توقيت المشي بعد الأكل.. خطأ شائع يرتكبه مرضى السكر يبطل فعاليته

توقيت المشي بعد الأكل.. خطأ شائع يرتكبه مرضى السكر يبطل فعاليته

إن تحديد الوقت المناسب للمشي بعد الأكل يظل محور جدل بين المهتمين بالصحة، فبينما يفضل البعض المشي على معدة فارغة لحرق الدهون، يؤكد الخبراء أن المشي بعد تناول الطعام له فوائد حيوية لتحسين الهضم وتنظيم مستويات سكر الدم، ورغم أن المشي رياضة بسيطة لا تتطلب سوى حذاء مريح وعزيمة، إلا أن توقيتها هو المفتاح الحقيقي لجني ثمارها الصحية بالكامل.

توقيت المشي بعد الأكل: هل الانتظار ضروري؟

كثيرًا ما يتبادر إلى الذهن أن الحركة الفورية بعد تناول الطعام هي الحل الأمثل لتجنب الخمول، ولكن الخبراء يحذرون من هذه الممارسة، حيث إن الانطلاق في المشي خلال الدقائق الخمس الأولى بعد الانتهاء من الوجبة قد يكون له بعض الفوائد، إلا أنه غالبًا ما يسبب شعورًا بالانزعاج والانتفاخ، خصوصًا بعد تناول وجبة دسمة أو غنية بالعناصر الغذائية التي تتطلب جهدًا أكبر من الجهاز الهضمي، فبدلاً من أن تساعد الدورة الدموية في عملية الهضم، يتم توجيهها نحو العضلات، مما قد يبطئ من امتصاص العناصر الغذائية ويسبب عسر هضم أو ثقل في المعدة، لذلك، فإن منح الجسم فترة راحة قصيرة يعد خطوة حكيمة لضمان تجربة مشي مريحة وفعالة، وتحديد الوقت المناسب للمشي بعد الأكل هو الخطوة الأولى نحو الاستفادة الكاملة من هذه العادة الصحية.

تحديد الوقت المناسب للمشي بعد الأكل لفوائد قصوى

يكشف الدكتور سودهير كومار، وهو طبيب أعصاب متخصص، أن التوقيت المثالي لبدء المشي هو بعد مرور 10 إلى 15 دقيقة من الانتهاء من الوجبة، فهذه الفترة الزمنية تتزامن بدقة مع اللحظة التي يبدأ فيها الجسم بهضم الطعام وامتصاص الجلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في مجرى الدم، وهنا يأتي دور المشي كعامل منظم طبيعي، حيث إن الحركة الجسدية الخفيفة تساعد العضلات على استهلاك هذا الجلوكوز الزائد كطاقة، مما يمنع حدوث ارتفاعات حادة في سكر الدم، ويعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية لمرضى السكري ومن هم في مرحلة ما قبل السكري، فالمواظبة على هذه العادة يمكن أن تساهم في خفض مستوى الهيموجلوبين السكري (HbA1c) مع مرور الوقت، مما يعكس تحكمًا أفضل في مستويات الجلوكوز على المدى الطويل، وبالتالي فإن إتقان الوقت المناسب للمشي بعد الأكل يعزز من صحتك بشكل كبير.

العنصر التوصية المثالية للمشي بعد الأكل
فترة الانتظار 10 إلى 15 دقيقة بعد انتهاء الوجبة
مدة المشي 10 إلى 30 دقيقة
سرعة المشي 3 – 4 كيلومتر/ساعة (خفيف إلى متوسط)

إن مدة المشي الموصى بها تتراوح عادةً بين 10 و 20 دقيقة من المشي بوتيرة خفيفة إلى متوسطة، وتعتبر هذه المدة كافية تمامًا لكبح جماح ارتفاع السكر في الدم وتحقيق الفائدة المرجوة، وفي حال كانت الوجبة غنية بالكربوهيدرات، فإن تمديد فترة المشي إلى 30 دقيقة قد يوفر فوائد إضافية ويعزز من عملية الحرق وتنظيم الطاقة في الجسم، كما أن دمج تقنيات التنفس الواعي أو بعض تمارين التمدد البسيطة مع المشي يمكن أن يضاعف من الفوائد الجسدية والنفسية، ويحول هذه العادة البسيطة إلى طقس صحي متكامل، ففهم الوقت المناسب للمشي بعد الأكل وتطبيقه بانتظام هو استثمار مباشر في صحتك العامة.

أخطاء شائعة تبطل فوائد المشي بعد الأكل

على الرغم من بساطة رياضة المشي، إلا أن هناك أخطاء شائعة قد ترتكبها دون وعي، مما يقلل من فعاليتها أو يلغي فوائدها الصحية بالكامل، ولضمان أن الوقت المناسب للمشي بعد الأكل يؤتي ثماره، من الضروري تجنب هذه الممارسات الخاطئة التي تحول دون تحقيق أهدافك الصحية، فالتفاصيل الصغيرة مثل وضعية الجسم ونوع الحذاء يمكن أن تحدث فرقًا هائلاً في النتائج التي تحصل عليها من هذه العادة اليومية.

  • السرعة غير الكافية: المشي ببطء شديد لا يرفع معدل ضربات القلب بالقدر الكافي لحرق السعرات الحرارية أو تعزيز لياقة القلب والأوعية الدموية؛ لذا حاول زيادة سرعتك قليلاً أو حرك ذراعيك بنشاط لجعل التمرين أكثر فعالية.
  • إهمال وضعية الجسم: تجاهل الوقوف بشكل مستقيم وتفعيل عضلات الجذع قد يؤدي إلى إجهاد في الرقبة والظهر والكتفين؛ فاحرص دائمًا على الحفاظ على استقامة ظهرك ونظرك إلى الأمام.
  • ارتداء حذاء غير مناسب: الأحذية التي لا توفر الدعم الكافي لقوس القدم والكاحل هي سبب خفي للألم والإصابات، مما قد يثبط عزيمتك ويمنعك من الاستمرار في المشي بانتظام.
  • الروتين الممل: السير في نفس الطريق يوميًا قد يصبح مملاً ويقلل من حماسك ورغبتك في المواظبة؛ لذلك نوّع مساراتك أو جرب المشي على منحدرات خفيفة لتحدي جسمك وتجديد نشاطك.
  • غياب الاستمرارية: المشي المتقطع من حين لآخر لن يحقق نتائج ملموسة؛ فالاستمرارية هي المفتاح، لذا اجعلها عادة يومية حتى لو كانت لمدة 15 دقيقة فقط في البداية.
  • تجاهل الترطيب وإشارات الجسم: إهمال شرب كمية كافية من الماء، خاصة في الطقس الحار، أو تجاهل إشارات الإرهاق والألم قد يجعل المشي تجربة غير مريحة ومحفوفة بالمخاطر.

إن الانتباه لهذه التفاصيل البسيطة يضمن أنك تستثمر وقتك وجهدك بالشكل الصحيح، فممارسة المشي في التوقيت المناسب وبالتقنية السليمة مع المواظبة عليه هو ما يعزز صحتك العامة ويحول هذه العادة إلى قوة فعالة في حياتك اليومية.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.