التلاعب في منصة حضوري جريمة جنائية عقوبتها السجن.

التلاعب في منصة حضوري جريمة جنائية عقوبتها السجن.

تُعد عقوبة التلاعب في تطبيق حضوري من القضايا القانونية الخطيرة التي أثارت جدلاً واسعاً في القطاع التعليمي السعودي، حيث أكد الخبير القانوني عبدالملك الفاسي أن محاولات التحايل على النظام لتسجيل الحضور من خارج مقر العمل عبر تغيير بيانات الموقع (GPS) لا تعتبر مخالفة بسيطة، بل ترقى لتكون جريمة تزوير إلكتروني مكتملة الأركان تستوجب المساءلة القانونية.

أوضح الفاسي أن تعمد إدخال بيانات حضور وهمية أو تحريف معلومات الموقع الجغرافي يمثل فعلياً إدلاء ببيان كاذب في مستند إلكتروني رسمي، وهذا الفعل يقع مباشرة تحت طائلة نظام جرائم التزوير السعودي؛ فالنظام لا يفرق بين التزوير المادي على الورق والتزوير الرقمي عبر التطبيقات، إذ إن كليهما يهدف إلى إثبات واقعة غير صحيحة بهدف تحقيق منفعة شخصية أو التهرب من المسؤولية الوظيفية، مما يجعل التعامل مع بيانات تطبيق حضوري بنفس جدية التعامل مع المستندات الرسمية الأخرى.

ما هي عقوبة التلاعب في تطبيق حضوري الجنائية؟

إن مواجهة عقوبة التلاعب في تطبيق حضوري لا تقتصر على الإجراءات الإدارية فحسب، بل تمتد لتشمل عقوبات جنائية رادعة نصت عليها المادة الثانية من نظام جرائم التزوير في المملكة، حيث يُنظر إلى هذا الفعل باعتباره جريمة عمدية تستهدف سلامة البيانات الرقمية الرسمية؛ وتتدرج العقوبات لتشمل السجن والغرامة المالية أو تطبيق إحدى العقوبتين بناءً على تقدير القاضي لحجم المخالفة وتكرارها، وهذا يوضح مدى جدية المشرع السعودي في حماية الأنظمة الرقمية الحكومية.

نوع العقوبة الجنائية التفاصيل
السجن قد تصل مدته إلى ثلاث سنوات كحد أقصى
الغرامة المالية قد تصل قيمتها إلى 300 ألف ريال سعودي

العقوبات الإدارية المترتبة على التحايل في نظام حضوري

إلى جانب التبعات الجنائية، يواجه الموظف المتورط في التحايل على نظام الحضور والانصراف مجموعة من العقوبات الإدارية الصارمة التي تطبقها جهة العمل بشكل مباشر، وهذه الإجراءات تهدف في المقام الأول إلى تعزيز ثقافة الانضباط والنزاهة داخل بيئة العمل التعليمية، وتعمل كخط دفاع أول لمنع استغلال الأنظمة الرقمية لتحقيق مكاسب غير مشروعة أو التهرب من الواجبات الوظيفية، وتتخذ هذه العقوبات طابعاً تصاعدياً لضمان عدم تكرار المخالفة.

  • توجيه إنذارات رسمية للموظف المخالف.
  • الخصم من الراتب بما لا يتجاوز 60 يومًا في السنة.
  • الحرمان من العلاوة السنوية المستحقة.
  • الفصل النهائي من الخدمة في حال تكرار المخالفة أو ثبوت نية التزوير.

مسؤولية المديرين ودورهم في منع التلاعب بتطبيق حضوري

تقع على عاتق مديري المدارس والإدارات التعليمية مسؤولية مباشرة في الإشراف والمراقبة الدقيقة لضمان سلامة بيانات تطبيق حضوري، حيث يعتبر أي تقصير في المتابعة أو التغاضي عن التحقق من صحة سجلات الحضور والانصراف إهمالاً إدارياً قد يعرض المدير نفسه للمساءلة القانونية؛ فدورهم لا يقتصر على الإدارة التربوية، بل يمتد ليشمل حماية الأنظمة وتطبيق اللوائح، ومنع أي فرصة لحدوث التلاعب في تطبيق حضوري للحفاظ على بيئة عمل عادلة ومنضبطة.

على الرغم من التشدد في فرض عقوبة التلاعب في تطبيق حضوري، فقد راعت وزارة التعليم احتمالية حدوث أعطال تقنية خارجة عن إرادة الموظف، حيث منحت مديري المدارس صلاحية تعديل أوقات الحضور والانصراف بشكل يدوي، ولكن هذا الإجراء مشروط بالتحقق الفعلي من وجود عطل فني في التطبيق أو الشبكة وتوثيقه رسمياً، وهذه الآلية المرنة تضمن تحقيق العدالة الوظيفية وحماية حقوق الموظفين الملتزمين، وفي الوقت ذاته تحافظ على مبدأ “الأجر مقابل العمل” وتغلق الباب أمام أي محاولة لاستغلال الثغرات التقنية.

إن الآثار السلبية الناتجة عن عقوبة التلاعب في تطبيق حضوري لا تتوقف عند الغرامة أو السجن، بل تمتد لتترك بصمة سلبية دائمة على السمعة الوظيفية للموظف، حيث إن تسجيل سابقة جنائية في مجال التزوير الإلكتروني يعيق بشكل كبير فرصه في الترقيات المستقبلية أو الانتقال إلى وظائف أخرى، ومع ربط الأنظمة الحكومية إلكترونياً، أصبحت أي مخالفة جنائية تظهر تلقائياً في جميع التعاملات الإدارية، مما يحول المخالفة إلى وصمة تلاحق مسيرته المهنية.

في النهاية، يمثل الالتزام بأنظمة الحضور الرقمية واجباً نظامياً وأخلاقياً يعكس مدى جدية الموظف في أداء مهامه، والتحايل على هذه الأنظمة ليس دليلاً على الذكاء التقني، بل هو جريمة إلكترونية لها عواقب وخيمة.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.