًا، مشيرًا إلى أن تجاهل التطعيم يمثل الخطر الحقيقي وليس طبيعة الفيروس بحد ذاتها، مما يستدعي فهمًا أعمق لكيفية التعامل مع هذا التهديد الصحي المتكرر في كل موسم شتاء.

ما هي خطورة فيروس إنفلونزا A مقارنة بالسلالات الأخرى؟

أوضح الطبيب أحمد العمار في مقطع فيديو نشره عبر منصة إكس أن الفيروس المتداول خلال هذا الموسم ليس جديدًا كما يشاع، بل هو نفس النوع الذي يظهر كل عام مع بداية فصلي الخريف والشتاء؛ ومع ذلك فإن فهم طبيعة فيروسات الإنفلونزا أمر ضروري لتقدير الموقف بشكل صحيح، فهناك عدة سلالات رئيسية تشمل A وB وC، وتعتبر إنفلونزا A هي الأكثر تأثيرًا وانتشارًا على مستوى الصحة العامة عالميًا، وهذا يعود بشكل أساسي إلى قدرتها الفائقة على التحور والتغير الجيني بسرعة، مما يجعل المناعة المكتسبة من إصابات سابقة غير كافية لمواجهة السلالات الجديدة، وتكمن خطورة فيروس إنفلونزا A في أن تأثيره يتراوح بين إصابات طفيفة تشبه نزلة البرد العادية، وحالات أخرى شديدة قد تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً ودخول المستشفى، وتزداد هذه المخاطر بشكل خاص لدى فئات محددة مثل الأطفال الصغار وكبار السن، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في القلب أو الجهاز التنفسي.

لماذا يعتبر لقاح الإنفلونزا ضرورياً لمواجهة خطورة فيروس إنفلونزا A؟

شدد العمار على أن السلاح الأهم لمواجهة التحدي السنوي يظل في أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية، مؤكدًا أن الوقت ما زال مناسبًا تمامًا للحصول على التطعيم، خاصة ونحن ندخل فترة الذروة لانتشار الفيروس خلال أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير، وهي الفترة التي تشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة وزيادة في التجمعات داخل الأماكن المغلقة، ومن الضروري تصحيح مفهوم شائع بأن اللقاح يمنع الإصابة بالفيروس بشكل كامل؛ فالحقيقة أن دوره الأساسي هو تقليل شدة الأعراض ومنع حدوث المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد الحياة، فالأشخاص الذين يتلقون اللقاح يتمتعون بفرصة أكبر بكثير لتجاوز المرض بأعراض خفيفة ودون أي مشاكل صحية طويلة الأمد، وهو ما يبرز أهمية اللقاح في حماية النظام الصحي من الضغط، كما وجه دعوة خاصة لجميع الفئات، وبالأخص العاملين في القطاعات الحيوية التي تشهد احتكاكًا مباشرًا مع الجمهور كالمدارس والمستشفيات، بضرورة الإسراع في أخذ اللقاح لحماية أنفسهم ومن حولهم.

خطوات عملية تتجاوز اللقاح للوقاية من فيروس إنفلونزا A

لا تقتصر الوقاية على اللقاح وحده، بل يجب أن تتكامل مع مجموعة من السلوكيات الصحية اليومية التي تشكل خط دفاع إضافي لتقوية مناعة الجسم والحد من فرص انتقال العدوى، فهذه الإجراءات البسيطة تساهم بفاعلية في تقليل انتشار الفيروسات التنفسية بشكل عام، وقد أثبتت فعاليتها مرارًا في مواسم الإنفلونزا السابقة، وهذه الإجراءات لا تحمي الفرد فحسب؛ بل تساهم في حماية المجتمع ككل، ومن أهم هذه النصائح الوقائية ما يلي:

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بانتظام لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
  • تجنب لمس العينين والأنف والفم بعد ملامسة الأسطح في الأماكن العامة.
  • استخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية لتقليل استنشاق الرذاذ.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم لتعزيز قدرة الجهاز المناعي.
  • اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن لدعم مناعة الجسم.

إن نشر الوعي الصحي حول مخاطر الإنفلونزا الموسمية يمثل جزءًا لا يتجزأ من جهود الوقاية، حيث يأتي هذا التحذير متزامنًا مع استعدادات الجهات الصحية لإطلاق حملات تطعيم موسعة، بهدف ضمان موسم شتاء آمن وصحي للجميع وتجنب المضاعفات الخطيرة التي يمكن تفاديها بسهولة.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.