شيعت الأوساط الدينية والشعبية في العراق صباح اليوم السبت واحدًا من أبرز علماء الدين، بعدما أعلنت مدرسة الإمام الخالصي في الكاظمية المقدسة رحيل المرجع الديني المجاهد آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي، الذي ودع الدنيا عن عمر مبارك تجاوز تسعين عامًا قضاه في خدمة العلم والدين وحماية قضايا الأمة.
وفاة المرجع الديني الشيخ محمد مهدي الخالصي
جاء في بيان المدرسة أن الراحل كان “علمًا من أعلام الفقه والجهاد، وركنًا راسخًا من أركان المعرفة”، مؤكدة خسارة الأمة لواحد من كبار رجالها الروحيين، وأوضح البيان أن الشيخ الخالصي أمضى حياته في ميادين العلم والدعوة، فكان نموذجًا للعالم الرسالي الذي جمع بين التدريس والفقه والعمل الدعوي.
إلى جانب مواقف وطنية ثابتة اتّسمت بالشجاعة في مواجهة الاستكبار والدفاع عن حرية الشعب العراقي ووحدة الأمة واستقلال الوطن، وعد البيان الراحل “رمزًا للثبات والصبر”، مشيرًا إلى أن صوته ظل عاليًا في ساحات الحق، وأن مسيرته شكلت مدرسة متكاملة في الهداية والوعي والتثقيف الديني.
خسارة كبيرة للحوزات العلمية والساحة الإسلامية
وأكدت مدرسة الإمام الخالصي أن رحيل الشيخ محمد مهدي الخالصي يشكل خسارة فادحة للحوزات العلمية والفكر الإسلامي، لما تركه من إرث علمي وفكري واسع يشمل مؤلفات وتحقيقات ومواقف تعد مرجعًا للأجيال القادمة.
ووصف البيان الراحل بأنه “مفكر أصيل وسياسي حكيم”، عُرف ببصيرته وعمق رؤيته في القضايا الدينية والاجتماعية والوطنية.
موعد مراسم التشييع والصلاة
أعلنت المدرسة أن مراسم تشييع جثمان الشيخ الراحل ستقام اليوم السبت 22 تشرين الثاني 2025، الموافق الأول من جمادى الآخرة 1477هـ، عند الساعة الرابعة عصرًا.
وبالفعل إنطلق موكب التشييع من ساحة الإمام محمد الجواد عند مدخل شارع باب المراد، متجهًا نحو الصحن الكاظمي الشريف، حيث يوارى جثمانه الثرى في مثواه الأخير.
برحيل الشيخ محمد مهدي الخالصي، يودع العراق أحد أبرز رجالاته الروحانيين وأكثرهم تأثيرًا في الفكر الإسلامي والوعي الاجتماعي، ورغم الفقد الكبير، يبقى إرثه وتاريخه ومسيرته العلمية شاهدة على نموذج عالم رباني حمل الأمانة بصدق وثبات، وترك أثرًا لا يزول في نفوس محبيه وتلامذته وكل من تتلمذ على علمه وفكره.
